هجوم سيبراني صيني على أميركا
مخاوف غربية من تأثر عالمي في أحدث توتر بين الصين والواليات المتحدة، اتهمت استخبارات غربية بكين بشّن هجوم سيبراني جديد على البنى التحتية األميركية
يـــأخـــذ الــتــنــافــس بـــني الــــواليــــات املــتــحــدة والصني طابعًا جديدًا، عنوانه الهجمات الــســيــبــرانــيــة بـــهـــدف الــتــجــســس وعــرقــلــة االتـــصـــاالت خـــال أي أزمــــات مستقبلية، وذلـــك عـلـى وقـــع ارتــفــاع مـنـسـوب التوتر بــــني الـــبـــلـــديـــن عـــلـــى خـــلـــفـــيـــات مـــتـــعـــددة، أبـــــرزهـــــا الـــــنـــــزاع فــــي تــــــايــــــوان، واعـــتـــبـــار واشـــنـــطـــن بـــكـــني مــنــافــســتــهــا الــعــســكــريــة واالقتصادية واالستراتيجية الرئيسية في الفترة املقبلة. ويفتح إعان واشنطن وحلفائها اخــتــراق قراصنة إلكترونيني ينشطون برعاية الدولة الصينية شبكات بنى تحتية أميركية أسـاسـيـة، املخاوف مـــن حــــرب ســيــبــرانــيــة ســـتـــرافـــق أي نـــزاع بــني الـطـرفـني وقـــد تمتد إلـــى الـعـالـم كله. وقالت وكاالت استخبارات غربية وشركة «مـــايـــكـــروســـوفـــت» إن مـجـمـوعـة قـرصـنـة صـيـنـيـة تــرعــاهــا الـــدولـــة تـجـسـسـت على مــجــمــوعــة كــبــيــرة مـــن مــؤســســات الـبـنـيـة التحتية الحيوية فـي الــواليــات املتحدة مــــن االتـــــصـــــاالت الــســلــكــيــة والــاســلــكــيــة إلــى مـراكـز الـنـقـل. وقـــال محللون إن هذه الـــهـــجـــمـــات واحـــــــــدة مـــــن أكــــبــــر عــمــلــيــات الـــتـــجـــســـس اإللــــكــــتــــرونــــي املــــعــــروفــــة ضـد البنية التحتية األميركية. وفي تحذير مشترك قالت سلطات األمن الـسـيـبـرانـي فــي الـــواليـــات املـتـحـدة ودول غــربــيــة أخـــــرى إنـــهـــا رصـــــدت «مــجــمــوعــة مـــن األنـــشـــطـــة» مــرتــبــطــة بــــ«جـــهـــة فـاعـلـة سـيـبـرانـيـة تـحـظـى بــرعــايــة دولــــة الصني وتــــعــــرف أيـــضـــًا بـــاســـم فـــولـــت تـــايـــفـــون». وأضـــــــــاف الـــتـــحـــذيـــر أن «هــــــــذا الـــنـــشـــاط يــؤثــر بشبكات قـطـاعـات البنى التحتية الـــحـــيـــويـــة لـــلـــواليـــات املــــتــــحــــدة»، ويـمـكـن للجهة التي تنفذ هذا الهجوم «أن تطبق ذات األساليب في جميع أنحاء العالم». وأشــــــــارت شـــركـــة «مـــايـــكـــروســـوفـــت» إلـــى
أن غـــــــوام، وهـــــي أرض تـــابـــعـــة لـــلـــواليـــات املـتـحـدة تـقـع فــي املـحـيـط الــهــادئ وتضم مـوقـعـًا عسكريًا مـهـمـًا، بــني املــواقــع التي اســـتـــهـــدفـــهـــا الــــقــــراصــــنــــة. لــــكــــن الـــشـــركـــة لــفــتــت إلــــى رصــــد أنــشــطــة «خــبــيــثــة» في مـــنـــاطـــق أمـــيـــركـــيـــة أخـــــــرى. وأضـــــافـــــت أن الــهــجــوم الـــــذي نــفــذتــه مــجــمــوعــة «فــولــت تايفون» التي تنشط برعاية الصني منذ مـنـتـصـف ،2021 أفـــســـح املـــجـــال ألنـشـطـة تجسس طويلة األمـــد. وأفـــاد البيان بأن «مايكروسوفت تقيم بدرجة معتدلة من الثقة بــأن حملة «فـولـت تايفون» تسعى لتطوير إمكانات قادرة على عرقلة البنى التحتية األساسية املرتبطة باالتصاالت بني الواليات املتحدة ومنطقة آسيا خال األزمـــات املستقبلية». وأضـــاف: «فـي هذه الحملة، تشمل املنظمات املتأثرة قطاعات االتـــصـــاالت والـصـنـاعـة واملـــرافـــق والنقل والـــبـــنـــاء واملــــاحــــة الــبــحــريــة والــحــكــومــة وتـــكـــنـــولـــوجـــيـــا املـــعـــلـــومـــات والـــتـــعـــلـــيـــم». ويـــتـــوقـــع مــحــلــلــون أمـــنـــيـــون أن يـــحـــاول القراصنة الصينيون استهداف الشبكات الــعــســكــريــة األمــيــركــيــة ومــنــشــآت الـبـنـيـة التحتية الحيوية األخرى إذا غزت الصني تـــايـــوان. وأنـشـطـة الـتـجـسـس استخدمت تـــكـــتـــيـــكـــات تــــعــــرف بــــاســــم «لـــيـــفـــيـــنـــغ ذي النــد»، أي إنها تستغل األدوات املتوافرة أســـاســـًا فـــي الـشـبـكـة لـلـتـسـلـل واالمـــتـــزاج مـع أنظمة «ويـــنـــدوز» الـعـاديـة، وهــو أمر يــصــعــب كــشــفــهــا. وقـــــال كــبــيــر مــســؤولــي االســـتـــراتـــيـــجـــيـــات لـــــدى «ســـايـــبـــر إكــــس» األســـــتـــــرالـــــيـــــة، الــــرئــــيــــس الــــســــابــــق ملـــركـــز األمـــــن اإللـــكـــتـــرونـــي األســـتـــرالـــي أالســتــيــر مـــاكـــغـــيـــبـــون، «إنــــــه مــــا يــمــكــن أن أســمــيــه نـــشـــاطـــًا إلـــكـــتـــرونـــيـــًا هـــــادئـــــًا وبـــطـــيـــئـــًا».
