قلق إسرائيلي من صاروخ الضفة
تواصل الحكومة اإلسرائيلية العمل على قوننة السيطرة على المزيد من األراضي في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة
تـــصـــاعـــد الـــقـــلـــق لـــــدى املـــؤســـســـة الــعــســكــريــة اإلســـرائـــيـــلـــيـــة بـــعـــد بــــث فـــيـــديـــو عــــن مــحــاولــة فلسطينين إطاق صاروخ من محيط جنن عـلـى مستوطنة فــي شــمــال الـضـفـة الـغـربـيـة، فـيـمـا تستعد الـلـجـنـة الـــوزاريـــة اإلسـرائـيـلـيـة للتشريع ملناقشة مشروع قانون يقضي بضم حـدائـق ومحميات طبيعية ونصب تذكارية في الضفة الغربية وقطاع غـزة املحتلن إلى إســرائــيــل. وأثــــار فـيـديـو يـظـهـر لحظة إطــاق صــاروخ من محيط جنن باتجاه مستوطنة «شكيد»، شمالي الضفة الغربية، قلق جيش االحــــتــــال اإلســـرائـــيـــلـــي. وقـــالـــت قـــنـــاة «كــــان» اإلسرائيلية، أمس الخميس، إن مقطع الفيديو، الذي بث أول من أمس األربعاء، أثار اهتماما وقــلــقــا كـبـيـريـن لــــدى املــؤســســتــن الـعـسـكـريـة واالستخبارية فـي تـل أبـيـب. ونـوهـت إلــى أن قـــيـــادة املـنـطـقـة الــوســطــى وجـــهـــاز املــخــابــرات الـداخـلـيـة «الــشــابــاك» يـجـريـان تحقيقا حـول ما إذا كـان الفيديو الـذي نشر حقيقيا، حيث «يـــجـــرى الــتــعــامــل مـــع األمــــر بــجــديــة كــبــيــرة». وبحسب الفيديو الذي عرضته القناة، يظهر على الصاروخ تاريخ األربعاء املاضي وعبارة «املــرة القادمة سيكون أكـبـر». وتبنت إطاقه بـحـسـب الـفـيـديـو «كـتـيـبـة الــعــيــاش» الـتـابـعـة لـ«كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس. وأشـارت القناة إلى أن الفحص الذي أجــراه الجيش أظهر أن الـصـاروخ كـان مجرد مـــاســـورة بــــرأس مـــن الـــكـــارتـــون مــــزود بــمــواد مــتــفــجــرة، مــشــيــرة إلــــى أن الــــصــــاروخ تفجر بـعـد قطعه ثـاثـة أمــتــار مــن انـطـاقـه. ولفتت إلى أن املؤسسة األمنية ترى في هذا التطور تحوال خطيرًا، ألنه يدل على تطوير الفصائل الفلسطينية في شمال الضفة الغربية آليات ووسائل املقاومة. وذكرت القناة بكشف رئيس «الشاباك» رونن بار، بعيد بدء العدوان األخير على غزة الذي اسـتـهـدف الــقــادة العسكرين لحركة الجهاد اإلســـــامـــــي، أن جــــهــــازه اعـــتـــقـــل خــلــيــة تـابـعـة لـلـحـركـة فـــي مـخـيـم جـنـن شــرعــت فـــي إنـتـاج صواريخ ومنصات صواريخ بهدف إطاقها مــن شـمـال الـضـفـة الـغـربـيـة فــي اتــجــاه العمق اإلسرائيلي. وأكد بار أن إسرائيل ترى في هذا التطور سابقة خطيرة، مشددًا على أن جهازه لن يسمح بتحول املدن اإلسرائيلية املتاخمة لــشــمــال الــضــفــة إلــــى هــــدف لــلــصــواريــخ الـتـي يمكن أن تطلق من املنطقة. في غضون ذلك، ذكر موقع «عرب ،»48 أمس الــخــمــيــس، أن الــلــجــنــة الــــوزاريــــة لـلـتـشـريـع ســتــنــاقــش، األحـــــد املـــقـــبـــل، مـــشـــروع قــانــون يـقـضـي بـضـم حـــدائـــق ومـحـمـيـات طبيعية ونصب تذكارية في الضفة الغربية وقطاع غزة املحتلن إلى إسرائيل، من خال فرض القانون اإلسرائيلي عليها. وبحسب مشروع قــــانــــون قـــدمـــه عـــضـــو الــكــنــيــســت عــــن حـــزب «الليكود» دانـي دانــون، فـإن وزيـر الداخلية مـــخـــول بــــاإلعــــان عــــن حــــدائــــق ومــحــمــيــات طبيعية ومواقع نصب تذكارية في الضفة والقطاع بأنها «مواقع قومية إسرائيلية»، مثل ما يجرى التعامل مع أماكن كهذه داخل «الخط األخضر»، وأن استهدافها سيشكل «مـــخـــالـــفـــة تـــكـــون عــقــوبــتــهــا ثـــــاث ســـنـــوات ســـجـــنـــا». يــــشــــار إلــــــى أن هــــــذه الــصــاحــيــة هـــي بـــأيـــدي وزيــــر األمــــن اإلســرائــيــلــي، كـون الــــضــــفــــة والـــــقـــــطـــــاع مـــنـــطـــقـــتـــن مــحــتــلــتــن.
