صربيا ترسل جيشها إلى حدود كوسوفو
الجماعي: البعض ال يزال يثق بالقضاء رغم االختالالت
المرزوقي: هذه المحاكمات سياسية والملف أثارته السلطة الـــجـــمـــهـــوري عــــصــــام الــــشــــابــــي، لــــ «الـــعـــربـــي الجديد»، أنه «بصدد لقاء موكله أسبوعيًا، وعندما يحاول رفع معنوياته ومنحه األمل يجد أن الشابي هو الذي يبعث له بشحنات إيجابية وأن معنوياته عالية جــدًا»، مؤكدًا أن «ظــروف اإلقامة مقبولة والشابي يعامل باحترام». وبني أن «هذا ال يعني عدم وجود
بعض التضييقات، خصوصًا في الكتب التي ترسل ملوكله، حيث عادة ما يتم االستشارة حولها في اإلدارة العامة بتونس العاصمة لالطالع عليها وإبــداء الـرأي حولها». ولفت إلى أن «الثقة بالعدالة مهتزة قليال بالنسبة للمساجني بسبب اإلجـــراءات التي حصلت، وألنه ال جديد في امللف، حيث ال تزال مجرد شبهات وال أدلة قاطعة تدين عصام الشابي فـي شـــيء». وبـــني أنــه «مـضـى أكـثـر مـن ثالثة أشهر على سجن الشابي وبقية املعتقلني، لكن املسجون ال يملك سـوى األمـل بمغادرة الـــســـجـــن والـــثـــقـــة بـــالـــنـــفـــس وبــالــتــونــســيــني املدافعني عن املسار الديمقراطي». أمـــــــا عــــضــــو هـــيـــئـــة الــــــدفــــــاع عـــــن املــعــتــقــلــني الــســيــاســيــني املــحــامــي كــريــم املــــرزوقــــي، فقد قـــــال فــــي تـــصـــريـــح لــــ«الـــعـــربـــي الـــجـــديـــد» إن «فــــريــــق الـــــدفـــــاع بـــصـــدد تــنــســيــق الـــــزيـــــارات بشكل يومي إلى املساجني لضمان التواصل الــــدائــــم مـــعـــهـــم»، مــبــيــنــًا أن «اإليــــجــــابــــي فـي األمـــر أن معنوياتهم جميعًا مرتفعة ألنهم مــســاجــني ســيــاســيــون، وقــــد دخـــلـــوا الـسـجـن ليس الرتكابهم جريمة أو أفعاال جرمية بل ملـمـارسـتـهـم حـريـاتـهـم كـمـعـارضـني مــن أجـل حرية الرأي والتعبير ونقد السلطة، وكانوا أصواتًا مزعجة لها، وهذا سبب وجودهم في السجن»، مضيفًا أن «ارتفاع املعنويات يأتي ألنهم يدفعون ضريبة الكلمة». ولفت إلى أنه «في ما يتعلق بمسار العدالة، فهم يعلمون، وهيئة الـدفـاع أيضًا صرحت بـذلـك، أن هذه املحاكمات سياسية واملـلـف أثـارتـه السلطة الـــســـيـــاســـيـــة، خـــصـــوصـــًا بـــعـــد تـــصـــريـــحـــات رئـــيـــس الــجــمــهــوريــة (قـــيـــس ســـعـــيـــد)، الـــذي تـدخـل مباشرة فـي سير املـلـف، وتـحـدث عن املعتقلني كـونـهـم إرهــابــيــني، وهـــدد بـــأن من يبرئهم شريك لهم، وبالتالي جل ضمانات املـحـاكـمـة الــعــادلــة غـيـر مــتــوفــرة، والـقـاضـي املـــتـــعـــهـــد بــــاملــــلــــف حــــســــب تــــقــــديــــرهــــم يــنــفــذ تعليمات السلطة السياسية». وتابع أنه رغم كـــون املــحــاكــمــات سـيـاسـيـة لـكـن الـــرهـــان هو في خوضها بالطرق القانونية والقضائية املـتـوفـرة، وهــو مـا يعمل عليه فريق الـدفـاع، مؤكدًا أنهم سبق أن تقدموا بمطلب إفراج في شهر مارس/ آذار املاضي، وتم رفضه من قبل قاضي التحقيق، وكان ذلك متوقعًا ألنه في النهاية ال يملك قرارًا، وتقدموا أيضًا بمطلب لكشف محجوبي الهوية في هـذا امللف وتم رفض ذلك، مشيرًا إلى أن آخر التطورات هي تصريح ملحامي الشاكي والــذي جـاء فيه أن موكله لـم يـقـدم شـهـادة بـل قــدم شكاية ضد عدد من الشخصيات، ما يبني أن هناك فبركة لـلـمـلـف ومـــحـــاولـــة لـتـلـفـيـق الــتــهــم عــلــى حد تعبيره. وبـني «أنهم تقدموا بمطلب لسماع مـحـجـوبـي الــهــويــة ورجــــل األعـــمـــال املــذكــور فـي امللف إلبـــراز الحقيقة، كما أنهم تقدموا بشكاية ضد وزيــرة العدل لشبهات تدليس حـيـث وجـــدت تـــواريـــخ مـتـضـاربـة وتشطيب لبعض األرقام». وأفاد بأن «الجانب الصحي للبعض أثير في البداية ألن هناك معتقلني لديهم ظــروف خـاصـة، وتــم الضغط لتوفير الحد األدنــى من املستلزمات الصحية، وقد اســتــجــابــت إدارة الــســجــن لـــذلـــك وحـــالـــيـــًا ال توجد إشكاليات فـي هــذا الـصـدد حيث يتم تمكينهم من األدوية والعالج». وقــــال املــحــامــي صــابــر الــعــبــيــدي، لــ«الـعـربـي الجديد»، إن «املساجني سياسيون وامللفات فـــارغـــة، وبــالــتــالــي هــم لـديـهـم ثـقـة بأنفسهم وبـــــالـــــعـــــدالـــــة وبــــمــــحــــامــــيــــهــــم وبـــقـــضـــيـــتـــهـــم وعـــائـــالتـــهـــم املــــســــانــــدة لــــهــــم»، مـــوضـــحـــًا أن «هــــذه املــســائــل تــرفــع املــعــنــويــات وتجعلهم صــــامــــديــــن». وبــــــني أن «عـــــائـــــالت املـعـتـقـلـني الــســيــاســيــني هــــي الـــتـــي تـــعـــانـــي فــــي الـتـنـقـل لـلـزيـارة وفــي جلب القفة (الـسـلـة)؛ أي األكـل للمساجني، وخاصة من لديه أوالد». عـــــــــاد الـــــتـــــوتـــــر مـــــــجـــــــددًا بـــــــني صـــربـــيـــا وكـــوســـوفـــو، أمــــس الــجــمــعــة، مـــع وضــع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، جــيــش الـــبـــالد فـــي حـــالـــة تـــأهـــب قـتـالـي قـــصـــوى، آمـــــرًا وحــــداتــــه بـــاالقـــتـــراب من الحدود مع كوسوفو، وهو ما أكده وزير الـدفـاع الصربي ميلوش فوسيفيتش، مــعــتــبــرًا فــــي حــــديــــث تـــلـــفـــزيـــونـــي: «مـــن الـواضـح أن هناك إرهـابـًا ضـد املجتمع الصربي في كوسوفو». وتداولت مواقع التواصل االجتماعي أشرطة فيديو عن نقل الجيش الصربي منظومة صواريخ «بانتسير» إلــى الـحـدود مـع كوسوفو. وجــاءت التطورات األخيرة في بلغراد، بــعــد اشــتــبــاك مــجــمــوعــات صــغــيــرة من الصرب في شمال كوسوفو، أمــس، مع الشرطة أثناء محاولتهم إغالق مداخل مـقـار مـجـالـس محلية، ملـنـع املـسـؤولـني املــنــتــخــبــني حــديــثــًا مـــن دخـــولـــهـــا، وفــق وســــائــــل إعـــــــالم مـــحـــلـــيـــة. فــــي زفـــيـــكـــان، عرض موقع «كوسوفو أونالين» صورًا الشـــتـــبـــاكـــات مــــع الـــشـــرطـــة أمــــــام