الحملة تسعى لعرقلة االتصاالت بين أميركا وآسيا مستقبًال
الصين: الواليات المتحدة وحلفاؤها يشنون «حملة تضليل»
وأضــــاف فــي تـصـريـح لـــ«فــرانــس بـــرس»: «إنه أشبه بشخص يرتدي سترة مموهة ويـحـمـل بـنـدقـيـة قــنــص. ال يمكن رؤيــتــه، إنه غير موجود». وأوضح أنه فور دخول املـــهـــاجـــمـــني اإللـــكـــتـــرونـــيـــني إلـــــى الـــنـــظـــام، يصبح بإمكانهم سرقة املعلومات. كذلك يمنحهم القدرة أيضًا على تنفيذ أعمال مدمرة في مرحلة الحقة». تزامن بيان «مايكروسوفت» مع تحذير نشرته سلطات الـواليـات املتحدة وكندا ونـــيـــوزيـــلـــنـــدا واملـــمـــلـــكـــة املـــتـــحـــدة مــــن أن الـــقـــرصـــنـــة اإللـــكـــتـــرونـــيـــة تـــحـــصـــل عـلـى األرجـــــــح عـــلـــى مـــســـتـــوى الـــعـــالـــم. وأكـــــدت نيوزيلندا أنها ستعمل على تحديد أي نــشــاط إلــكــتــرونــي ضــــار مــن هـــذا القبيل فــي الـــبـــاد. كــذلــك، قــالــت وزيــــرة الــشــؤون الداخلية واألمـــن السيبراني األسترالية كـلـيـر أونـــيـــل: «مــــن املــهــم لــألمــن الـقـومـي لبلدنا أن نتعامل بشفافية وصراحة مع األســتــرالــيــني فـــي مـــا يــخــص الــتــهــديــدات الــتــي نــواجــهــهــا». مــن جـهـتـهـا، أوضـحـت وكــالــة األمـــن الـسـيـبـرانـي الـكـنـديـة أنـــه لم تــــرد حــتــى اآلن أي تــقــاريــر عـــن ضـحـايـا كـــنـــديـــني لـــهـــذه الـــقـــرصـــنـــة. وأضــــافــــت أن «االقـتـصـادات الغربية مترابطة بـشـدة... أدمـــج الكثير من بنيتنا التحتية بشكل وثـــيـــق ويـــمـــكـــن لـــلـــهـــجـــوم عـــلـــى إحـــداهـــا التأثير في األخرى». في املقابل، اتهمت الصني أمس الواليات املتحدة وحلفاء ها بشن «حملة تضليل». وقـالـت املتحدثة بـاسـم وزارة الخارجية الصينية مـاو نينغ، إن «هــذا تقرير غير مــهــنــي عـــلـــى اإلطـــــــاق مــــع ســلــســلــة أدلــــة مــفــقــودة»، مضيفة أن املـعـلـومـات تندرج فــي إطـــار «حـمـلـة تضليل جماعية لــدول تحالف العيون الخمس االستخباراتي» الــذي يضم أستراليا وكـنـدا ونيوزيلندا واملــمــلــكــة املـــتـــحـــدة والـــــواليـــــات املــتــحــدة. وتابعت قائلة إن «مشاركة شركات معينة يظهر أنه فضا عن املنظمات الحكومية، تــوســع الــواليــات املـتـحـدة قنواتها لنشر املـــعـــلـــومـــات املـــضـــلـــلـــة». وأضـــــافـــــت: «لــكــن أي تغير فـي التكتيكات ال يمكنه تغيير حقيقة أن الـواليـات املتحدة إمبراطورية قراصنة اإلنترنت». وتابعت: «لكن بغض النظر عن الوسائل املتنوعة املستخدمة، ال يـمـكـن لـــشـــيء أن يـغـيـر مـــن حـقـيـقـة أن الواليات املتحدة إمبراطورية القرصنة».