خان ينجو من االعتقال مؤقتًا
مثل عمران خان مجددًا أمام التحقيق وهذه المرة بقضية فساد، وذلك في ظل ترويجه عن استهدافه من قبل الحكومة والمؤسسة العسكرية إلبعاده عن الساحة السياسية
ال يزال رئيس الــوزراء الباكستاني السابق عـــمـــران خـــــان، مـــحـــور األحــــــداث فـــي الـــبـــالد، وذلــك على وقــع مالحقات قضائية جديدة لــــه، بــتــهــم الـــفـــســـاد، فـــي حـــني يــصــعــد خــان انتقاداته للمؤسسة العسكرية متهمًا إياها بـمـحـاولـة إبــعــاده عــن الـسـاحـة السياسية. وقــــــررت مـحـكـمـة مـتـخـصـصـة فـــي مــحــاربــة اإلرهاب في إسالم أباد، أمس الثالثاء، منح خــان حماية مـن االعـتـقـال حتى الثامن من يونيو/حزيران املقبل. وكـــان خـــان يــواجــه تهمًا تتعلق بــاإلرهــاب والتحريض على العنف في ثماني قضايا عقب االحتجاجات العنيفة ألنـصـار حزبه «حركة اإلنـصـاف» مع القوات األمنية التي أعقبت اعتقاله يــوم 9 مــايــو/أيــار الحالي، قبل إطالق سراحه. إال أن خـــــان يــــواجــــه تـــهـــمـــًا أخـــــــرى تـتـعـلـق بالفساد والكسب غير املشروع خالل توليه رئـاسـة الـــــوزراء. وأصــــدرت هيئة املحاسبة الــوطــنــيــة، املـعـنـيـة بـمـكـافـحـة الــفــســاد، أمـــرًا بـاعـتـقـال عــمــران خـــان فــي 9 مــايــو الـحـالـي ضمن قضية فساد أطلق عليها اسم «القادر ترست» تتعلق بقبول عقار لتشييد جامعة خاصة مقابل منح مزايا لرجل أعمال. وقال فيصل شودري محامي خان إن مكتب املـحـاسـبـة الــوطــنــي اسـتـمـع إلـــى أقــــوال خـان أمــــس فـــي اتـــهـــامـــات الـــفـــســـاد. وكــــان خــــان قد رجح أن يتم اعتقاله أثناء مثوله أمام محكمة في العاصمة، متهمًا الحكومة بالسعي إلى إبـعـاده عـن الساحة السياسية باالستعانة بالجيش. وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة «سـي أن أن» األميركية، يـوم األحــد املاضي، إن التحالف الـحـاكـم فـي باكستان «يتواطأ مع الجيش» إلبـعـاده عن املشهد السياسي. وأوضح أنه تم القبض على أكثر من 10 آالف من أنصار حزبه في الوقت الحالي، كما أن القيادة العليا للحزب بكاملها في السجن. كذلك اعتبر خان أن حياته «ال تزال في خطر»، مشيرًا إلـى «إمكانية اغتياله باسم الـديـن». كما قـال خـان فـي حديث لـه مـع الصحافيني أول مـن أمــس، فـي منزله بمدينة الهـــور، إنه هـو وحـزبـه «يتعاونان مـع الحكومة فـي ما يخص قضية اعـتـقـال الضالعني فــي أعمال الشغب في 9 و01 مايو الحالي، ولكن املشكلة األساسية هي أن الحكومة تسعى، مستخدمة تلك القضية، لإليقاع بني حزبه وبني الجيش الباكستاني». كما كــرر خــان أن هـنـاك جهة ثالثة حثت املتظاهرين على أعمال الشغب والهجوم على املنشآت العسكرية. فـي هــذه األثــنــاء، يتفاقم الـوضـع األمـنـي في مناطق باكستانية عـــدة. فقد قـتـل ستة من عــنــاصــر األمــــــن، بــيــنــهــم أربـــعـــة مـــن عـنـاصـر الـقـوات شبه العسكرية، واثـنـان من عناصر أمــن تابعني لشركة أمــن خــاصــة، فــي هجوم مسلح فـي منطقة هنكو القريبة مـن مدينة بــيــشــاور عــاصــمــة إقــلــيــم خـيـبـر بـخـتـونـخـوا شـمـال غـــرب بـاكـسـتـان. كـمـا أعـــدم مسلحون اثــنــني مــن املــوظــفــني الـحـكـومـيـني فــي مدينة
بــيــشــاور. وقـــال املـــســـؤول فــي شــرطــة منطقة هنكو، عــرفــان الـلـه خـــان، أمــس الــثــالثــاء، في تصريح لوسائل إعالم محلية، إن «مسلحني مدججني بأسلحة مختلفة هاجموا في وقت مبكر مـن صـبـاح الـثـالثـاء مقر مكتب شركة مول إلخراج الغاز الطبيعي، واستمر القتال بني قوات األمن املكلفة بحراسة الشركة وبني املهاجمني ألكثر من ساعتني ما أدى إلى مقتل أربــعــة مــن عـنـاصـر الــقــوات شـبـه العسكرية، واثــــنــــني مــــن قــــــوات أمـــــن شـــركـــة خـــاصـــة (لـــم يسمها)». وأضــاف خان أن املسلحني دمروا أيــضــًا مـحـطـة لـلـطـاقـة الشمسية فــي محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز قبل أن يفروا إلى إقليم وزيرستان الشمالية من حيث أتوا. في غضون ذلك، ووسط غياب تعليق رسمي، أعـــدم مسلحون مـجـهـولـون ذبــحــًا، ليلة أول مــن أمـــس، أحـــد مـوظـفـي الــقــوات الـجـويـة في منطقة شاه بور بمدينة بيشاور، كما أعدم في املدينة ذاتها أحد موظفي االستخبارات رميًا بالرصاص. وفـــي منطقة تــانــك شــمــال غـــرب الـــبـــالد، قتل أول مـــن أمــــس اإلثــــنــــني، اثـــنـــان مـــن عـنـاصـر الــجــيــش الــبــاكــســتــانــي خــــالل مــواجــهــتــه مع مسلحني، وقـــال مكتب الـعـالقـات العامة في الجيش، فـي بـيـان، إن «قـــوات الجيش شنت عملية ضد املسلحني استنادًا إلى معلومات استخباراتية، وخـــالل العملية دار اشتباك عنيف بني الطرفني، ما أدى إلى مقتل اثنني من عناصر الجيش، عالوة على مقتل ثالثة مسلحني». ولم تتنب أي جهة مسؤولية كل هذه الهجمات، غير أن معظم الهجمات التي تشهدها شمال غرب باكستان تشنها حركة «طالبان» الباكستانية، بينما تشن الحركات االنفصالية البلوشية معظم الهجمات في جنوب غرب البالد.