موريتانيا: المعارضة تدعو الجتماع لبحث «أزمة االنتخابات»
إلـى ديـارهـم تعد لوجستيًا أسهل من عودة الاجئن. وبرزت أخيرًا املبادرة العربية، التي بـدأ بها األردن، ثم تحولت إلـى إقليمية بن دول الخليج ومـصـر والــعــراق واألردن، قبل أن تعتمد عربيًا خـال جلسة إعــادة سورية ملقعدها في الجامعة العربية من خال القرار ،8914 والذي يتضمن ثاثة ملفات رئيسية، هي الحل السياسي، وامللف األمني (مكافحة تـجـارة املـــخـــدرات)، وفــي املـقـدمـة ملف إعــادة الاجئن من الدول املجاورة، ال سيما األردن ولــبــنــان وتـــركـــيـــا. لــكــن مــلــف الـــنـــازحـــن كــان غائبًا عن املبادرة التي تضمنها قرار وزراء الخارجية العرب. ويــعــرب الـنـاشـط عمر الـشـامـي، وهــو مهجر مــن بــلــدة خـــان الـشـيـح فــي الــغــوطــة الغربية بريف دمشق منذ سبعة أعــوام، عن اعتقاده أن ملف النازحن بات طي النسيان، مع طول أمد فترة النزوح والتهجير. ويشير الشامي، في حديث مع «العربي الجديد»، إلى أنه لم يبق لهم ســوى إحـيـاء ذكـــرى تهجيرهم في كل عام، متحدثًا عن ظروف صعبة يعيشها النازحون في الشمال السوري في ظل نقص اإلغــــاثــــة وقـــلـــة فـــــرص الـــعـــمـــل وتــــدنــــي سـبـل املعيشة. ويقول الشامي إن «حركة خبث» من النظام جعلتهم مهجرين قـسـرًا، بعد اتفاق مع املعارضة لتبادل أسرى، ليكتشفوا فيما بعد أنـهـم، كمدنين، هـم األســـرى والـرهـائـن الذين يريد النظام اإلفراج عنهم وتهجيرهم إلـــى الـشـمـال الـــســـوري، إلخــــراج مـقـاتـلـن من صفوفه عوضًا عنهم. ويــؤكــد مــالــك أبـــو عــبــيــدة، وهـــو مـهـجـر من مـحـافـظـة درعـــا إلـــى الـشـمـال الـــســـوري بعد اتـــفـــاق الــتــســويــة عـــام ،2018 أنـــه «ال يمكن الـــيـــوم لـلـكـثـيـر مـــن املــهــجــريــن الـــعـــودة إلــى مناطقهم، بسبب توطن مليشيات متعددة الجنسيات فيها». ويضيف: «منع السكان األصـــلـــيـــون، مــمــن هـــم فـــي مــنــاطــق الــنــظــام أصـا، من العودة إليها، كالقصير وبعض أحـيـاء جـنـوب دمـشـق وبـعـض أحـيــاء حلب وأريــــاف إدلـــب وغــيــرهــا، فـهـل سيسمح ملن هـــم فـــي الــشــمــال الـــســـوري ومــمــن عــارضــوا النظام بالعودة إليها». ويتابع أبو عبيدة، لـ«العربي الجديد»: «كل مهجر قسرًا خرج مــــن ديـــــــاره وتــــــرك بــيــتــه ومــنــطــقــتــه ملـصـيـر مجهول، خـرج بسبب سيطرة النظام على املنطقة بإجرامه ووحشيته، وهــذا السبب مــــا زال قـــائـــمـــًا ولــــذلــــك يـــصـــعـــب أن يــعــود املــهــجــر إلــــى بــيــتــه وقـــريـــتـــه، حــتــى بــوجــود ضــمــانــات دولـــيـــة». ويــــرى أن «الــثــقــة بتلك الضمانات معدومة، ألن النظام يلتف على كل االتفاقات التي أبرمها مع املناطق التي سيطر عليها، بدعم روسي، والتي خضعت التــــفــــاقــــات تـــســـويـــة، مـــثـــل درعــــــا والـــغـــوطـــة الشرقية وريــف حمص والقلمون»، مشيرًا إلـــى أن «الــنــظــام نـكـث بــاالتــفــاقــات بـوجـود ضـــامـــن، وهــــو الــجــانــب الـــروســـي الــــذي هو حليف للنظام أصــــا». ويعتبر أن «عـــودة
الشامي: ملف النازحين بات طي النسيان مع طول أمد التهجير عبد الغني: عوامل عدة تمنع النازحين من العودة إلى مناطقهم املــهــجــريــن قــســرًا والـــنـــازحـــن إلــــى بيوتهم ومـنـاطـقـهـم مــرهــون بــخــروج الـنـظـام منها أو سقوطه، أو سيطرة النظام على الشمال املـــحـــرر. وأعـتـقـد أنـــه فــي حـــال سيطر عليه بــدعــم روســــي، وضــــوء أخــضــر دولــــي، فإنه لــن يـسـمـح للمهجرين بــالــعــودة ملناطقهم على شكل مجموعات كبيرة وكتل، ألن هذا يعني عودة الحاضنة الثورية واملعارضن له إلى مناطقهم، وإن أجبر على هذا باتفاق دولــي يضمن بقاء الساح الخفيف في يد حـامـلـيـه كــمــا حــصــل بــاتــفــاق جــنــوب غــرب ســوريــة (درعــــا والـقـنـيـطـرة) فـإنـه سيواجه ربــمــا حــــرب عــصــابــات واغـــتـــيـــاالت واســعــة فــي كــل املـحـافـظـات عـلـى غـــرار درعــــا، وهــذا مـــا ال يـــرغـــب بـــه الـــنـــظـــام». ويــلــفــت إلــــى أن «بــقــاء املنطقة (الـشـمـال الـــســـوري) عـلـى ما هــي عـلـيـه هــو مـــوت بــطــيء لــهــا، وفـــي حـال إعــادة الاجئن من تركيا، وهـم أكثر من 3 ماين، فإن الوضع سيزداد سوءًا. فاملنطقة هنا ضيقة وشبه خالية من املوارد والبنية التحتية، وقـــدوم املـزيـد إليها يعني كارثة إنــســانــيــة، إذ تـحـتـل املـنـطـقـة املــرتــبــة الـــــ31 بالكثافة السكانية في العالم». مـعـتـصـم نـــجـــار، خـــرج مـــع عـائـلـتـه مـــن ريـف مـديـنـة مــعــرة الـنـعـمـان جـنـوبـي إدلـــــب، بعد أن فــقــد عــمــه وابـــنـــي عــمــه بــالــقــصــف، نهاية عـــام ،2019 واتــجــهــوا نـحـو مـخـيـمـات أطمة شمالي إدلـــب، ويقطنون الـيـوم مـع أقاربهم فـــي عــــدة خـــيـــام فـــي مـخـيـم هـــنـــاك. ويــوضــح نجار، لـ«العربي الجديد»، أنه من بن نحو 17 شخصًا من العائلة يعمل اثنان بأجور زهـــيـــدة، مـــا يـعـنـي أن وضــعــهــم تــحــت خطر الفقر، فيما تسيطر قـوات النظام على بيته في معرة النعمان، بعد أن نهبت محتوياته بحسب ما علم من مصادر داخل املدينة. من
جهته، يشير مدير «الشبكة السورية لحقوق اإلنسان» فضل عبد الغني، إلى أن النازحن أقــــــرب إلـــــى مـــنـــازلـــهـــم مــــن الـــاجـــئـــن، الفـــتـــًا، لــ«الـعـربـي الــجــديــد»، إلـــى أن هـنـاك نـازحـن يبتعدون عن منازلهم وقراهم مسافة نصف ســاعــة ولـــم يـــعـــودوا، فـكـيـف يـمـكـن لاجئن الـعـودة في ظل الـظـروف الحالية؟ ويضيف عــبــد الــغــنــي أن «ســــوريــــة شـــهـــدت عـمـلـيـات تـــشـــريـــد لــــقــــرى ومـــــــدن وبـــــلـــــدات بــأكــمــلــهــا، واألسباب التي دفعت الناس لتلجأ إلى دول الجوار أو الذهاب فيما بعد إلى أوروبا، هي ذاتها بالنسبة إلى النازحن. ولو أن الحدود اليوم مفتوحة لكان لدينا ماين إضافية مـــــن الــــاجــــئــــن ســــيــــخــــرجــــون مـــــن صـــفـــوف النازحن أساسًا». ويضيف: «القصف بالتأكيد له نتائج أخرى، هـي الــدمــار، فلم يعد بإمكان الـنـاس العيش فـــي مـنـاطـقـهـم، وال الــنــظــام يـقـبـل بـعـودتـهـم مــــن األســــــــاس، لـــكـــون الـــنـــظـــام يــســيــطــر عـلـى الكثير من املناطق منذ سنوات، ولم يسمح ألهلها بـالـعـودة إلـيـهـا». ويـنـبـه عبد الغني إلـــــى أن «الـــــنـــــاس يـــــريـــــدون الـــــعـــــودة، ســــواء كــانــوا نــازحــن أو الجــئــن، لـكـن مــا يمنعهم مـــن الــــعــــودة عـــوامـــل عـــــدة، كــخــطــر الــتــعــرض لاعتقال أو االختفاء القسري أو التعذيب. وال يوجد أي ضمانات ملنع ذلك، فالنظام ال ينشر قوائم باملطلوبن، ليعرف الناس من هو املطلوب من غير املطلوب لـه». ويضيف عـبـد الـغـنـي: «هـــذا عـــدا عــن اسـتـيـاء النظام عـلـى أمــــاك الــنــازحــن والــاجــئــن مــن خـال مجموعة من القوانن واملراسيم، باإلضافة لخطر التجنيد اإلجباري للشبان. لذلك نحن نــوصــي الــنــاس بــعــدم الـــعـــودة، فـكـل املناطق الخاضعة لسيطرة النظام، غير آمنة لعودة الاجئن والنازحن على حد سواء». دعــــت املـــعـــارضـــة املــوريــتــانــيــة، أول مـــــن أمــــــس اإلثــــــنــــــن، إلــــــى اجـــتـــمـــاع يضم لجنة االنتخابات والحكومة واألحزاب، لبحث ما سمتها «األزمة االنتخابية وتجنيب الـبـاد مـا قد يــــؤدي إلـــى عــواقــب وخــيــمــة». وقــال بيان مشترك لـ6 أحزاب إنها فوجئت بـــإعـــان لـجـنـة االنــتــخــابــات نـتـائـج ما سمته «املـهـزلـة»، في إشــارة إلى نتائج الــدور األول من االنتخابات الـــنـــيـــابـــيـــة واملــــحــــلــــيــــة والـــجـــهـــويـــة الـــتـــي أجــــريــــت فــــي 13 مـــايـــو/أيـــار الحالي، علمًا أن املعارضة تطالب بــإعــادة االنـتـخـابـات فـي نواكشوط ومقاطعة بوتلميت ومـراكـز أخـرى تقول إنها «شهدت تزويرا واسعا».