Al Araby Al Jadeed

وصفية المحمد

- كنت أعمل وأنفق على أمل الرجوع إلى فلسطين لمتابعة حياتي في بلدي، أما الحياة في لبنان فصعوبات وفقر بيروت ـ انتصار الدنان

من بلدتها في دير البلح غادرت الفلسطينية وصفية قاسم املحمد إلى لبنان عبر البحر. عاشت يتيمة في فلسطني بال أم أو أب، ورباها جدها مع إخوتها الذين عملت معهم في صيد السمك. تقول لـ «العربي الجديد»: «كنت األصغر في العائلة، وعشت في بيت جــدي، ثم انتقلت مع إخوتي للعيش في بيت عمي، وعملنا في صيد السمك كــي نـأكـل ونـعـيـش. لــم أتعلم بسبب وفـــاة والــــدي، لكن جــدي امتلك بيتًا، وعندما تركت فلسطني انفصلت عن إخوتي إذ ذهب كل واحد منا إلى مكان مختلف. أنا تركت فلسطني مع زوجي وأبنائي عبر قارب صغير لصيد السمك». تضيف: «تزوجت في فلسطني، وجئت إلى لبنان مع زوجي وعائلته، وسكنا في منطقة التحويطة في الضاحية الجنوبية لبيروت املحاذية ملخيم برج البراجنة، وهـنـاك عشنا مــدة طويلة، وعملنا فـي صناعة شباك الصيد، لكن عندما تهدم منزلنا انتقلنا للعيش في مخيم برج البراجنة. واصلت العمل ملساعدة زوجي في مصاريف البيت الذي ضم ستة أوالد، فكنت أطبخ للناس، وطـوال تلط السنوات لم يخفت أمل الرجوع إلى فلسطني ملتابعة حياتي في بلدي الذي ولدت فيه، أما الحياة في لبنان فكلها صعوبات، ونحن نعيش في فقر». وتـروي أنها أخرجت ابنها الكبير وابنتها مــن املــدرســ­ة عندما مــرض زوجــهــا كــي يعمال فــي «سوبر مــاركــت»، ويـسـاعـدا­هـا فـي توفير نفقات العائلة، ثـم تـهـدم السوبر مـاركـت خالل العدوان اإلسرائيلي على بيروت في عام .1982 عندها توقفت عن العمل في الطبخ، وفتحت فرنًا للمعجنات، وساعدتها ابنتها الثانية بعد أن تركت املدرسة أيضًا، ثم حولت الفرن إلى دكان لبيع املواد الغذائية بعد أن زادت املصروفات. حاليًا ال معيل لها، لكنها أنشأت تحت البيت الذي بنته في مخيم برج البراجنة 3 محالت يعمل فيها أوالدها، ويعطونها بدالت إيجار. وتكشف أنها زارت فلسطني في عام ،1969 حني عاشت ابنتها هناك، وذلك بموجب تصريح خاص حصلت عليه ابنتها، تضيف: «زرت أخوتي الذين بقوا في فلسطني ولم يخرجوا منها، واألهم أنني استطعت أن أرى بلدي فلسطني من جديد». وتشير إلى أنها ال تملك بطاقة اإلعاشة الخاصة بوكالة «أونروا»، مثل سائر الفلسطينين­ي الذين لجأوا إلى لبنان، ألن زوجها رفض التسجيل فيها: «اعتبر زوجـي أننا لن نحتاج إليها ألنـنـا سنعود إلــى فلسطني، ولــن نبقى كالجئني فـي لبنان، لكننا حصلنا على بطاقة هوية أصدرتها دائرة الالجئني الفلسطينين­ي في لبنان. الحقًا مات زوجـي، وغالبية الذين خرجوا من فلسطني ماتوا كذلك، وأنا ما زلت أتمنى العودة، رغم أنني أعلم أنه يصعب تحقيق هذا الحلم في الوقت الحالي».

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar