قمة عربية بمونديال الشباب
يواجه المنتخب العراقي للشباب نظيره التونسي، في ثاني جوالت المجموعة الخامسة من بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 20 سنة، المقامة حاليا في األرجنتين، ويدخل المنتخبان العربيان اللقاء بشعار «التعويض» في هذه القمة، بعد هزيمتهما بالجولة األولى من العرس العالمي
يقابل املنتخب العراقي للشباب نـظـيـره الـتـونـسـي، الـخـمـيـس، في ثاني جوالت املجموعة الخامسة مـــن بــطــولــة كــــأس الــعــالــم لـــكـــرة الـــقـــدم تحت 20 ســــنــــة، املــــقــــامــــة حـــالـــيـــا فــــي األرجــــنــــتــــن. ويــدخــل املنتخبان الـعـربـيـان الـلـقـاء بشعار «الـــتـــعـــويـــض» فـــي هــــذه الــقــمــة املــرتــقــبــة بن ممثلي العرب الوحيدين في املحفل العاملي، بعد هزيمة «ليوث الـرافـديـن» القاسية أمام أوروغـــــــــــواي فــــي الـــجـــولـــة األولــــــــى بــربــاعــيــة دون رد، فــي الــوقــت الـــذي خـسـر فــي «نـسـور قرطاج» أمام نظيرهم اإلنكليزي بهدف دون رد. وخيب املنتخب العراقي اآلمــال في لقاء الــجــولــة األولـــــى، بـعـدمـا تــوقــع لــه املـتـابـعـون أن يـــكـــون إحـــــدى مــفــاجــآت املــســابــقــة، عطفا على ما قدمه في بطولة أمـم آسيا األخيرة، الــتــي حــصــد فـيـهـا وصـــافـــة الــتــرتــيــب. ورغـــم الـتـحـضـيـر املــثــالــي واملــعــســكــرات اإلعـــداديـــة عــالــيــة املـــســـتـــوى، لــكــن ظـــهـــرت كـتـيـبـة عـمـاد محمد وهـــي تـعـانـي أمـــام أوروغــــــواي، حيث اسـتـغـل األخــيــر تـفـوقـه فــي الــجــانــب الـبـدنـي لـيـسـجـل 3 أهــــــداف مـــن كـــــرات رأســـيـــة. وقـــدم منتخب الـعـراق مستوى مميزا فـي معسكر
المنتخب التونسي سيغير الخطة الفنية في مباراة العراق الحاسمة
إسـبـانـيـا الـتـحـضـيـري، ونــجــح فـــي الـتـعـادل مـع الـبـرازيـل مـن دون أهـــداف، قبل الـفـوز في 3 مــواجــهــات أخــــرى، لـكـن الـظـهـور األول في املونديال رسم العديد من عالمات استفهام على كتيبة شباب العراق، التي باتت ال تملك بــديــال ســــوى الـــفـــوز بــلــقــاء تـــونـــس، مـــن أجــل تعديل املسار قبل ختام دور املجموعات أمام إنـكـلـتـرا. وأكـــد حـسـن أحــمــد، مـــدرب منتخب شباب العراق السابق، وفـي تصريح خاص لـ»العربي الجديد»، أن خسارة أي منتخب في هذه الفئة السنية أمر وارد، كون الالعبن في هــذه األعـمـار مـن املمكن أن يـتـأثـروا بعوامل مختلفة، وأضــــاف فــي تـصـريـحـه: «منتخب الــــعــــراق خــســر أمـــــام األفـــضـــل فـــي املـجـمـوعـة حسب رأيي، كوني تابعت مواجهتي الجولة األولـــــى». وأردف: «منتخب أوروغـــــواي لجأ إلـــى الـضـغـط الــعــالــي فــي األمــــام الــــذي حجم قــدرات العراق وحـرم كتيبة عماد محمد من الـتـحـضـيـر الــجــيــد. شــبــاب الـــعـــراق اعــتــمــدوا على البناء مـن الخلف لكنه فوجئ فـي أول لقاء بكأس العالم. إضافة إلى أننا عانينا من ضعف املالزمة الفردية في الحاالت الثابتة، كلها أخـطـاء واردة مـن املمكن أن تحدث مع أي فـريـق». وحــول لقاء تونس، أردف أحمد: «مـن املمكن أن يعود الفريق في املواجهتن القادمتن، منتخب العراق قادر على تجاوز عــقــبــة تـــونـــس، لــكــن مـــن الــــضــــروري أن يـبـدأ تحفيز الـعـامـل النفسي، وأن يـكـون الجهاز الفني قد حلل أداء املنافس وعرف نقاط القوة والضعف فـيـه». مـن جهته، قــال حسن كمال نجم الكرة العراقية، واملدرب السابق ملنتخب أشــــبــــال الـــــعـــــراق، وفـــــي تـــصـــريـــح لــــ»الـــعـــربـــي الجديد»، إنـه في كل بطولة أكانت دولية أم محلية تـكـون األخــطــاء واردة فــي املـبـاريـات األولـــى بسبب تغير األجــــواء، خصوصا