تدريبات أميركية كورية جنوبية بمحاذاة الشمال
بــدأ الجيشان الـكـوري الجنوبي واألميركي تـدريـبـات موسعة بالذخيرة الحية بالقرب مـــــن الـــــحـــــدود مـــــع كـــــوريـــــا الـــشـــمـــالـــيـــة أمـــس الخميس، رغــم تحذير بيونغ يـانـغ، أخـيـرًا، بــأنــهــا لـــن تــتــســامــح مـــع مـــا تـصـفـه بـتـجـربـة غـزو معادية على أبوابها. وتأتي تدريبات أمــــس الــخــمــيــس، وهــــي األولــــــى مـــن جـــوالت الــحــلــيــفــتــني الـــخـــمـــس مــــن الـــتـــدريـــبـــات عـلـى إطـالق النار حتى منتصف يونيو/حزيران املقبل، بمناسبة مــرور 70 عامًا على إنشاء التحالف العسكري بــني سـيـول وواشـنـطـن. وردت كوريا الشمالية في املاضي على مثل هذه التدريبات الكبرى بني كوريا الجنوبية والـــواليـــات املـتـحـدة بـاخـتـبـارات صـاروخـيـة وأسلحة أخرى. ومنذ بداية عام ،2022 أجرت كــوريــا الـشـمـالـيـة تــجــارب عـلـى إطــــالق أكثر مـــن 100 صـــــاروخ. وأعــلــنــت بـيـونـغ يــانــغ أن الوتيرة املتصاعدة لالختبارات كانت تهدف إلى الرد على التدريبات العسكرية املوسعة بـــني الـــواليـــات املــتــحــدة وكـــوريـــا الـجـنـوبـيـة، لكن مراقبني يقولون إنها تهدف إلى تعزيز تطوير أسلحتها ثم انتزاع تنازالت أكبر من خصميها. وستكون مناورات الرماية األميركية الكورية الجنوبية، التي يطلق عليها «تدريبات القوة النارية لإلبادة املشتركة»، األكبر من نوعها. وأجــــريــــت الـــتـــدريـــبـــات 11 مـــــرة مـــنـــذ بـدئـهـا عــــام ،1977 بـحـسـب وزارة الـــدفـــاع الــكــوريــة الجنوبية. وشملت التدريبات، التي انطلقت أمـس الخميس، مشاركة 2500 جندي 610و أنظمة أسلحة، مثل الطائرات املقاتلة، بينها «شبح»، واملروحيات الهجومية والطائرات بــــــــدون طــــيــــار والــــــدبــــــابــــــات واملــــدفــــعــــيــــة مــن كــوريــا الجنوبية والـــواليـــات املــتــحــدة، وفقًا لـــوزارة الـدفـاع الكورية الجنوبية. وتحاكي التدريبات ضربات باملدفعية وأخرى جوية على املنشآت العسكرية الـكـوريـة الشمالية فـي الخطوط األمـامـيـة ردًا على هـجـوم. كما تـم الـتـدرب على هجمات موجهة بدقة على أهداف محاكاة في املناطق الخلفية «للقضاء تمامًا» على التهديدات العسكرية الكورية الشمالية، وفقًا لبيان وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، الــذي أضــاف أن سيول ستسعى إلـى إقامة «ســالم من خـالل القوة الساحقة»
ملواجهة تهديدات بيونغ يانغ. وكـانـت التدريبات فـي عـام 2017 استقطبت نحو 2000 جندي 250و نوعًا مـن األسلحة مــن الـبـلـديـن. وكــانــت وزارة الــدفــاع الـكـوريـة الجنوبية أعلنت، أخيرًا، أن التدريبات تهدف
المناورات األميركية الكورية الجنوبية هي األكبر من نوعها
