رمسيس الثاني في باريس
تحتفي العاصمة الفرنسية بأحد أشهر ملوك مصر الـفـرعـونـيـة، مــن خـــال مــعــرض بـعـنـوان «رمسيس وذهــــب الــفــراعــنــة»، الــــذي يـكـشـف جـانـبـا مـــن حـيـاة رمسيس الثاني والحضارة املصرية القديمة بكنوز نــــــادرة، تــقــدر بــأكــثــر مـــن 180 قـطـعـة أثـــريـــة ذهـبـيـة وفضية ومجوهرات، ومجسمات ومومياوات تعود آلالف الـسـنـن. وتحتضن قـاعـة الــعــروض الكبرى «الفيليت» بـبـاريـس، بالتعاون مـع املـركـز القومي املصري لـآثـار، هـذا املعرض الــذي يستمر حتى 6 سبتمبر/أيلول املقبل. وتعد بـاريـس ثالث محطات الجولة العاملية لهذا الحدث الكبير، فضا عن كونها املدينة األوروبية الـوحــيــدة الـتـي تحتضن هـــذا املــعــرض، والـوحـيـدة التي تعرض تـابـوت رمسيس الثاني الــذي يغادر مصر لعرضه للعموم ألول مرة. وسبق لـ«رمسيس وذهـب الفراعنة»، أن حط الرحال بهيوسنت وسان فـرانـسـيـسـكـو. وبــعــد أن بـيـعـت أكــثــر مـــن 145 ألــف تذكرة دخـول قبل افتتاحه، مثلما أعلن املنظمون، يشهد املعرض إقباال كبيرا من الـــزوار املتعطشن الكتشاف عجائب وروائع وكنوز الحضارة املصرية القديمة. تـبـدأ رحـلـة اكتشاف الـــزوار بفيلم قصير يتتبعون فيه حياة رمسيس الثاني، ويعيدون فيه مع العلماء اكتشاف مقبرته وموميائه وكنوزه في مقبرة طيبة عـام ،م1881 ثم تفتح األبـــواب أمامهم ليجدوا أنفسهم وسـط مقبرته وكـنـوزه تصحبهم املــــــؤثــــــرات املـــوســـيـــقـــيـــة وتـــحـــيـــط بـــهـــم الـــشـــاشـــات الــعــمــاقــة، لــتــشــرح لــهــم تــطــور الــحــقــب الـتـاريـخـيـة الـفـرعـونـيـة، ولينغمسوا فــي ثــاثــة آالف سـنـة من الحضارة املصرية القديمة صالة بعد صالة، حيث فـي الحجرة املـركـزيـة بالقرب مـن تـابـوت رمسيس الـثـانـي ونـقـوشـه الـبـديـعـة، تعيد إحـــدى الشاشات تشكيل معركة «قــادش» أشهر معركة في العصور الـقـديـمـة، والــتــي قــادهــا رمـسـيـس الـثـانـي وانتصر فيها على أعدائه من اإلمبراطورية الحيثية. وفي زيارة عبر تقنية الواقع االفتراضي، يكتشف الزوار في القاعة األخيرة من املعرض معبدين كبيرين في أبـو سمبل، وكـذلـك تمثاال نصفيا للملك رمسيس الـثـانـي، بينما تطل امللكة نــفــرتــاري، إحـــدى أشهر زوجـاتـه من وراء الشاشة العماقة املعلقة لترسم نهاية حكاية هذه العائلة امللكية. ووصف دومينيك فـــــروتـــــي، عــــالــــم املــــصــــريــــات واملــــســــتــــشــــار الــعــلــمــي لــلــمــعــرض، بــــأن «رمــســيــس وذهـــــب الـــفـــراعـــنـــة» هو «رائع ومهم»، الفتًا الى أن الهيئة املنظمة للمعرض، اخـــتـــارت الـتـحـف والــقــطــع الـفـنـيـة األثـــريـــة بطريقة
نُّظم المعرض بتدرّج زمني يتوافق مع فترات حكم رمسيس الثاني
تظهر أهمية رمسيس الثاني كأحد أهم ملوك مصر القديمة، وتأثيراته التاريخية الكبيرة في عصره وفي تاريخ مصر الفرعوني، من أجل إعطاء صورة جيدة على اآلثار املهمة التي تزخر بها مصر. وأضـــــاف فـــروتـــي: «نـظـمـنـا املـــعـــرض بـــتـــدرج زمـنـي تاريخي يتوافق مع فترات حكم رمسيس الثاني، وذلــك حتى نظهر للزائرين املكانة الحقيقية لهذا امللك. وفي القسم الثاني من املعرض تغطي الفترة الـتـاريـخـيـة بـعـد مــوتــه إلظــهــار تــأثــيــرات هـــذا امللك في كل ما حوله، حيث يمكن للزائر اكتشاف كنوز ملوك الفراعنة الذين ارتبطوا به وحكموا بعده من خال قطع الحلي والذهب واملجوهرات الفرعونية، باإلضافة إلى مومياوات الحيوانات وبعض القطع النادرة األخرى التي تعطي فكرة مفصلة على ثراء تلك الفترة.. إنه معرض يحتفي بأسطورة تاريخية مـــصـــريـــة بـــطـــريـــقـــة فــنــيــة مــــعــــاصــــرة». ويـــعـــد املــلــك رمسيس الثاني، وهو من فراعنة األسـرة التاسعة عـشـرة، وامللقب بـ«ملك الـشـمـس»، مـن أشهر حكام مصر، نظرا لتاريخه الحافل باإلنجازات وتوسعات اإلمبراطورية املصرية في عهده، حيث استطاع أن يحقق االنتصارات املتتالية في حروبه الكثيرة. كما استطاع في الوقت نفسه، إبـرام أول معاهدة سام مع خاتوشيلي الثالث ملك الحيثين وهـي أشهر معاهدة سام في العصور القديمة، ليعيش الشرق األوسط القديم ألول مرة ساما تاما ملدة طويلة.