سورية: التهريب يقفز بأسعار الزيت
بــلــغ ســعــر كــيــلــوغــرام زيــــت الـــزيـــتـــون، نــوع أول في دمشق، نحو 40 ألـف ليرة سورية، ما يفاقم األعـبـاء املعيشية على املواطنني. وحـسـب مــصــادر لــ«الـعـربـي الــجــديــد»، فــإن انتعاش عمليات التهريب وزيادة التصدير من أبرز أسباب ارتفاع أسعار الزيوت. وقال تاجر املواد الغذائية، سهيل حمروني، لـ«العربي الجديد» إن زيت الزيتون انضم إلى قائمة أماني املستهلكني بواقع تراجع القدرة الشرائية للسوريني وارتفاع أسعار الـسـلـع واملــنــتــجــات، بـأكـثـر مـــن %30 خـال الـــعـــام الــــجــــاري، بــعــد تـــهـــاوي ســعــر صــرف الليرة إلى نحو 8500 ليرة للدوالر الواحد وفق موقع «الليرة اليوم». ويـعـزو حمروني ارتـفـاع سعر الـزيـت إلى تـــراجـــع الـــعـــرض بــــاألســــواق، جــــراء زيــــادة التصدير هـذا العام، مشيرًا خـال اتصال مع «العربي الجديد» إلى أن سعر صفيحة زيـــت الــزيــتــون «املــمــتــاز» يــــراوح بــني 600 700و ألـــف لــيــرة ســـوريـــة، والـــنـــوع الثاني األقل جودة، يبلغ نحو 500 ألف ليرة. وهو أوصــل جـل األســر السورية إلـى استخدام زيت عباد الشمس في الطبخ بدال من زيت الزيتون، حسب مصدر من دمشق. ويشير املصدر لـ«العربي الجديد» إلى أن «سعر كيلوغرام زيــت الـزيـتـون بـأسـواق دمشق، يراوح بني 35 و04 ألف ليرة، لكن الجديد، عــدا الـسـعـر، هــو الــشــراء بـالـغـرامـات 100( غرام 200و غرام)، كذلك غابت عادة تموين زيت الزيتون خال املوسم، كما السنوات السابقة، ألن سعر الصفيحة يوازي راتب املوظف لستة أشهر». ويتفق مستهلكون سوريون على أن قرار رئــيــس مـجـلـس الــــــوزراء بـحـكـومـة الـنـظـام الـــســـوري، حــســني عـــرنـــوس، بـــزيـــادة كمية الــتــصــديــر ضــعــفــي مـــا كـــانـــت عــلــيــه الــعــام املـاضـي، هـو السبب األهــم بتراجع عرض الزيت في السوق وبالتالي ارتفاع سعره. وكان عرنوس قد وافق على مقترح اللجنة االقــــتــــصــــاديــــة بـــتـــصـــديـــر زيــــــت الــــزيــــتــــون، مــبــررًا خـــال تـصـريـحـات سـابـقـة، السماح بالتصدير وزيـــادة الكمية: «لدينا موسم زيــــت غــيــر طــبــيــعــي وأكـــبـــر مـــن االحــتــيــاج املـــحـــلـــي» لــيــتــبــعــه وزيــــــر الـــــزراعـــــة مـحـمـد حسان قطنا بالقول إن «تصدير الفائض من زيت الزيتون املتوقع بـ 45 ألف طن لن يؤثر بسعره في السوق املحلية» معتبرًا أن التصدير يصب في مصلحة الفاحني.
ويــرى املهندس الـزراعـي، يحيى تناري، أن تجار الزيت لم يلتزموا كمية الـ54 ألف طن، ففي مناطق النظام هناك تهريب وتصدير غـيـر نـظـامـي، ســـواء إلـــى لـبـنـان أو الــعــراق. يضيف: «الكمية املسموح بتصديرها تمر عــبــر األردن إلـــى مـنـطـقـة الـخـلـيـج الــعــربــي، لــيــضــاف إلــيــهــا الــتــهــريــب ومــقــايــضــة زيــت الزيتون بسلع ومنتجات مع روسيا». لكن األهم برأي تناري، تصدير زيت الزيتون من مناطق إدلــب وحلب غير الخاضعة لنظام األســــــد، وهــــي األكـــثـــر إنـــتـــاجـــا فـــي ســـوريـــة. يضيف تــنــاري أن تــراجــع اإلنــتــاج العاملي لــزيــت الــزيــتــون خـــال املـــوســـم الــســابــق في إســبــانــيــا نــحــو %25 وفــــي إيــطــالــيــا ،%37 زاد الطلب على الزيت التونسي والسوري والـتـركـي، وزاد مـن كميات التصدير ورفـع األســعــار. وتـقـول املهندسة الـزراعـيـة بتول أحمد لـ«العربي الجديد» إن إنـتـاج بلدها املوسم السابق «بلغ ذروته»، مقدرة اإلنتاج بأكثر مـن 850 ألــف طـن ثــمــارًا، ينتج منها نحو 150 ألف طن زيت زيتون، وعمليا فإن تصدير 45 طنا ال يؤثر بعرض السلعة في الـسـوق املحلية، ولـكـن التصدير كــان أكبر من املسموح، فضا عن عمليات التهريب. وتـلـفـت املـهـنـدسـة الــســوريــة إلـــى أن تـــوازن العرض والطلب «آخر هموم حكومة بشار األســــد»، ســـواء لجهة الخضر والــفــواكــه أو لــلــزيــت ولـــحـــم الــــخــــروف الــــســــوري، مــذكــرة بقرارات تصدير الخروف السوري إلى دول الخليج، رغم وصول سعر كيلوغرام اللحم بدمشق إلى نحو 110 آالف ليرة سورية. وال تـخـتـلـف أســـعـــار زيــــت الـــزيـــتـــون كـثـيـرًا بأهم مناطق إنتاجه، شمال غربي سورية (مـنـاطـق املــعــارضــة) إذ سجلت الصفيحة بحسب الـعـامـل بـالـشـأن اإلغـــاثـــي، محمود عــبــد الــرحــمــن نــحــو 460 ألــــف لـــيـــرة «تــبــاع بالدوالر إذ ال يتداول بالليرة السورية في مناطق محافظة إدلب». ويلفت عبد الرحمن «الــعــربــي الــجــديــد» إلـــى أن املــوســم املـاضـي كان، في املناطق املحررة، األعلى منذ عشر سنوات، ما زاد من وفــرة السلعة بالسوق، ونـشـاط التصدير إلــى تركيا وعـبـرهـا إلى دول الخليج وأوروبا، بل حتى إلى مناطق نـــظـــام بـــشـــار األســــــد، عــبــر مــكــاتــب ومـعـابـر تديرها وتتحكم بها فصائل من املعارضة السورية املسلحة. ويـبـلـغ عـــدد أشــجــار الــزيــتــون فــي ســوريــة، وفــق إحصائية وزارة الــزراعــة فـي حكومة النظام، نحو 106 مايني شجرة، منها 82 مليون شجرة مثمرة.