مخاوف من ركود ألماني أكبر
لــــطــــاملــــا كـــــانـــــت أملــــانــــيــــا املــــحــــرك االقـــــتـــــصـــــادي ألوروبــــــــــــا لـــعـــقـــود مــن الـــزمـــن، حـتـى حــن اجـتـاحـت املــنــطــقــة أزمـــــة تــلــو األخـــــــرى. لــكــن يـــبـــدو أن مـــرونـــة أكـــبـــر اقــتــصــاد فـــي الـــقـــارة الــعــجــوز آخـذة في االنهيار، بعدما دخلت أملانيا في حالة ركــود خـال فصل الشتاء، مما يشير إلى وجـود خطر على القارة بأكملها، وفقًا لـوكـالـة «بـلـومـبـيـرغ». فقد انخفض الناتج املحلي اإلجمالي ألملانيا ربعن متتالين، مــــن أكــــتــــوبــــر/ تـــشـــريـــن األول 2022 حـتـى ديسمبر/ كانون األول 0.5ـ( في املائة)، ومن يــنــايــر/ كـــانـــون الــثــانــي حـتـى مـــــارس/ آذار ،)0.3-( 2023 وفقًا لتقديرات خبراء املكتب الـــفـــيـــدرالـــي األملــــانــــي لـــإحـــصـــاء املـــنـــشـــورة الـخـمـيـس. وهــــذا يـعـنـي أن االقــتــصــاد دخـل
مرحلة الركود التقني. وأصبحت املؤشرات الـرئـيـسـيـة لـاقـتـصـاد األملـــانـــي تــنــذر بـأزمـة أطـــول وأكـثـر عمقًا، بما يـعـود لـعـدة عوامل تـــأثـــرت بــهــا قـــطـــاعـــات شــكــلــت عــلــى الـــــدوام رافـــــعـــــة لــــاقــــتــــصــــاد. فـــــي الــــســــيــــاق، أبــــــرزت صحيفة «بيلد» أرقامًا اعتبرتها «مخيفة». فـقـد شــهــدت الــشــركــات تــراجــعــات الفــتــة في الــطــلــبــات فـــي شــهــر مــــــارس/ آذار املــاضــي بنسبة 10.7 في املائة قياسًا بنهاية الربع السابق. وكمثال على ذلك، فإن قطاع إنتاج الــســيــارات صـنـع 321 ألـــف ســيــارة فـقـط في إبـــريـــل/ نــيــســان، أي أقــــل 26 فـــي املـــائـــة من مــــارس ،2023 وبــحــوالــي 24 فـــي املـــائـــة عن إبريل .2022 أمـا قطاع صناعة البناء الذي يمثل حوالي 6 في املائة من إجمالي الناتج االقتصادي فقد انحسر 40 في املائة خال مـــارس، وال يـــزال االتــجــاه آخـــذًا فــي الــنــزول. وبسبب التضخم املستمر الــذي سجل 7.2
فـــي املـــائـــة فـــي إبـــريـــل الـــفـــائـــت، أنــفــق األملــــان أمــــواال أقــل على الـطـعـام واملــابــس واألثـــاث مما كان عليه الوضع في نهاية عام ،2022 وانكمش االستهاك 1.2 في املائة. فـــي املـــقـــابـــل، أصــبــحــت الـــشـــركـــات األملــانــيــة تـفـضـل االســتــثــمــار فـــي الـــخـــارج، مـــا يعني هجرة جـزء من رأس املـال الوطني. وتشير البيانات إلى أن 32 في املائة من الشركات التي تستثمر في الخارج بررت هذه الخطوة بتوفير التكاليف، وهي أكبر نسبة تشهدها الباد منذ أكثر من 15 عامًا، حسبما أعلنت «غرفة الصناعة والتجارة األملانية». وتوقع كـبـيـر االقــتــصــاديــن فـــي «كـــومـــيـــرس بـنـك» يـورغ كرامر في تصريح للصحيفة عينها أن ينكمش االقتصاد األملاني مرة أخرى في النصف الثاني من هـذا الـعـام، لكن الركود لــــن يـــكـــون عــمــيــقــا بــســبــب نـــقـــص الــعــمــالــة، بـــحـــســـب رأيـــــــــه. أمــــــا مـــــارتـــــن بـــــرودرمـــــولـــــر، الرئيس التنفيذي لشركة ،BASF SE فقال لبلومبيرغ: «لقد كنا سـاذجـن فـي اعتبار أن كل شـيء يبدو جيدًا. هـذه املشاكل التي نـواجـهـهـا فــي أملـانـيـا تـتـراكـم. أمـامـنـا فترة مــن الـتـغـيـيـر. ال أعـــرف مــا إذا كـــان الجميع يدركون ذلك». وبينما أظهرت برلن موهبة فــــي الـــتـــغـــلـــب عـــلـــى األزمـــــــــات فــــي املــــاضــــي، فـــإن الـــســـؤال املـــطـــروح اآلن هـــو مـــا إذا كـان بـإمـكـانـهـا اتـــبـــاع اسـتـراتـيـجـيـة مـسـتـدامـة. يبدو االحتمال بعيدًا. وتشرح «بلومبيرغ» ان ائــتــاف املـسـتـشـار أوالف شـولـز املـؤقـت عاد إلى االقتتال الداخلي حول كل شيء من الــديــون واإلنــفــاق بمجرد أن خفت مخاطر نقص الطاقة. ويـرى اقتصاديون أن النمو األملاني سيتخلف عن بقية املنطقة لسنوات قـــادمـــة، ويـــقـــدر صـــنـــدوق الــنــقــد الـــدولـــي أن أملانيا ستكون أسوأ اقتصاد في مجموعة السبع هذا العام.