وأشارت صحيفة «هآرتس»، أمس الخميس، إلــــى أن مـــشـــروع الـــقـــانـــون يـــزعـــم أن مـنـاطـق الـضـفـة الـغـربـيـة «مـلـيـئـة بــمــواقــع تــــراث ذات أهمية قومية تاريخية في تطور الييشوف (أي االسـتـيـطـان) فـي أرض إسـرائـيـل. وسـار في هذه املناطق آباء آبائنا، وأقاموا وطنهم، وجــــرى نـفـيـهـم مـــن هـــذه األمـــاكـــن مــرتــن في التاريخ. وبعد قرابة 2000 سنة من الشتات، عـــاد شـعـب إســرائــيــل إلـــى أرضــــه، وفـــي حـرب األيــــــام الــســتــة (الــــعــــام )1967 جــــرى تـحـريـر مناطق يـهـودا والـسـامـرة (الـضـفـة الغربية) أيـضـا. وبعد ذلـك بـــ65 سنة، يجب االعـتـراف بــتــاريــخ الــشــعــب الــيــهــودي املـــوجـــود فـــي أي كـتـلـة تــــراب فـــي يـــهـــودا والـــســـامـــرة». ونـقـلـت الصحيفة عـن املحامي الحقوقي ميخائيل سفاراد تأكيده أن مشروع القانون «يندرج ضـمـن عملية الــضــم الـقـانـونـي الـــذي تـقـوده هـــذه الـحـكـومـة، وفـــي إطــــاره يــجــرى توسيع صاحيات هيئات حكومية إلى ما وراء الخط األخضر، ويتطلع املشرع اإلسرائيلي ملمارسة
مشروع قانون لضم حدائق ومحميات في الضفة وغزة إلسرائيل
صـــاحـــيـــات تـــشـــريـــع فــــي الـــضـــفـــة املــحــتــلــة». مـــيـــدانـــيـــا، اقــتــحــمــت قـــــوات كــبــيــرة مـــن جيش االحتال، أمس، مخيم عقبة جبر قرب مدينة أريـــحـــا، شـــرقـــي الــضــفــة الــغــربــيــة، فـــي عملية عسكرية واسعة، شاركت فيها نحو 100 آلية عسكرية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، فـــــي بـــــيـــــان، إصـــــابـــــة 13 مــــواطــــنــــا بـــرصـــاص االحــــتــــال، أحـــدهـــم إصـــابـــتـــه حـــرجـــة. وقــالــت مصادر محلية في املخيم، لـ «العربي الجديد»، إن عشرات اآلليات العسكرية حاصرت املخيم واقـتـحـمـتـه مــن عـــدة مـــحـــاور، مــا أدى لتفجر مواجهات بن أهالي املخيم وجنود االحتال، الـــذيـــن مــنــعــوا طـــواقـــم اإلســـعـــاف مـــن الـتـحـرك داخله، وسط اشتباكات مسلحة مع مقاومن. وذكــــرت وســائــل إعـــام فلسطينية أن عملية اعـتـقـال واســعــة طــاولــت نحو 15 فلسطينيا، نـــفـــذهـــا االحـــــتـــــال فــــي املـــخـــيـــم الـــــــذي خـضـع لحصار مشدد نحو 5 ساعات. وبالتزامن مع بدء العملية، أوردت وسائل إعام إسرائيلية أن «وحــــدات مــن دوفـــدفـــان ومــاجــان وإيـغـوز (وحـــــدات مـسـتـعـربـن ونــخــبــة) نــفــذت عملية واســـعـــة فـــي عــقــبــة جــبــر العـــتـــقـــال عــــدد كبير مـــن املـــطـــلـــوبـــن». واعــتــقــلــت قـــــوات االحـــتـــال اإلســــرائــــيــــلــــي 12 فــلــســطــيــنــيــا مـــــن مـــنـــاطـــق متفرقة من الضفة الغربية، فيما زعمت أنها اعتقلت املـطـارد ماهر تركمان املتهم بتنفيذ عملية إطـــاق الـنـار فـي األغـــوار الفلسطينية قـبـل أشــهــر. كـمـا اقـتـحـم مستوطنون بـاحـات املسجد األقصى بحماية قوات االحتال، التي قــيــدت دخــــول املــصــلــن الــشــبــان إلـــيـــه. ودعـــت حــركــة «حـــمـــاس»، فـــي بــيــان أمـــس الـخـمـيـس، الفلسطينين فــي الـضـفـة الـغـربـيـة والــقــدس والداخل املحتل للتوجه إلى املسجد األقصى واالعتكاف فيه من «فجر غد (اليوم) الجمعة إلـــى إحــيــاء شـعـائـر صـــاة الـجـمـعـة»، مشيرة إلى أن ذلك يأتي إلفشال «مخططات ودعوات الــجــمــاعــات الـصـهـيـونـيـة املــتــطــرفــة لتكثيف اقـتـحـامـاتـهـا وتـدنـيـسـهـا لـأقـصـى، خـــال ما يسمى األعياد الصهيونية».