المغرب لمناهضة العنف ضد النساء
أطــــلــــقــــت جـــمـــعـــيـــة «الـــــتـــــحـــــدي لـــلـــمـــســـاواة واملـــواطـــنـــة» مـــشـــروعـــا جـــديـــدًا يـــهـــدف إلــى مناهضة الـعـنـف الـرقـمـي ضــد الـنـسـاء في املغرب، والحد من زيادته على املواقع اإللكترونية ومواقع التواصل االجتماعي. املشروع الذي يحمل عنوان «سطوب العنف الرقمي» يشجع النساء على الـتـبـلـيـغ عــن تـعـرضـهـن للعنف الــرقــمــي واسـتـقـبـال الشكاوى، كونه أحـد أخطر أشكال العنف املمارس بحق الفتيات والنساء. وتشير نتائج بحث، أعدته املـنـدوبـيـة الـسـامـيـة للتخطيط حـــول ارتــفــاع نسبة العنف ضد النساء والرجال عام ،2019 إلى أن 13.8 في املائة، أي ما يقارب 1.5 مليون امـرأة وفتاة، كن ضحايا العنف اإللكتروني، سـواء من خالل البريد اإللكتروني أو املكاملات الهاتفية أو الرسائل النصية القصيرة، مشيرة إلى أن هذا العدد في تزايد مستمر. كـــمـــا أبــــــــرزت مـــعـــطـــيـــات الـــبـــحـــث أن حـــــدة الــعــنــف اإللكتروني تتزايد بني الشابات اللواتي تتراوح أعــمــارهــن مــا بــني 15 و42 عــامــا بنسبة 24.4 في املــائــة، وذوات املستوى التعليمي العالي بنسبة 25.4 في املائة، والعازبات بنسبة 30.1 في املائة. وفـــــي الــــســــيــــاق، تــــقــــول املـــــديـــــرة الـــعـــامـــة لـجـمـعـيـة «الــتــحــدي لـلـمـسـاواة واملــواطــنــة» بـشـرى عـبـده إن املشروع الجديد، الذي أطلق الثالثاء املاضي بدعم مـن املـركـز الـدنـمـاركـي للبحوث واملـعـلـومـات حول النوع االجتماعي واملساواة والتنوع، يمثل مبادرة هـادفـة إضافية تسعى إلــى الـتـجـاوب مـع ضــرورة تـفـعـيـل مـخـتـلـف الــتــدخــالت الـفـاعـلـة فـــي مـواجـهـة العنف الرقمي، الفتة إلى أن البدايات األولى ملشروع وقـــف الــعــنــف الــرقــمــي كــانــت عـــام 2019 مـــن خــالل التطبيق اإللـكـتـرونـي «ســطــوب الـعـنـف الـرقـمـي». والــــيــــوم، أطـــلـــق بــحــلــة جـــديـــدة وفـــئـــات مـسـتـهـدفـة جــديــدة وأنــشــطــة أخــــرى، مــن أجـــل تـحـسـني جــودة العمل مع الضحايا ووضع استراتيجية ملحاربة هــــذا الـــنـــوع مـــن الــعــنــف، والــتــوعــيــة والـتـحـسـيـس عبر مواقع التواصل االجتماعي. وتوضح عبده فـــي حــديــثــهــا لــــ«الـــعـــربـــي الـــجـــديـــد» أن الـتـطـبـيـق اإللـــكـــتـــرونـــي ســـيـــطـــور بــشــكــل يـــســـاهـــم بــســهــولــة فـــي دخـــــول الــضــحــايــا مـــن أجــــل وضــــع شــكــواهــن ومــعــالــجــتــهــا مــــن قـــبـــل مــــســــاعــــدات اجــتــمــاعــيــات ومتخصصني نفسيني ومحامني، وتقديم الدعم النفسي والقانوني لهن، مشيرة إلى أن جمعيتها تواصل من خالل مشروع «سطوب العنف الرقمي» تسليط الضور على خطورة «العنف البشع»، كما أنـــه «غــــول» يمكن أن يلتهم الـنـسـاء فــي أي وقــت.
وتقول إن ضحايا العنف اإللكتروني يعانني من آالم استثنائية، ويعشن رعبا في مواجهة التشهير عبر وسائل التواصل االجتماعي، باإلضافة إلى عــــدم قــدرتــهــن عــلــى اإلفـــصـــاح أو اإلبـــــالغ عــنــه من جـهـة أخــــرى. يضيف أن غالبية الـنـسـاء املعنفات عبر املنصات الرقمية ال يبلغن خوفا من أن تصل الفضيحة إلى املحيط أو العائلة أو الزوج في حال كانت الضحية متزوجة. كما يتعرضن لتأثيرات نفسية خطيرة كالخوف وتأنيب الضمير وجلد الـــــذات واالضـــطـــرابـــات الـنـفـسـيـة الــتــي تــصــل بهن إلى التفكير في االنتحار». وكانت دراسة ميدانية ســـابـــقـــة، أجـــرتـــهـــا جــمــعــيــة «الـــتـــحـــدي لــلــمــســاواة واملواطنة» عام ،2019 قد كشفت أن ما يقارب 87 في املائة من املعنفات أعربن عن رغبتهن في االنتحار. وكشف التقرير أن العنف السيبراني القائم على الـنـوع االجـتـمـاعـي يعد أكـثـر خـطـورة على جميع الوجهات األخرى (الصحة، االقتصاد). بني عامي 2015 ،2020و زادت نسبة النساء اللواتي يبلغن مـــن الـعـمـر 5 ســـنـــوات ومـــا فـــوق والـــلـــواتـــي لديهن هاتفا محموال من 92.2 في املائة إلى 94.9 املائة. وبالنسبة للرجال، ارتفعت هـذه النسبة من 95.5 في املائة إلى 96.4 في املائة خالل الفترة نفسها. وفي وقت يشير التقرير إلى أن العنف السيبراني
يمكن أن يـكـون انـتـهـاكـا لخصوصية األشـخـاص أو إرسال الرسائل الجنسية أو التشهير أو سرقة الهوية أو سرقة البيانات بغرض االبــتــزاز، تقول عبده إن طموح الجمعية هو تقوية ميدانية لدور املجتمع املـدنـي فـي معالجة املــوضــوع. أو إرســال الـرسـائـل الجنسية أو التشهير أو سـرقـة الهوية أو سرقة البيانات بغرض االبتزاز، تقول عبده إن طموح الجمعية هو تقوية ميدانية لدور املجتمع املدني في معالجة املوضوع.