Al Araby Al Jadeed

الغرب ـ روسيا... المواجهة تتوسع

- ناصر السهلي

تتسارع املؤشرات على رفع الغرب املواجهة مع روسيا، باحتساب أن الحرب في أوكرانيا لن تتوقف قريبًا. الشيء الراسخ في عالقة حليفي ضفتي األطلسي، أوروبا وأميركا، تحملهما، ولو إلى حني، تكلفة زيادة جرعات املواجهة على طول جبهة الحرب الباردة )1991-1947( السابقة. ليس فقط أن تدريب الطيارين األوكرانين­ي على طائرات «أف »16 األميركية انطلق بالفعل، بل وبحسب قراءات متخصصني في السياسات الغربية فإن رقعة املواجهة الغربية الروسية تتسع. فأوكرانيا التي عرض قادة الغرب على رئيسها فولوديمير زيلينسكي نقله بداية الغزو إلى مكان آمن، وعرض إرسال أملانيا خوذًا عسكرية، تتحول اليوم إلى حجر زاوية غربي هام، تفتح ألجله املستودعات العسكرية. صحيح أن موسكو تلتف على بعض العقوبات الغربية، لكن ذلك ليس نهاية القصة. فمجرد مناوراتها ملنع انهيار االقتصاد بفعل العقوبات، وتحول «الردع» إلى ردود أفعال على تحركات عسكرية غربية، وكذلك تزايد تآكل خطاب الردع النووي، يكشف عن ضعف وعن معضلة مع إظهار أوروبا ألنيابها في مقابل مخالب الكرملني السابقة. أحد مؤشرات النقل الغربي التدريجي لخطوط املواجهة، واستغالل اإلحباط الروسي، أن ما ساد منذ 2014 فوق مياه بحر البلطيق، باضطرار طائرات دنماركية وسويدية إبعاد «سوخوي» الروسية ينقلب منذ غزو أوكرانيا إلى اضطرار موسكو ملطاردة الطائرات األميركية فوقه، وعلى تخوم روسيا ذاتها. األربعاء املاضي أيضًا شهدت العاصمة النرويجية، أوسلو، مؤشرًا آخر ينذر بعصر جديد من حرب باردة ساخنة. فرسو حاملة الطائرات األميركية «يو أس أس جيرالد فورد» في مينائها، وباستعراضي­ة على طول مسار خليج أوسلو، فيه رسائل كبيرة، على ما يرى متخصصون في قضايا دفاعية. فالنرويج، العضو في حلف شمال األطلسي، لم تعد فقط تحتضن قواعد أميركية، بل تعتبر الوجود األميركي ضامنا ألمن إسكندنافيا، غير آبهة باالحتجاج «اللفظي» ملوسكو. مع ذلك يقرأ البعض تدرج تورط أوروبا وحلف شمال األطلسي في أوكرانيا، على أنه مخاطرة كبيرة. فالروس ظلوا يكررون تحذير تجاوز «الخطوط الحمراء»، ومنها استهداف شبه جزيرة القرم األوكرانية، باعتبارها «استهدافا ألراضي روسيا»، بينما واشنطن منحت أخيرًا كييف ما يشبه ضوءًا أخضر الستهدافها بأسلحة الغرب. وعلى حافة جرف خطر في عالقة موسكو بالغرب يترقب الجميع الخطوات التالية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar