تركيا: سباق على أصوات القوميين المتطرفين
يسعى مرشح المعارضة التركية لالنتخابات الرئاسية كمال كلجدار أوغلو للحصول على دعم حزب النصر القومي المتطرف
تـواصـل األطـــراف السياسية فـي تركيا بــــذل جـــهـــودهـــا لــــرص الـــصـــفـــوف قبيل الجولة الثانية لانتخابات الرئاسية األحد املقبل، إذ تسعى املعارضة لكسب حزب النصر القومي املتشدد الذي أعلن أنه سيكشف قراره بدعم تحالف الشعب من عدمه، اليوم األربعاء. وبعد أن كسب الرئيس رجب طيب أردوغان، أمس األول اإلثـــنـــني، دعـــم املــرشــح الــرئــاســي سنان أوغان الحاصل على 5.17 في املائة من األصـــــوات فـــي الــجــولــة األولـــــى، يــحــاور مرشح املـعـارضـة كمال كلجدار أوغلو زعيم حـزب النصر أومـيـت أوزداغ، في مسعى لضمه إلى تحالف الشعب، علما أن الحزب حصل على 2.1 في املائة من األصــــــوات فـــي االنــتــخــابــات الـبـرملـانـيـة وفـشـل فــي دخـــول الــبــرملــان. وتـواصـلـت املفاوضات بني كلجدار أوغلو وأوزداغ، وأعلن األخير تأجيل اتخاذ قراره حتى الــيــوم األربـــعـــاء، مبينا أن املــفــاوضــات مــع املــعــارضــة أحــــرزت تـقـدمـا. يــذكــر أن تــحــالــف «أتــــــا» (األجـــــــــداد) الـــــذي رشــح أوغــــــــان لـــانـــتـــخـــابـــات الـــرئـــاســـيـــة كـــان يتشكل من حزبي «النصر» و«العدالة»، وفـي الوقت الــذي أعلن فيه أوغــان دعم أردوغــان في الجولة الثانية، فإن حزب العدالة أعلن قبل أيام عبر زعيمه وجدت أوز دعم كلجدار أوغلو، بينما ينتظر أن يكشف أوزداغ عن قراره اليوم، لينفرط عقد تحالف «أتا». وقــــــال أوزداغ، فــــي مـــؤتـــمـــر صــحــافــي أمــــس، إن «الـــلـــقـــاءات لـــم تــنــتــه، وهــنــاك مـرحـلـة تسير بشكل إيــجــابــي، وأؤمـــن بـأنـنـا سننهيها بشكل إيــجــابــي، وإن تمكنا مــن الــتــوافــق، فسنعلن عــن ذلـك مــع كــلــجــدار أوغــلــو صــبــاح األربـــعـــاء». واعـتـبـر أن قـــرار أوغــــان «يــعــود لـــه، وال يــلــزم حـــزب الــنــصــر». فــي غـضـون ذلــك،
يواصل كلجدار أوغلو نفي عالقته بـ«العمال الكردستاني»
أردوغان: المعارضة سارت يدًا بيد مع المنظمات اإلرهابية
ذكـــــر صـــحـــافـــيـــون مـــقـــربـــون مــــن حـــزب الشعب الجمهوري، في تغريدات عبر «تــــويــــتــــر»، أن هــــنــــاك خــــافــــات ضـمـن تحالف الشعب املعارض، أو ما يعرف بــــالــــطــــاولــــة الــــســــداســــيــــة، حــــالــــت دون التوصل إلى توافقات مع حزب النصر، فـــأوزداغ يطالب بـأن يكون االتفاق مع املـــعـــارضـــة مــكــتــوبــا ومـــوقـــعـــا مـــن قبل جميع مكونات تحالف املعارضة. في املقابل، يطالب قادة الطاولة السداسية أن تكون التوافقات بني كلجدار أوغلو وأوزداغ شفوية، أو بينهما فقط، من دون أن تــلــزم بـقـيـة األحــــــزاب، وهـــو ما يرفضه أوزداغ. وفــي سياق االنـتـخـابـات، اتهم كلجدار أوغلو، أمس الثاثاء، أردوغـان بالعمل على «تـزيـيـف مشاهد مــصــورة» بحقه عرضت على الشاشات، قائا إنه «يلجأ إلى الله أمام هذا األمر». جاء ذلك خال لـــقـــاء مــــع مــنــكــوبــي الـــــزلـــــزال فــــي واليــــة هاتاي الجنوبية، وهي الوالية املنكوبة الـتـي حصل فيها كـلـجـدار أوغــلــو على أصوات أعلى من أردوغان، عكس غالبية الواليات املنكوبة. ونفى كلجدار أوغلو فــي كلمته تـهـم عـاقـتـه بــحــزب العمال الـكـردسـتـانـي واإلرهـــــاب، بـقـولـه «لعنة الله على كل من يسير مع اإلرهابيني، يـجـب علينا مـكـافـحـة اإلرهـــــاب مــن أي جهة يأتي... أحترم النقد الشديد، ولكن ليس عبر الكذب واملـؤامـرات». وأضاف أنه «ال يمكن أن يصبح شخص مزيف رئيسا (قـاصـدًا أردوغــــان)، إذ قــال إننا نتعاون مع املنظمات اإلرهابية، وأعـد مشاهد مزيفة». كام كلجدار أوغلو جاء بعد تصريحات ألردوغـان أمس األول اإلثنني على قناة «تـــــي ار تـــــي» الـــرســـمـــيـــة قـــــال فــيــهــا إن «هناك مشاهد مصورة للمعارضة مع الكردستاني». وفي سياق خطابه، جدد كـــلـــجـــدار أوغـــلـــو اســـتـــهـــداف الــاجــئــني، خـــصـــوصـــا الــــســــوريــــني مـــنـــهـــم، مـبـيـنـا أن «هــنــاك شــكــاوى مــن كــافــة الــواليــات الــتــركــيــة الـــبـــالـــغ عـــددهـــا 81 واليـــــة من الاجئني، وأن خطة إعادتهم لبادهم جـاهـزة، وسيتم إرسالهم خـال عامني على أقصى تقدير». وأكد أن «تركيا لن تتحول لخزان لاجئني، وسنعمل على السام مع سورية (النظام)». مــن جـهـتـه، جــــدد أردوغــــــان، خـــال لقاء جـــمـــاهـــيـــري فــــي واليــــــة مـــاطـــيـــة، وهـــي إحـــدى الـــواليـــات املـنـكـوبـة مــن الـــزلـــزال، اتـــهـــام مـــرشـــح املـــعـــارضـــة بــعــاقــتــه مع قيادات «الكردستاني». وقـال أردوغــان «كـمـال كلجدار أوغـلـو يأخذ تعليماته من قنديل (مقر الكردستاني)، لقاءاته يجريها مع امتدادات الكردستاني في البرملان (حـزب الشعوب الديمقراطي)، لـــكـــن الـــشـــعـــب ســـيـــدفـــن مــــن يـــســـيـــر مـع اإلرهـــــابـــــيـــــني بــــصــــنــــاديــــق االقـــــــتـــــــراع». وأضاف أن «املعارضة سارت يدًا بيد مع املنظمات اإلرهابية، أمـا نحن فمشينا مــع الـشـعـب، هــم تـلـقـوا تعليماتهم من قنديل ونـحـن تلقيناها مـن الـلـه، نحن وقـفـنـا بـجـانـب الـشـعـب والـحـقـيـقـة، هم تــحــدثــوا عـــن الـــهـــدم واملـــعـــوقـــات ونـحـن قلنا تنفيذ املشاريع واالستثمارات».