Al Araby Al Jadeed

بيعوا األسهم وتمسكوا بالدوالر

- مصطفى عبد السالم

نصائح عدة خرجت هذه األيام من مؤسسات مالية كبرى مضمونها: «تخلصوا من األسهم واألوراق املالية وتمسكوا بالدوالر والذهب والسيولة النقدية»، ففي وقت األزمات ال بد من التمسك باألصول. النصائح جاءت من صندوق النقد الدولي وبنوك أميركية كبرى، منها جي بي مورغان وبنك أوف أميركا، على خلفية توقعات متشائمة بزيادة الفائدة على الدوالر إلى 7%، وهو ما يقذف بالعديد من دول العالم نحو اإلفالس، وتوقعات بتفاقم األزمات، ومنها أزمة املصارف األميركية وفقاعة الديون العاملية التي تجاوزت 300 تريليون دوالر، واستمرار املخاطر الجيوسياسي­ة وحرب أوكرانيا ومخاطر كورونا وأزمات التضخم والوقود، وتصاعد التوتر الغربي الصيني. بنك جيه بي مورغان، أحد أكبر بنوك االستثمار في العالم، أوصى املستثمرين قبل يومني بالتخارج من األسهم وبيع األوراق املالية التي في حوزتهم واالحتفاظ بالذهب والسيولة النقدية. وبنى البنك األميركي نصيحته على عدة اعتبارات، أبرزها زيادة املخاوف املتعلقة بإصابة االقتصاد العاملي بحالة ركود، واستمرار تشديد البنك الفيدرالي السياسة النقدية ومواصلة رفع عائد الدوالر، وتنامي القلق حيال أزمة سقف الدين األميركي التي تتعقد يومًا بعد يوم، ومخاوف متزايدة من تعثر الواليات املتحدة. بل إن توقعات البنك الصادرة قبل أيام كانت متشائمة جدًا، حني قال إن سوق األسهم األميركي قد يشهد موجة بيعية أسوأ مما حدث في عام ،2011 إن فشل الكونغرس والبيت األبيض في حل أزمة سقف الدين، وإن سوق األسهم من املحتمل أن يواجه خسائر أسوأ مما حدث قبل 12 عامًا، بسبب عوامل، منها تشدد السياسة النقدية وتراجع املعروض النقدي حاليًا مقارنة بالنهج التيسيري في .2011 وفي حال حدوث السيناريو، فإن من املتوقع خفض تصنيف الواليات املتحدة، وهو ما يثير الذعر في كل أسواق العالم. أما مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا فخرجت علينا بتصريحات أمس قالت فيها بشكل واضح: «لم يحن وقت وداع دوالراتكم»، وذلك في ردها على توقعات بقرب أفول العملة األميركية وبزوغ عصر اليوان والعمالت الرقمية، وأكدت أنها ال تتوقع أن يحدث تحول سريع في احتياطيات الدوالر لدى البنوك املركزية. «بنك أوف أميركا» سار في هذا االتجاه، إذ جدد املحلل االستراتيج­ي بالبنك، مايكل هارتنت، دعوته للمستثمرين لبيع األسهم األميركية، وحذر من فقاعة الذكاء االصطناعي والتكنولوج­يا. ويبدو أن هذه التحذيرات وغيرها وجدت صدى لدى املستثمرين، إذ سارعت صناديق وبنوك استثمار بالتخارج من األسهم األميركية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar