كليجدار أوغلو والرهان الصعب على اس
طـريـقـان يــقــودان إلـــى كـسـب قـلـوب الـنـاس وعــقــولــهــم. الـتـرغـيـب والــتــخــويــف. بـــدا أن طريق الترغيب لم يساعد كمال كليجدار أوغــــلــــو مــــرشــــح الـــتـــحـــالـــف «الــــســــداســــي» املعارض في إقناع أكثر من نصف األتراك على األقـــل على التصويت لـه فـي الجولة األولــى من االنتخابات الرئاسية. السبب ببساطة أن هـــؤالء الـنـاخـبـن إمـــا إنـهـم ال يــــزالــــون مـــؤمـــنـــن بـــالـــرئـــيـــس رجـــــب طـيـب
ُّ أردوغــــان وقــــرروا أنـــه ال يـــزال األكـثـر قـدرة على إدارة تركيا ويــقــدرون بــ %49.5 من األصوات، وهي النسبة التي حصل عليها أردوغـــان في الجولة األولـــى، أو إن الجزء اآلخـــــر مــنــهــم لـــم يــثــق بـــوعـــود املــعــارضــة بـــتـــحـــويـــل تـــركـــيـــا إلــــــى «جـــــنـــــة» فــــي حـــال وصلت إلــى السلطة. يمكن االستخالص بلغة األرقام من نتائج انتخابات 14 مايو أن %5.22 مـن الناخبن ممن لـم يدعموا أردوغـــان في الجولة األولـــى، قـــرروا أيضًا أن كليجدار أوغلو ال يستحق أصواتهم. بــالــنــظــر إلــــى أن هــــذه الــنــســبــة، وهــــي في غالبيتها قومية، صوتت لصالح مرشح تحالف «األجداد» القومي املتطرف سنان أوغـــــان فـــي الــجــولــة، فـــإن نـصـفـهـا تقريبًا اختار أوغــان، ألنـه يؤمن بـ أيديولوجيته القومية املــتــشــددة، بينما النصف اآلخــر قـــــرر أن كــلــيــجــدار أوغـــلـــو ال يــســتــحــق أن يصبح رئيسًا، إمـا ألنــه تحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي الـكـردي، أو بدرجة أقل بسبب هويته الدينية، أو كالهما معًا.
مـــع اقـــتـــراب جــولــة اإلعـــــادة الــرئــاســيــة في 28 مايو/ أيـار الـجـاري، يتحول كليجدار أوغلو من طريق الترغيب إلى طريق نشر الخوف إلقناع نسبة الـ %5.22 على األقل بدعمه. ألن هـذه االستراتيجية الجديدة، أعـــلـــن عــنــهــا بــعــد أربـــعـــة أيـــــام مـــن صـدمـة انـــتـــخـــابـــات 14 مــــايــــو، فـــــإن مــــن الـــواضـــح أنـــه جــرى اعـتـمـادهـا على عـجـل، ولــم تكن مــســبــقــًا ضـــمـــن الـــخـــطـــة ب. وتـــرتـــكـــز هـــذه االستراتيجية على نقطتن أساسيتن: األولــــــــــى، تـــبـــنـــي خــــطــــاب قــــومــــي مـــتـــشـــدد الستقطاب الناخبن القومين املتطرفن عـــبـــر الـــــوعـــــود بـــتـــرحـــيـــل فــــــوري لــالجــئــن فــي حـــال وصــلــت املــعــارضــة إلـــى السلطة. والـــثـــانـــيـــة، الـــتـــحـــذيـــر مــــن «جـــهـــنـــم» الــتــي تنتظر تركيا في حال فوز أردوغان بوالية رئــاســيــة جـــديـــدة. حـــــذر كــلــيــجــدار أوغــلــو مـن أنــه فـي حــال إعـــادة انتخاب أردوغـــان، سـتـنـهـار الــلــيــرة الـتـركـيـة وسـتـصـل قيمة الـــــــدوالر إلــــى 30 لـــيـــرة. كــمــا حـــــذر مـــن أن «الالجئن املجرمن سينهبون بالدنا». ال أستطيع الجزم بما إذا كانت استراتيجية نشر الخوف هذه ستساعد كليجدار أوغلو بالفعل على الـفـوز فـي جـولـة اإلعــــادة، ألن صــنــاديــق االقـــتـــراع هــي مــا ستحسم ذلــك، لكنني أرى أن هــذه االستراتيجية ناجمة عن اليأس واإلحباط الشديد من انتخابات 14 مـايـو. جــزء مـن هــذه االستراتيجية قد يــنــجــح خــصــوصــًا مـــع األصــــــوات الـقـومـيـة املتطرفة ألنها تجد وعود كليجدار أوغلو الــــجــــديــــدة بـــتـــرحـــيـــل الــــالجــــئــــن، ال سـيـمـا الــســوريــن، متطابقة مــع مطالبها، لكنها على األقـل لن تدفع كل الناخبن القومين الـذيـن لـم يدعموه فـي الجولة األولـــى، إلى التصويت له في جولة اإلعادة. من الواضح أن املشكلة الرئيسية للناخب الـــقـــومـــي املــــعــــارض مــــع كـــلـــيـــجـــدار أوغـــلـــو ليست فـي أنـه لـم يتنب قبل انتخابات 14 مايو خطابًا عدائيًا تجاه الالجئن، بل ألنه متحالف مع حزب الشعوب الكردي. ارتكب كليجدار أوغلو خطأ كبيرًا قبل انتخابات 14 مايو بإعطاء األولوية للخطاب املتودد لــلــصــوت الـــكـــردي عــلــى حـــســـاب هــواجــس الـــقـــومـــيـــن الــــذيــــن يـــتـــخـــوفـــون مــــن صـفـقـة «تـــحـــت الــــطــــاولــــة» بــــن كـــلـــيـــجـــدار أوغـــلـــو وحزب العمال الكردستاني املحظور. كــمــا فــاقــمــت نـــشـــوة قـــــادة حــــزب الـشـعـوب الكردي وقــادة حـزب العمال الكردستاني مـــمـــن أبــــــــدوا صــــراحــــة دعـــمـــهـــم كــلــيــجــدار أوغــــلــــو، ألن فــــــوزه ســــيــــؤدي إلـــــى تـغـيـيـر الــنــظــام الــســيــاســي فـــي تــركــيــا، وسيمنح األكـراد الحقوق التي يتطلعون إليها، من أزمة كليجدار أوغلو مع الصوت القومي. تكمن نقطة الضعف الرئيسية التي تواجه كــلــيــجــدار أوغـــلـــو فـــي اســتــقــطــاب الــصــوت الـــقـــومـــي فـــي جـــولـــة اإلعـــــــادة فـــي املـــوازنـــة الـصـعـبـة الــتــي عليه فعلها بــن مواصلة تـحـالـفـه مــع حـــزب الـشـعـوب الـديـمـقـراطـي وتـــقـــديـــم خـــطـــاب مـطـمـئـن لـلـقـومـيـن إزاء نـــظـــرتـــه إلـــــى الـــــصـــــراع مــــع حـــــزب الــعــمــال الــكــردســتــانــي. قـــال كـلـيـجـدار أوغـــلـــو بعد انــتــخــابــات 14 مــايــو إنــــه يـــعـــارض بـشـدة الـــتـــعـــاون مـــع املــنــظــمــات اإلرهـــابـــيـــة، لـكـن خطابه ال يـزال غير كـاف بالنسبة للكتلة