Al Araby Al Jadeed

تعرفوا إلى متالزمة التعب المزمن

- لندن ـ العربي الجديد

يـشـعـر كــثــيــر­ون بـالـتـعـب واإلرهــــ­ـــاق، وقـد يــكــون هـــذا طبيعيًا. لــكــن الـشـعـور الــدائــم بـالـتـعـب يــوثــر عــلــى قــــدرة اإلنـــســ­ـان على العمل وتـأديـة الواجبات اليومية. ما يقودنا إلى «متالزمة التعب املزمن». يعاني مـا ال يقل عـن 2.5 مليون أميركي مـن هذه املـــتـــ­الزمـــة، وبــحــســ­ب بـــيـــان­ـــات صــــــادر­ة عـــن مــراكــز الـــســـي­ـــطـــرة عـــلـــى األمــــــ­ــراض والــــوقـ­ـــايــــة مـــنـــهـ­ــا، فـــإن نحو ربع األفــراد الذين يعانون من هذه املتالزمة يــبــقــو­ن فـــي الـــفـــر­اش أو املـــنـــ­زل فـــي مــرحــلــ­ة مـــا من املــرض، وال يستعيد معظمهم أداءهــم الـذي كانوا عليه قبل املـــرض. وتـعـرف متالزمة التعب املزمن أو الـتـهـاب الــدمــاغ والـنـخـاع العضلي باعتبارها اضــــطـــ­ـراب مــعــقــد يــســبــب إرهــــاقـ­ـــًا شـــديـــدًا يستمر مـدة ستة أشهر على األقــل، وتتفاقم األعــراض مع الـنـشـاط الـجـسـدي أو الــذهــنـ­ـي، لكنها ال تتحسن بشكل كـامـل مـع الــراحــة. وبحسب مجلة Medical ‪،news today‬ ال يؤمن بعضهم بــأن هــذه املتالزمة مـــرض حـقـيـقـي. لــكــن بـــدأ الــخــبــ­راء يـتـعـامـل­ـون مع األمر بجدية أكبر خالل السنوات األخيرة، ويجري بـحـث أســبــاب حـدوثـهـا وكـيـفـيـة عـالجـهـا. وتشير

منظمة الـصـحـة الـعـاملـي­ـة إلـــى أنـــه ال يــوجــد اتـفـاق بني األطباء حول كيفية تشخيص متالزمة التعب املـــزمــ­ـن بـشـكـل نــهــائــ­ي. وأجـــريــ­ـت مــراجــعـ­ـة شـامـلـة لألبحاث املتعلقة بــاإلرهــ­اق املـزمـن، وجــدت أنــه ال تزال هناك أدلة غير كافية لتصنيف التعب املزمن على أنه مرض معدي، كما أكـدت على عدم وجود إجــمــاع على نمط تشخيصي مــوثــوق لــألعــرا­ض. وال يزال النقاش مستمرًا حول األسباب. والثابت الـوحـيـد هــو أن اإلرهــــا­ق يـعـد الــعــارض الرئيسي، وأنــه يستمر على الرغم من مــرور الوقت. وتعرف الطبيبة النفسية تيريز فـرحـات مـتـالزمـة التعب املزمن بأنها مرض معقد سمته اإلرهــاق الشديد، والخلل اإلدراكي، ومشاكل في النوم، وعدم القدرة عــلــى الــقــيــ­ام بـأنـشـطـة الــحــيــ­اة الــيــومـ­ـيــة». وتــقــول لـ «العربي الجديد»: «يمكن أن تختلف األعراض من شخص إلـى آخـر بحسب درجـة اإلصابة باملرض، وعــــادة مــا يــصــاب املــريــض بـــاإلرهـ­ــاق بـعـد الـقـيـام بــأي عمل روتـيـنـي، ســواء أكــان ممارسة الرياضة أو حتى أي مجهود فكري أو عقلي. النسيان هو مـــن أعــــــرا­ض املـــتـــ­الزمـــة أيـــضـــًا». وبــحــســ­ب املـكـتـبـ­ة األمــيــر­كــيــة لــلــطــب، قـــد يــعــانــ­ي بــعــض األشـــخــ­ـاص املصابني باملتالزمة من الصداع، والتهاب الحلق والعقد اللمفية في الرقبة أو اإلبطني. من جهته،

يؤكد طبيب األمراض العصبية، محمد النجار، أن هذه املتالزمة من األمراض الحديثة، وبدأ الحديث عنها وتصنيفها ضمن األمراض العصبية في عام .1988 ويقول لـ «العربي الجديد»: «على الرغم من أن سبب املرض ال يزال غير معروف، يمكن تصنيفه من ضمن األمــراض العصبية الطويلة املـدى التي تؤثر على الجهاز العصبي واملناعة. يرتبط هذا املـــرض بالعديد مــن األعــــرا­ض العصبية، بما في ذلك ضعف اإلدراك والنوم املضطرب والحساسية املفرطة للضوضاء والصداع واأللم، باإلضافة إلى تنميل في أعضاء الجسم». يـضـيـف: «عــــادة مــا يـعـانـي األشــخــا­ص مــن أوجـــاع شــديــدة ترتبط إلــى حــد كبير بـعـدم قـدرتـهـم على مـمـارسـة حياتهم الـيـومـيـ­ة، ويــحــدث األلـــم عندما يـسـتـخـدم الـجـسـم الـطــاقــ­ة الـكـامـنـ­ة داخـــلـــ­ه»، إذ إن املـصـابـن­ي بــاملــرض يستخدمون طاقتهم الكاملة إلنجاز أمر بسيط، ثم يصبحون غير قادرين على الــقــيــ­ام بـــأي عـمـل آخــــر. ويـمـيـز هـــذه املــتــال­زمــة عن أمراض أخرى استمرار اإلرهاق أو التعب أليام. ومـــا مــن سـبـب واضـــح لـإصـابـة بــهــذه املـتـالزم­ـة، بحسب منظمة الصحة العاملية. مع ذلـك، حددت مــراكــز الـسـيـطـر­ة عـلـى األمـــــر­اض والــوقــا­يــة منها عـــوامـــ­ل مـسـبـبـة لـــهـــذه املـــتـــ­الزمـــة، مـنـهـا اإلصـــابـ­ــة

بنوع من االلتهابات أو الفيروسات التي تسبب خلال في الخاليا العصبية. ويــمــكــ­ن أن تـــــؤدي املـــتـــ­الزمـــة إلــــى االكـــتــ­ـئـــاب. وقــد يـــحـــتـ­ــاج املــــريـ­ـــض إلـــــى أدويــــــ­ـة مــــضــــ­ادة لــالكــتـ­ـئــاب أو اســـتـــش­ـــارة الـطـبـيـب الــنــفــ­ســي. وبــحــســ­ب مــراكــز السيطرة على األمـــراض والوقاية منها، يمكن أن يساعد الطب البديل في معالجة هذه املتالزمة، أو التخفيف من حدتها.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar