الصين تصّعد حراكها قرب تايوان
صعدت الصين حراكها الميداني قرب جزيرة تايوان أخيرًا، خصوصًا بعد إرسال 3 سفن، من بينها حاملة الطائرات «شاندونغ» لعبور مضيق تايوان، الفاصل بين الجانبين
عبرت ثاث سفن صينية، من بينها حاملة الــــطــــائــــرات «شـــــانـــــدونـــــغ» مـــضـــيـــق تــــايــــوان، أمـــس الـسـبـت، عـلـى مــا أعـلـنـت وزارة الـدفـاع الــتــايــوانــيــة. وأضـــافـــت الــــــوزارة فـــي بــيــان أن «أســــطــــوال تــابــعــا لـــســـاح الــبــحــريــة بجيش الــــتــــحــــريــــر الـــشـــعـــبـــي (الــــجــــيــــش الـــصـــيـــنـــي) مـــن ثــــاث ســـفـــن، تــتــقــدمــه حــامــلــة الــطــائــرات شــــانــــدونــــغ، عـــبـــر مــضــيــق تـــــايـــــوان، وتـــوجـــه األسـطـول إلــى الـغـرب مـن الخط األوســـط، ثم شماال»، في إشارة إلى الحدود غير الرسمية في منتصف املضيق. وأكدت الوزارة أن القوات املسلحة التايوانية «راقبت الوضع وكلفت دورية جوية مدنية مؤلفة مــن طــائــرات وسـفـن تابعة للبحرية ومـــنـــظـــومـــات صـــــواريـــــخ بــــريــــة، الـــــــرد عـلـى تـلـك األنــشــطــة». كـمـا لـفـتـت الــــــوزارة إلـــى أن ثماني طـائـرات مقاتلة صينية عبرت خط املنتصف باملضيق خال األربع والعشرين سـاعـة املـاضـيـة، وهــو أمــر تفعله الـطـائـرات الحربية الصينية بصورة دوريــة منذ بدء املناورات الحربية في أغسطس/آب املاضي، عـلـى خلفية زيــــارة رئـيـسـة مجلس الــنــواب األمــيــركــي الــســابــقــة، نـانـسـي بـيـلـوسـي إلـى تايبيه. ورصـــدت وزارة الــدفــاع التايوانية عـبـور 33 طـائـرة حربية و01 سفن صينية املــــضــــيــــق فـــــي الـــــســـــاعـــــات الـــــــــــ42 األخـــــيـــــرة. والــخــمــيــس املــــاضــــي، انـــتـــشـــرت 11 سفينة صينية بالقرب من بحر تايوان. واألربــــعــــاء املــــاضــــي، أعــلــنــت وزارة الـــدفـــاع الــتــايــوانــيــة، أن ســـت طـــائـــرات وأربـــــع سفن حـربـيـة صينية اقـتـربـت مــن الــجــزيــرة. كما أفاد الجيش التايواني في حينه، بأن طائرة حربية مـضـادة للغواصات مـن طــراز «واي »8 وطـــائـــرة اخــتــبــار رادار، دخــلــتــا منطقة الدفاع الجوي التايوانية في جنوب غربي الــجــزيــرة. ووفــقــا لـبـيـان الـجـيـش: «ســارعــت الـــطـــائـــرات الــحــربــيــة الـــتـــايـــوانـــيـــة بـتـحـديـد الهدف الجوي وأصدرت تايبيه التحذيرات للطائرات الصينية». وفيما تراقب تايوان باستمرار تواجد سفن حربية صينية وتصدر بيانات بشكل شبه يـومـي، فــإن عـبـور «شــانــدونــغ»، الـتـي دخلت الــخــدمــة فــي عـــام ،2019 فــي املـضـيـق الـبـالـغ عرضه 180 كيلومترًا والذي يفصل الجزيرة عــــن آســـيـــا الــــقــــاريــــة، غـــيـــر عـــــــادي. وشـــاركـــت «شـــــانـــــدونـــــغ» فــــي الــــتــــدريــــبــــات الــعــســكــريــة الــصــيــنــيــة حـــــول تـــــايـــــوان الـــشـــهـــر املــــاضــــي، وعـــمـــلـــت فــــي غــــــرب املـــحـــيـــط الــــــهــــــادئ. وفـــي مـــارس/آذار ،2022 أبحرت «شاندونغ» عبر مضيق تايوان قبل ساعات من محادثات بن الرئيسن الصيني شي جن بينغ واألميركي جو بايدن. ولم تعلق وزارة الدفاع الصينية وال الـــــقـــــوات املـــســـلـــحـــة عـــلـــى عــمــلــيــة إبـــحـــار «شـــانـــدونـــغ»، أمــــس الــســبــت، عــلــى قـنـواتـهـا الرسمية بوسائل التواصل االجتماعي. واستعراض القوة الصيني، هو األحدث من نوعه، بعد أكثر من شهر على إطاق الصن مــــنــــاورات جـــويـــة وبـــحـــريـــة حــــول الـــجـــزيـــرة.