مـبـنـى حكومي، بينما أغـلـق الـصـرب الساحة الرئيسية في ليبوسافيتش بالسيارات والــــشــــاحــــنــــات. وشـــغـــل الــــصــــرب أيــضــًا صـــافـــرات اإلنــــــذار فـــي أربـــعـــة تـجـمـعـات سـكـانـيــة، مـنـهـا الـتـجـمـع الــرئـيــســي في بـلـدة ميتروفيتسا، فـي دعـــوة للتجمع وإشــــــارة تــحــذيــر. وفــــي مــقــاطــع فـيـديـو مختلفة نشرت على اإلنترنت، كـان من املمكن أيضًا سماع طلقات نارية ودوي قنابل. ودمرت سيارة شرطة واحدة على األقل خالل االضطرابات، وفقًا لوسائل اإلعـالم املحلية. وأطلقت الشرطة الغاز املــســيــل لـــلـــدمـــوع، واشــتــعــلــت الـــنـــار في سـيـارات عــدة. وأصـيــب 4 أشـخـاص في االشتباكات، بحسب وكالة «تانجوغ» املــحــلــيــة، مــشــيــرة إلــــى أن آلـــيـــات تـابـعـة لقوات األطلسي، وصلت في وسط قرية زفـيـكـان. وردًا على االشـتـبـاكـات، صرح الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، فـــــي بــــيــــان مـــكـــتـــوب نـــقـــلـــه الـــتـــلـــفـــزيـــون الــــرســــمــــي، بــــأنــــه وضــــــع الـــجـــيـــش «فـــي حالة تأهب قـصـوى»، وأنــه أمـر بتحرك «عاجل» للقوات الصربية على الحدود مـــع كـــوســـوفـــو. وأفـــــــادت وســـائـــل إعـــالم صربية بأنه بسبب «العنف» ضد صرب كــوســوفــو، طــالــب فـوتـشـيـتـش بحماية قـــــوات، بــقــيــادة حـلـف شــمــال األطـلـسـي، مـــتـــمـــركـــزة فــــي كـــوســـوفـــو، الــــصــــرب مـن شــــرطــــة كــــوســــوفــــو. واعــــتــــرفــــت شـــرطـــة كـوسـوفـو بــزيــادة انـتـشـارهـا فـي شمال الـــبـــالد، حـيـث مـعـقـل األقــلــيــة الـصـربـيـة، لكنها بررته بـ«مساعدة رؤساء بلديات زفيكان وليبوسافيتش وزوبني بوتوك الـــشـــمـــالـــيـــة، عـــلـــى مـــمـــارســـة حــقــهــم فـي العمل باملناصب الرسمية». ومنع رؤساء البلديات الجدد من دخول مـــبـــانـــي الـــبـــلـــديـــات. وقـــاطـــعـــت األقــلــيــة الـــصـــربـــيـــة فــــي كـــوســـوفـــو االنـــتـــخـــابـــات املحلية فـي الشمال فـي إبـريـل/ نيسان املـــــاضـــــي، مـــمـــا ســـمـــح لــــألــــبــــان، الـــذيـــن يـــشـــكـــلـــون غـــالـــبـــيـــة ســــكــــان كـــوســـوفـــو، بـــالـــســـيـــطـــرة عـــلـــى املــــجــــالــــس املــحــلــيــة، على الـرغـم مـن إقـبـال 3.5 فـي املـائـة من الناخبني فقط على صناديق االقـتـراع. وأيدت بلغراد املقاطعة، ودفعت باتجاه تشكيل «رابـــطـــة لـلـبـلـديـات الـصـربـيـة»، وهــــي شــكــل مـــن أشـــكـــال الــحــكــم الـــذاتـــي لــأقــلــيــة الــصــربــيــة فـــي كـــوســـوفـــو. ولــم تعترف بلغراد باستقالل بريشتينا في عــام ،2008 وتـخـوض معها مفاوضات عــســيــرة، بـــإشـــراف االتـــحـــاد األوروبــــــي، تعثرت مـرارًا على خلفية خالفات عدة، آخـــرهـــا بـسـبـب تـسـجـيـل الـــســـيـــارات في العام املاضي.