في ظـــل مـــبـــاراة كــبــيــرة وعــلــى مــســتــوى عــــال في بطولة كنهائيات كـأس العالم. وأضـــاف في تـصـريـحـه: «الـضـغـط النفسي يـكـون تأثيره كــبــيــرًا، مـنـتـخـب الـــعـــراق كــــان جــيــدًا بجميع أوقـــات املــبــاراة مـن ناحية االسـتـحـواذ ونقل الكرة من الخلف إلى منتصف امللعب، الخلل كان بالثلث الهجومي دائمًا، من حيث فقدان الكرة وغياب الـزيـادة العددية واالستعجال مـــع عــــدم تـفـعـيـل األطـــــــراف، وغـــيـــاب الـــتـــوازن مـــا بـــن العـــبـــي الـــوســـط والــــدفــــاع وفـــراغـــات وضـــعـــف بـــاملـــالزمـــة داخــــــل مــنــطــقــة الــــجــــزاء. األهـــــداف الــتــي سـجـلـت أغـلـبـهـا بـــالـــرأس، إذًا هـــنـــاك خـــلـــل ولـــــم يـــعـــالـــج بـــوقـــتـــه، لـيـسـتـغـل املنافس تلك الثغرة ويسجل منها األهداف». وأردف كــمــال: «الـلـعـب املـفـتـوح لـيـس مــع كل الــفــرق، هـنـاك فـــوارق ويـجـب احــتــرام الخصم والـلـعـب عـلـى قـــدر قابلية األدوات املـتـوفـرة. كـــان األجــــدر الـلـعـب بطريقة غـلـق املـسـاحـات أثـنـاء الــدفــاع، ومــن بعدها يـكـون اللعب إما بـــالـــكـــرات املـــرتـــدة أو االســـتـــحـــواذ أو الـلـعـب بكلتا الطريقتن». وحـــول مـواجـهـة تونس، خـتـم حـديـثـه بــالــقــول: «فـــي املـــبـــاراة الـقـادمـة يـجـب أن تــكــون هــنــاك مـعـلـومـات كـافـيـة عن املــنــتــخــب الــتــونــســي. وفــــق تــلــك املــعــلــومــات، توضع طريقة اللعب ويتم اختيار األدوات مع ضــرورة تقليل األخطاء خصوصًا داخل مــنــطــقــة الــــدفــــاع وأيــــضــــًا عـــــدم فــــقــــدان الـــكـــرة بسرعة بالثلث الهجومي، وتفعيل األطـراف والتنوع بالهجمات مع التركيز على عملية الــتــوازن». وأكــد عــادل نعمة، الـدولـي العراقي الــســابــق، ومــــدرب نــــادي الـــحـــدود الــحــالــي، أن الخسارة في بداية املشوار مع العبي منتخب الشباب واردة، خصوصا أن العامل النفسي مهم في مثل هـذه الفئة السنية. وأضــاف في تصريح لـ»العربي الجديد»: «أعتقد أن سبب الـخـسـارة هـو عــدم الــقــراءة الجدية للمنافس بــطــريــقــة صــحــيــحــة. فـــريـــق أوروغــــــــواي يملك العـــبـــن طـــــوال الــقــامــة ويــعــتــمــد عــلــى الـــكـــرات العرضية والثابتة واالنتقال السريع». وحول لقاء تونس، قال نعمة: «ما نحتاجه في لقاء تـونـس هـو الـبـنـاء النفسي الـــذي أراه مـوازيـًا للعامل الخططي والبدني والتكتيكي، وهو جزء مهم جدا في هذه املرحلة. يحتاج الجهاز الفني تحليل منتخب تونس، مع تعزيز الثقة
بالالعبن وبناء طريقة اللعب التي تتناسب مــــع مــــا نــمــلــكــه مــــن أدوات». وخـــتـــم حــديــثــه بــالــقــول: «أنــصــح الـجـمـيـع، الـالعـبـن والــكــادر الفني واإلداري، بضرورة االبتعاد عن مواقع التواصل االجتماعي، ألني أعتقد أنها أخذت جزء ا كبيرا من تفكير الالعبن والجهاز الفني. يـجـب أن يــكــون الـتـركـيـز فـقـط عـلـى املنتخب
والبطولة من أجـل حسم املباريات القادمة». من جهته، ظهر املنتخب التونسي في وضع أفضل من نظيره العراقي، رغم الخسارة أمام إنكلترا بهدف دون رد، فرغم التفوق البدني وحـــتـــى املـــهـــاري لـكـتـيـبـة «األســــــود الــثــاثــة»، لكن منتصر الوحيشي املدير الفني لـ»نسور قـــرطـــاج» نــجــح فـــي تـحـجـيـم قـــــدرات منافسه
وخـــصـــوصـــا عــلــى مــســتــوى الـــشـــوط الــثــانــي. وحسب مصادر «العربي الجديد»، فإن املدرب الوحيشي سيغير الخطة الفنية في املباراة املقبلة ضد الـعـراق، بعدما لعب بخطة -5-3( )2 أمام إنكلترا، وهو ما يدل على أن منتخب «نسور قرطاج» سيدخل بفكر هجومي أكبر هذه املرة من أجل تحقيق االنتصار.