تشارلز براون... خبير آسيا قائدًا للجيش األميركي
عين الرئيس االميركي جو بايدن الجنرال تشارلز براون رئيسًا لهيئة األركان العسكرية المشتركة خلفًا للجنرال مارك ميلي، كثاني أفرو ــ أميركي يتولى هذا المنصب في تاريخ أميركا
عــــن الـــرئــيـــس األمـــيـــركـــي جـــو بــــايــــدن، أمــس الخميس، قائد سالح الجو الجنرال تشارلز بـــــــراون، رئــيــســًا لــهــيــئــة األركـــــــان الـعـسـكـريـة املشتركة خلفًا للجنرال مـــارك ميلي. وأقـيـم حــفــل الــتــعــيــن فـــي حــديــقــة الــــــورود بـالـبـيـت األبــيــض. وإذا صـــادق مجلس الشيوخ على تعين بــــراون، فسيبدأ مهامه رسميًا فـي 1 أكتوبر/تشرين األول املقبل. وسيكون براون ثــانــي شــخــص بــشــرتــه ســـــوداء يــتــبــوأ أعـلـى منصب عسكري في تاريخ الواليات املتحدة، إذ لــم يسبقه إلــى ذلــك ســوى الـجـنـرال كولن باول في تسعينيات القرن املاضي. وسيعمل الجنرال الجديد تحت إمرة وزير دفاع أسود أيضًا هو لويد أوسنت، في سابقة في تاريخ الواليات املتحدة. وبــرز اسـم بــراون في غمرة التظاهرات التي شهدتها الــواليــات املـتـحـدة ضـد العنصرية فــي أعــقــاب مــصــرع جـــورج فـلـويـد قـبـل ثـالث سنوات، في مينيابوليس ـ مينيسوتا والتي
جــــرت تــحــت شـــعـــار «حـــيـــاة الـــســـود مــهــمــة». يـومـهـا نـشـر الـضـابـط الكبير مقطع فيديو تحدث فيه عن التمييز الــذي تعرض له هو نفسه، بما في ذلك في الجيش. وقال يومها إنــه فـي ســالح الـجـو «غـالـبـًا مـا كنت األفـــروأميركي الوحيد في سربي، وكضابط كبير، األفرو-أميركي الوحيد في الغرفة». وأضاف: «أتذكر الضغوط التي كنت أرزح تحتها كي ال أرتــكــب أي خــطــأ، ال سـيـمـا أمــــام رؤســائــي الـذيـن كنت أشـعـر أنـهـم ال يتوقعون الكثير مــنــي بـصـفـتـي أمــيــركــيــًا مـــن أصـــل أفــريــقــي». وشـــــدد يـومـهـا عـلـى أنـــه كـــان يـعـمـل «بجهد مـضـاعـف» إلثــبــات أن توقعاتهم وأفـكـارهـم النمطية عـن األميركين مـن أصــول أفريقية ليست في محلها. وبـــــراون هــو طــيــار ســابــق فــي جعبته ثالثة آالف ســاعــة طـــيـــران، بـيـنـهـا 130 ســاعــة في مـهـام قتالية. وبـعـدمـا عــن قـائـد لـــواء، تبوأ منصب قـائـد الــقــوات الـجـويـة األميركية في الـــشـــرق األوســــــط واملـــحـــيـــط الــــهــــادئ. ووفــقــًا لسيرته الذاتية على موقع «القوات الجوية»، سمي بـــراون، فـي عـام ،1984 كخريج متميز من برنامج تدريب ضباط االحتياط التابع لـجـامـعـة تــكــســاس لـلـتـكـنـولـوجـيـا، كــمــا كــان مدربًا لطائرات «أف ـ »16 لدى كلية األسلحة القتالية التابعة للقوات الجوية األميركية. يــتــمــتــع بـــــــراون بـــخـــبـــرة واســــعــــة فــــي الـــشـــرق األوســـــــط وآســــيــــا. وقــــــال مــــســــؤول كــبــيــر فـي اإلدارة األميركية، تحدث لصحيفة «نيويورك تــايــمــز»، شـــرط عـــدم الـكـشـف عــن هــويــتــه، إن بــــراون عـلـى درايــــة عميقة بـالـتـحـديـات التي تــفــرضــهــا الــــصــــن، وإن لـــديـــه مـــعـــرفـــة قــويــة بـــــقـــــدرات حـــلـــف شــــمــــال األطــــلــــســــي. وذكــــــرت الصحيفة في تقرير عن براون أنه ال يتحدث كــثــيــرًا، عــلــى عــكــس مــيــلــي الـــــذي كــــان يـسـرد الـتـحـديـات الـعـسـكـريـة الــحــاضــرة ويـقـارنـهـا بتجارب املاضي، إال أن مرشح بايدن الجديد قادر على االستجابة ملا تتطلبه الوظيفة في اللحظة املناسبة، بحسب «نيويورك تايمز». وفي عام ،2020 صوت مجلس الشيوخ على تعين بــراون رئيسًا ألركــان القوات الجوية، وكان مرشح الرئيس السابق دونالد ترامب. وأيــــد 98 عــضــوًا مـــن أصــــل 100 فـــي مجلس الشيوخ تعين بـــراون. وحينها غــرد ترامب عــلــى «تــويــتــر» مــرحــبــًا بـنـتـائـج الـتـصـويـت، قـــائـــال: «وافــــق مـجـلـس الــشــيــوخ عـلـى قـــراري تعين الجنرال تشارلز براون كأول قائد من أصل أفريقي. يوم تاريخي ألميركا». ووصفه بـ«الرجل الوطني والقائد الرائع». وفي عام 2020 أيضًا، اختارت مجلة «تايم» براون في قائمتها ألكثر 100 شخص تأثيرًا في العالم. وفـي يوليو/تموز ،2022 قـال بـــراون لوكالة «رويـــتـــرز»، إن «بــــالده وحـلـفـاءهـا يــدرســون إمـكـانـيـة تــدريــب الـطـيـاريـن األوكــرانــيــن في إطــــار جـــهـــود طــويــلــة األمــــد ملــســاعــدة كييف فــي بــنــاء قـــوة جــويــة أوكــرانــيــة مستقبلية». وأضـــــــاف: «نـــريـــد بـــنـــاء خــطــة طــويــلــة األجـــل لكيفية بناء قواتهم الجوية والقوات الجوية التي سيحتاجونها في املستقبل». وأظهر قرار بايدن في تعين براون، كالقائد الـــــــ12 لــهــيــئــة األركـــــــان الــعــســكــريــة املــشــتــركــة فــي تــاريــخ الــواليــات املـتـحـدة، أن اهتمامات واشــــنــــطــــن ســـتـــبـــقـــى مــــتــــوازيــــة بـــــن الـــشـــرق األوســــــــط، حـــيـــث املـــلـــف اإليـــــرانـــــي، واملــحــيــط الهادئ، حيث القوة الصينية.