إلى تعزيز قدرات األداء العملياتي املشتركة لـــلـــحـــلـــفـــاء، مــضــيــفــة أن ســــيــــول وواشـــنـــطـــن ســـتـــســـعـــيـــان إلـــــــى إنــــــشــــــاء «قــــــــــــدرات الـــــــردع واالستجابة الساحقة» ملواجهة التهديدات النووية والصاروخية لبيونغ يانغ. وكـــــانـــــت وســـــائـــــل اإلعــــــــــالم الـــحـــكـــومـــيـــة فــي كــوريــا الشمالية وصــفــت، الجمعة املـاضـي، الــتــدريــبــات بـأنـهـا «بـــروفـــة حـــرب نموذجية تــســتــهــدف كـــوريـــا الـــشـــمـــالـــيـــة»، مــضــيــفــة أن بيونغ يانغ «ال يسعها إال أن تأخذ مالحظة أكـثـر جـديـة لحقيقة أن الـتـدريـبـات ستجرى فـــي مــنــطــقــة تــبــعــد بــضــعــة كــيــلــومــتــرات عن حــــدودهــــا». وذكـــــرت وكـــالـــة األنـــبـــاء الــكــوريــة الشمالية، وقتها، أن الواليات املتحدة وكوريا الجنوبية ستواجهان «ردودًا مقابلة» غير محددة بشأن سلسلة التدريبات االستفزازية واسعة النطاق. وقـــال مـــون سـيـونـغ مـــوك، املـحـلـل فــي املعهد الـــكـــوري لـلـبـحـوث لـالسـتـراتـيـجـيـة الوطنية ومـــــقـــــره ســـــيـــــول، لـــــ «أســــوشــــيــــيــــتــــد بـــــــرس»، إن كــــوريــــا الـــشـــمـــالـــيـــة يـــمـــكـــن أن تــســتــخــدم تدريبات كوريا الجنوبية وأميركا كذريعة الستئناف اختباراتها لتحديث ترساناتها مـــن األســـلـــحـــة، مــشــيــرًا إلــــى أنـــهـــا قـــد تختبر صــــاروخــــًا عــــابــــرًا لـــلـــقـــارات يــعــمــل بـــالـــوقـــود الــصــلــب أو صـــاروخـــًا بـالـيـسـتـيـًا يـطـلـق من غواصة أو أسلحة باليستية قصيرة املدى. وخـــــالل قـمـتـهـمـا فـــي واشـــنـــطـــن، فـــي الـشـهـر املـاضـي، أعلن الرئيس األميركي جو بايدن ونـظـيـره الــكــوري الـجـنـوبـي يـــون ســـوك يـول عن خطوات لتعزيز قدراتهما الـرادعـة، مثل تـعـزيـز الـتـدريـبـات املـشـتـركـة، وإنــشــاء فريق اســتــشــاري نـــووي جــديــد. واعــتــبــرت كـيـم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في بيان وقتها، أن اتفاق بايدن ويـــــون ســــوك يــــول كــشــف عـــن «إرادة الـعـمـل األكــــثــــر عـــدائـــيـــة وعــــدوانــــيــــة» لــلــبــلــديــن ضـد بيونغ يانغ، مهددة بتعزيز العقيدة النووية لبالدها، قائلة «إن أضغاث أحــالم الواليات املتحدة وكوريا الجنوبية ستواجه من اآلن فصاعدًا كيانًا يتمتع بأقوى قوة». مـــن جـهـة ثــانــيــة، انــتــقــدت كـــوريـــا الـشـمـالـيـة، أمـــــس الـــخـــمـــيـــس، خـــطـــط كــــوريــــا الــجــنــوبــيــة والواليات املتحدة واليابان لتبادل البيانات عـن عمليات إطــالق بيونغ يانغ للصواريخ في الوقت الفعلي، معتبرة أن الحلف الثالثي يناقش «إجـــراءات شـريـرة» لتعزيز التعاون الــعــســكــري. وكــتــب كــانــغ جـــني ســـونـــغ، الـــذي وصفته وكالة األنباء الكورية الشمالية بأنه محلل فــي الــشــؤون الــدولــيــة، فــي تعليق، أن اتـفـاقـيـة تــبــادل املـعـلـومـات نتيجة للجهود األميركية للتحريض على املواجهة وتعزيز تفوقها العسكري في املنطقة من خالل «طبخ النسخة اآلســيــويــة مــن الــنــاتــو». واعـتـبـر أن «هــذا األمــر يزيد مـن يقظة دول املنطقة بما في ذلك كوريا الديمقراطية إلى أقصى حد». وكان بايدن ويون سوك يول ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا اتفقوا، على هامش قمة مجموعة السبع فـي هيروشيما األحـد املــاضــي، عـلـى تعميق الــتــعــاون الـثـالثـي في مجال األمن.