صواريخ أميركية بعيدة المدى إلى كييف؟
لم يعد إرسال صواريخ أميركية بعيدة المدى إلى أوكرانيا مستبعدًا، مع كشف مجلة فورين بوليسي أن لجنة مكونة من أعضاء الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، تدفع الرئيس جو بايدن إلى ذلك
كشفت مجلة فــوريــن بـولـيـسـي، مساء أول مــــــن أمـــــــس الــــســــبــــت، أن «لـــجـــنـــة هلسنكي» فــي الـكـونـغـرس األمـيـركـي، حـثـت إدارة الــرئــيــس جـــو بـــايـــدن على إرسال أسلحة بعيدة املدى إلى كييف، وذلـك بعد أيـام قليلة من املوافقة على تقديم طائرات «أف »16 األميركية لها. وأكدت املجلة أنها حصلت على نسخة مـــن رســـالـــة وجـهـتـهـا الـلـجـنـة، املـكـونـة مــن أعــضــاء مــن الـحـزبـن الديمقراطي والــــجــــمــــهــــوري، إلــــــى الـــبـــيـــت األبـــيـــض تـــدعـــوه لــلــمــوافــقــة عــلــى تـسـلـيـم نـظـام الصواريخ التكتيكية بعيدة املدى «إيه تي إيه سي أم أس» إلى أوكرانيا، وهي صــواريــخ بـاإلمـكـان أن تصيب أهـدافـا على مدى أكثر من 300 كيلومتر. وشــــــدد املـــوقـــعـــون عــلــى الـــرســـالـــة على أهمية دعم أوكرانيا بكل األسلحة التي تضمن لها النصر، إذ أن إيصال نظام صواريخ بعيدة املـدى سيحد من قدرة القوات الروسية على التقدم، وسيدمر األسلحة الروسية التي تسببت في قتل املدنين وتدمير البنى التحتية. وذكرت «فورين بوليسي» أن اإلدارة األميركية ال تفضل إرسال صواريخ بعيدة املدى إلى أوكرانيا حتى ال يتسبب ذلك في ضرب أهــــداف داخــــل روســـيـــا، فتشهد الـحـرب تصعيدًا نوعيا غير مضمون العواقب. وهو ما ظهر في مواقف أميركية عدة، ومنها ما أفصح عنها بايدن في ملف طـــائـــرات «أف ،»16 بــالــقــول إن نـظـيـره األوكــــــرانــــــي فـــولـــوديـــمـــيـــر زيــلــيــنــســكــي، تعهد له بعدم ضرب األراضي الروسية مـــنـــهـــا. كـــمـــا أن الـــهـــجـــمـــات األوكـــرانـــيـــة األخــــيــــرة فــــي مـــنـــاطـــق روســــيــــة، دفــعــت مـنـسـق االتـــصـــاالت االسـتـراتـيـجـيـة في مجلس األمـــن الـقـومـي األمــيــركــي جـون كـــيـــربـــي، لــلــقــول إن الــــواليــــات املــتــحــدة تـــرفـــض اســـتـــخـــدام املـــعـــدات الـعـسـكـريـة األمـيـركـيـة لــضــرب األراضـــــي الــروســيــة. وحسب «فورين بوليسي»، فإن الحديث عـــــن الـــــصـــــواريـــــخ الــــجــــديــــدة يــــأتــــي فــي سياق تكثيف االستعدادات األوكرانية لـــخـــوض الـــهـــجـــوم املــــضــــاد الــــــذي طـــال انـــتـــظـــاره، ونــقــلــت عـــن رســـالـــة أعــضــاء الكونغرس قولهم إن هزيمة أوكرانيا، أو حــتــى حـــالـــة «جـــمـــود عـــســـكـــري» في مـواجـهـة روســيــا، ستشكل كــارثــة على األمن القومي للواليات املتحدة. وأكدت رســـالـــة أعـــضـــاء «لــجــنــة هـلـسـنـكـي» أنــه بمجرد تحقق النصر األوكراني ستبقى مـــنـــظـــومـــة الـــــصـــــواريـــــخ وســـيـــلـــة لـــــردع وتقييد أي عدوان روسي في املستقبل. وتــعــرف «لجنة هلسنكي» عـن نفسها عـلـى مـوقـعـهـا بـأنـهـا «لـجـنـة حكومية أمـــيـــركـــيـــة تــعــمــل عـــلـــى تـــعـــزيـــز حــقــوق اإلنــســان واألمــــن الـعـسـكـري والـتـعـاون االقـــتـــصـــادي فـــي 57 دولــــة فـــي أوروبــــا وأوراســـــــــيـــــــــا وأمـــــيـــــركـــــا الــــشــــمــــالــــيــــة»، وتأسست في عام .1976 وجـــــــاءت رســــالــــة الـــلـــجـــنـــة، فــــي خــضــم زيــــارة أحـــد أبـــرز الــقــادة الجمهورين، الــســيــنــاتــور لــيــنــدســاي غــــراهــــام، إلــى أوكرانيا، إذ أكد أن واشنطن ستبقى في صـف كييف، وأن أي رئيس جمهوري سيستمر فــي دعـــم أوكـــرانـــيـــا. واعـتـبـر أن التمويل األميركي لأوكرانين هو «أفضل أموال أنفقناها على اإلطاق».