حقل تجارب لوزراء
الشخصية لـلـوزيـر املـعـنـي أو مــن هــم حـولـه، وال تتعداها إلى أفكار أكثر شمولية ملواكبة الـــتـــطـــورات الــعــاملــيــة فـــي الـتـعـلـيـم وأهــــدافــــه». وتـــوضـــح أن «االبـــتـــعـــاد عـــن االبــتــكــار يرتبط باتخاذ قـــرارات سريعة، واستبعاد مراجعة الدراسات والبحوث السابقة من أجل اإلفادة مــن نـتـائـجـهـا وتـوظـيـفـهـا بـأكـبـر قـــدر ممكن، علمًا أن هذه الدراسات والبحوث منشورة في مجات علمية موثوقة وليست مستنسخة، وتراعي واقع التعليم في الباد». وحـــــــــول رؤيـــــــــة وزارة الــــتــــربــــيــــة والـــتـــعـــلـــيـــم وتـوجـهـهـا إلـــى جـعـل امـتـحـانـات التوجيهي على مـــدار سنتن بـــدال مــن عــام واحـــد، تقول القدومي: «سنة أو سنتان، فصل أو فصان، هــذه مقترحات وتـوجـهـات متكررة أصبحت لعبة وزارة التربية والتعليم في كل عــام، أو ربما أكثر قليا، أمـا إصــاح التعليم فيحتم االهـــتـــمـــام بـــمـــدخـــات الــتــعــلــيــم فـــي املـــدرســـة، ولــيــس بـشـكـل االمــتــحــانــات فــقــط، وذلــــك بــدءًا مـــن صـــفـــوف ريـــــاض األطـــفـــال وحـــتـــى انـتـهـاء الــجــامــعــات، فـالـعـمـلـيـة الـتـعـلـيـمـيـة مستمرة ومتطورة، ويجب أال تتوقف». تضيف: «يجب إصـــاح التعليم وتــطــويــره مــن خـــال تـعـاون جـــمـــيـــع املــــؤســــســــات فــــي الــــوطــــن واملـــجـــتـــمـــع، وتضمن برامج اإلصــاح في خطط التنمية بجميع أشـكـالـهـا ومستوياتها ومـحـتـواهـا، بما يضمن النهوض باملجتمع والسير نحو األمــــــام، ومــعــالــجــة مــشــاكــل الــبــطــالــة وتــراجــع مــســتــويــات األداء، والـــوقـــوع فـــي فـــخ الـفـسـاد الـذي ال يخفى على أحد انتشاره، وخضوعه لــنــزعــتــي األنـــــا واألنــــانــــيــــة، مـــا يــعــيــق الـعـمـل الـجـمـاعـي وروح الــفــريــق». وتــشــدد الـقـدومـي عـــلـــى أهـــمـــيـــة أن «تــــكــــون الـــــقـــــرارات املـتـعـلـقـة بـامـتـحـانـات الـتـوجـيـهـي حكيمة ومــدروســة، فــالــثــانــويــة الـــعـــامـــة نـــتـــاج طــبــيــعــي لــســنــوات الدراسة الطويلة التي تمتد أكثر من 13 سنة، ويعول عليها التاميذ وأسـرهـم. وكـي نكون مـــوضـــوعـــيـــن، يـــجـــب أن نـــقـــيـــم خـــطـــوة جـعـل الــثــانــويــة الــعــامــة ملـــدة سـنـتـن بــــدال مـــن سنة واحــــــدة، مـــن خــــال إجـــــراء دراســــــات مـيـدانـيـة لألبعاد تشمل عينات من التاميذ واملعلمن وأولــــيــــاء األمـــــــور، وطــبــعــا املــجــتــمــع املــحــلــي، وعـــــــرض نـــتـــائـــج الـــــــدراســـــــات فـــــي مـــؤتـــمـــرات ونــــدوات تناقش النتائج املـــرصـــودة، وتأخذ الــعــبــر». وتــــرى الــقــدومــي أن «وزارة الـتـربـيـة والتعليم تحاول إعادة النظر بآلية االمتحان، وهـــذا أمــر جـيـد، لكنه يحتاج إلــى وقــت وإلـى تحديد الوزارة خطة التنفيذ، وليس االكتفاء فقط بالحديث والعمل بوتيرة سريعة لتغيير االمـتـحـانـات، فـاإلعـانـات الكثيرة والبهرجة تــؤثــر سـلـبـًا فـــي الــتــامــيــذ واألهــــــل». وتعتبر أيضًا أن «التغيير أمر جيد ومطلوب، ففي عام ،2023 يجب أال تبقى االخـتـبـارات كما كانت
