فيديو كليب يُستبدل بصور خارج السياق
تكثر اإلصدارات الغنائية مع كل صيف، وتزدحم الخطط الترويجية بعرضها على المنصات والمواقع، لكن من دون مراعاة السم الفنان وتاريخه
بــرزت في السنوات األخـيـرة تقنيات خاصة بإصدار األغاني من خال املنصات واملواقع اإللكترونية البديلة، هو ما يعرف بـ ،Lyrics أو كلمات األغنية مكتوبة على خلفية صور املغني أو املغنية، إذا ما تعذر تصوير فيديو كليب، بسبب التوقيت املـحـدد لـخـروج هذه اإلصدارات إلى الجمهور. لم تساعد التقنيات املتغيرة والسريعة في عـــالـــم مـــواقـــع الـــتـــواصـــل االجــتــمــاعــي بعض الفنانات العربيات، وال شركات اإلنتاج، على تنفيذ خطط مدروسة، بهدف تقديم األغنية بثوب الئق. وتعمد بعض املغنيات إلى منح الثقة كاملة لشركات اإلنتاج في تنفيذ ونشر ما تراه مناسبًا بعد اإلصدار الغنائي. هـــــكـــــذا، يـــعـــتـــمـــد املـــنـــفـــذ الـــفـــنـــي عـــلـــى أفـــكـــار مــحــدودة، مـن خــال اسـتـخـدام بعض رسـوم األنــيــمــيــشــن لـــهـــذا الــــغــــرض، مــــا يـــضـــيـــع مـن التركيز على األغنية، ولينصب جل االهتمام عـلـى مـشـاهـد تظهر أحـيـانـًا كـثـيـرة مــن دون تنسيق، يشعر املتابع معها كما لو أن العمل افـتـقـر إلـــى وجــــود «ســـتـــوري بــــورد» يضيف لألغنية قيمة فنية على مستوى الشكل. أخــــيــــرًا، اكـــتـــمـــل ألــــبــــوم املــغــنــيــة نـــجـــوى كـــرم «كاريزما» بعد قرابة 20 يومًا من إصـدارات مــتــقــطــعــة لـــألغـــانـــي الـــســـت الـــتـــي تـضـمـنـهـا جديدها من إنتاج شركة روتانا. نجوى كرم بدلت في أسلوبها، ســواء لجهة األزياء أو التجميل. محاولة بدت متواضعة عـلـى صـعـيـد الـتـنـفـيـذ الــبــدائــي الــــذي اعتمد على استوديو تصوير فوتوغرافي، للمصور مــحــمــد ســيــف الــــديــــن، بـتـكـلـيـف فـــريـــق عمل بإعداد ،Concept من دون موضوع أو Theme أســـاســـي لــألغــانــي الـــســـت، يـربـطـهـا بعضها ببعض، ويجعل منها ما يفترض أنه ألبوم. لــــم يــــعــــرف مــــن هــــو املــــديــــر الـــفـــنـــي ملــــا قــامــت بـــه نـــجـــوى كــــرم فـــي فــيــديــوهــات بــــدت أشـبـه بـــالـــرســـوم املــتــحــركــة واإلعــــانــــات الـتـجـاريـة ملــــواد الــتــنــظــيــف. هــنــاك اعــتــمــاد عــلــى زهـــور صــنــاعــيــة، وإكــــســــســــوارات بــطــريــقــة األزيــــــاء، وبــــدت وكــــأن مــن صممها يــرغــب بالتحايل على السيناريو، وإظهار نجوى كرم بطريقة مبتكرة تماشي التطور التقني فـي الـغـرب. لكن ذلـك بـدا أشبه بصف حضانة لألطفال، فالرسوم التي تحتويها الفيديوهات كأنها من تنفيذ هؤالء التاميذ الصغار. غــــاب أســـمـــاء مـصـمـمـي األزيـــــــاء، واسـتـعـانـت نجوى كرم بتكليف من شركة روتانا، بخبير التجميل بـسـام فـتـوح، الـــذي ظهر فـي أجــزاء من الفيديوهات وهو يصحح ماكياج نجوى كرم. املعروف أن املغنية اللبنانية تتعاون منذ ســنــوات مــع خبير التجميل وســيــم مغبغب الــذي يرافقها فـي يومياتها وحفاتها. كما
ناحظ غياب مصفف شعرها، طوني صوايا، لتستعن بمصفف شعر آخر هذ املــرة. حتى اليوم، ال يمكن توصيف هذه األعمال بالشكل الذي تعرض فيه، وحتى عرض كام األغاني ال يمكن أن يسهل مـن عملية حفظ األغنية، فضا عـن األخـطـاء اإلمـائـيـة والتقنية التي تكتب فيها املـــفـــردات. ليست املغنية نجوى كــــرم مـــن يــقــع فـــي فـــخ «املــســتــشــاريــن» الــذيــن يصورونها بعيدًا عـن أي مـراعـاة لتاريخها الــفــنــي. عــــدد كـبـيـر مـــن املــغــنــيــات فـــي الـعـالـم العربي وقعن في الفخ نفسه، وكلفن مصورًا أو خـبـيـر تـجـمـيـل بـتـصـمـيـم وتــنــفــيــذ ميني كليب لــزوم الترويج إلصـدراتـهـن، خصوصًا أن صورة الفنانة وتاريخها ال يتماشيان مع الجو الـعـام لهذه األعـمـال التي تحقق نسبة مـــشـــاهـــدة جـــيـــدة، وأرقــــامــــًا تـــزيـــد مـــن رصـيـد الــفــنــان فـــي الــســبــاق املــحــمــوم عــلــى الــنــجــاح، وتزاحم إصدارات الصيف.