وشــمــلــت تــلــك املـــــنـــــاورات، الـــتـــي أجـــريـــت في إبــــريــــل/نــــيــــســــان املــــــاضــــــي، مــــحــــاكــــاة بــكــن لــضــربـات مستهدفة عـلـى تـايـبـيـه وتطويق الجزيرة، بما في ذلـك «إغاقها»، فضا عن إجـــــراء تـــدريـــب لــعــشــرات الـــطـــائـــرات بـغـرض «محاصرة تايوان جوًا». وجـــــاءت املــــنــــاورات الــحــربــيــة فـــي حـيـنـه ردًا عـلـى لــقــاء رئـيـسـة تـــايـــوان، تــســاي إنـــغ ويــن، مــع رئــيــس مـجـلـس الـــنـــواب األمــيــركــي كيفن مكارثي في والية كاليفورنيا األميركية. وهو لــقــاء حــــذرت بـكـن مــن أنـــه سيثير إجــــراءات مــضــادة قــويــة. وكــانــت الـرئـيـسـة الـتـايـوانـيـة قد تعهدت األسبوع املاضي، بالحفاظ على الــــســــام واالســــتــــقــــرار عـــلـــى جـــانـــبـــي مـضـيـق تايوان في مواجهة تهديدات بكن، مشددة عــلــى أن «الـــحـــرب لـيـسـت خــــيــــارًا». وأشـــــارت إلــى أنــه «ال يمكن ألي طــرف تغيير الوضع القائم من جانب واحد بطريقة غير سلمية»، مضيفة: «لـن نكون استفزازين أو عدائين ولن نتراجع بالتأكيد تحت الضغط». وتــســتــعــد تــــايــــوان لــانــتــخــابــات الــرئــاســيــة املـقـبـلـة املـــقـــرر إجــــراؤهــــا فـــي يــنــايــر/كــانــون الـــثـــانـــي املـــقـــبـــل، ويـــنـــظـــر إلـــيـــهـــا عـــلـــى أنــهــا اســتــفــتــاء عــلــى مـــوقـــف تـــســـاي تـــجـــاه بـكـن. وتــولــت تـسـاي رئــاســة الــبــاد لـواليـتـن، وال يــمــكــنــهــا الـــتـــرشـــح لــــواليــــة ثـــالـــثـــة بــمــوجــب الـــدســـتـــور، وجـــــرى اخـــتـــيـــار نـــائـــب رئـيـسـهـا ولـــيـــام الي كــمــرشــح لــلــحــزب الــديــمــقــراطــي التقدمي الحاكم. وكان الي أكثر صراحة من تساي بشأن طموحات تايوان االستقالية. وأعلن في يناير املاضي، أنه يعتبر تايوان «دولـــــة ذات ســـيـــادة». وسـيـتـنـافـس الي مع رئــيــس بــلــديــة نــيــو تــايــبــيــه، هـــو يـــو إيـــه من حزب كومينتانغ املعارض، املعروف تقليديا بتأييده للتقارب مع بكن.