يرى خبراء تربويون في األردن أن «هناك حاجة متكاملة لتطوير العملية التعليمية والتربوية، فالمشكلة ال تكمن في التوجيهي فحسب، بل في العملية كلها، إذ أصبحت عبارة عن حقل تجارب لكل مسؤول يتولى حقيبة وزارة التربية والتعليم، بغض النظر عما إذا أسفرت هذه التجارب عن نتائج إيجابية أو سلبية للجسم التعليمي والتالميذ واألهل». عام ،1970 ويجب أن يحصل التغيير تدريجًا ومــن املــيــدان الـتـربـوي نفسه مـن أجــل ضمان أكبر قدر من املوضوعية، فاالستعجال قد ال يجلب بــالــضــرورة نـتـائـج جـيـدة فــي التربية والـتـعـلـيـم الــتــي ال تـمـكـن مـعـالـجـة مشاكلها بعملية جراحية طارئة، بل بدراسات متأنية تستند إلـــى الـعـلـم واملــعــرفــة، وتــحــديــد هـدف تحقيق نتائج أكثر جدوى». بــــدوره، يتحدث منسق حملة «ذبحتونا» الـــوطـــنـــيـــة مــــن أجـــــل حـــقـــوق الــــطــــاب فــاخــر دعـــــاس، لـــ«الــعــربــي الـــجـــديـــد»، عـــن أن قـــرار إجــــــراء امـــتـــحـــانـــات الـــثـــانـــويـــة الـــعـــامـــة على ســـنـــتـــن مـــســـتـــعـــجـــل، ويــــرتــــبــــط بــتــطــبــيــق تـوجـهـات االستراتيجية الوطنية لتنمية املـــــــوارد الــبــشــريــة الـــتـــي حـــــددت عــــام 2025 موعدًا نهائيًا لتنفيذ توجهاتها». يضيف: «كــــان يــفــتــرض أن تــؤســس وزارة الـتـربـيـة
االمتحان الجديد سيكون بواسطة الحاسوب بدًال عن األسلوب الحالي
والتعليم أليــة إصــاحــات جـذريـة فـي ملف الـثـانـويـة الــعــامــة، فـامـتـحـانـات التوجيهي هـي املـخـرج ومحصلة العملية التعليمية كــــلــــهــــا، لــــــــذا يــــجــــب أن يـــــبـــــدأ أي إصــــــاح لـلـتـوجـيـهـي بــمــرحــلــة ريـــــاض األطــــفــــال، ثم الصفوف األساسية وصــوال إلـى الصفوف الـــثـــانـــويـــة، لــكــن الـــــــوزارة اخـــتـــارت الــطــريــق األســهــل بـــدال مــن الـعـمـل إلنــهــاض العملية الـتـعـلـيـمـيـة عــلــى صــعــيــد الــبــنــيــة الـتـحـتـيـة والـخـدمـات اللوجستية، وتـدريـب وتطوير املــعــلــمــن، ووقـــــف الــعــمــل بــنــظــام الـفـتـرتـن وأمـــــور أســاســيــة أخــــــرى». ويـعـتـبــر دعـــاس أن «مـشـروع تطوير التوجيهي جيد حتى إذا استنسخ بـرامـج دولـيـة، لكن إشكاليته تـتـمـثـل فـــي الــحــاجــة إلــــى خـــطـــوات مسبقة لتطوير العملية التعليمية كلها، وتدريب املـــعـــلـــمـــن، ومــــنــــح الـــتـــامـــيـــذ الـــــقـــــدرة عـلـى الـتـعـاطـي مـــع هـــذا الــنــظــام، وهـــو أمـــر شبه مستحيل في ظل تضمن غرف صفوف بن 50 و06 تــلــمــيــذًا. ونــحــن نــطــالــب الـحـكـومـة ووزارة التربية والتعليم بوقف العمل بهذا املـشـروع أو تجميد تنفيذه خمس سنوات إلطــــــاق عــمــلــيــة تـــطـــويـــر شـــامـــلـــة لـلـعـمـلـيـة الـتـعـلـيـمـيـة، ثـــم تـقـيـيـم الـــتـــطـــور لــلــبــدء في إصاح امتحانات التوجيهي».