حل قضيتين بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
أكدت وكاالت أنباء إيرانية أمس، أن طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توصلتا إلى حّل قضيتين خالفيتين بينهما، ضمن القضايا التي أعاقت تقدم المفاوضات النووية
أكـدت وكـاالت أنباء إيرانية، أمس الثاثاء، أن طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، توصلتا إلى حل إلنهاء قضيتن خافيتن بــيــنــهــمــا خـــــال املـــبـــاحـــثـــات الــــجــــاريــــة بـن الطرفن، فيما أكد وزير الخارجية اإليراني حـسـن أمــيــر عـبـد الـلـهـيـان، فــي مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أن طريق الـدبـلـومـاسـيـة واملـــفـــاوضـــات مـسـتـمـر، وأن هـنـاك دائــمــًا تــبــادال لـلـرسـائـل واملـقـتـرحـات غير الرسمية مع األميركين عبر الوسطاء.
تسوية قضايا خالفية مع الوكالة الذرية
ونـقـلـت وكــالــة «تـسـنـيـم» اإليــرانــيــة، أمــس، عن مصدر إيراني وصفته بـ«املطلع» قوله إن املــفـاوضــات الفنية بــن إيـــران والـوكـالـة الـــدولـــيـــة لـلــطــاقـة الــــذريــــة، أفـــضـــت إلــــى حــل بــشــأن أحـــد املـــواقـــع الــثــاثــة الــتــي سـبـق أن
أعلنت الوكالة الدولية عن العثور فيها على مواد نووية، فيما بقي الخاف قائمًا بشأن موقعن آخرين. وأوضـحـت وكالة «تسنيم» أن املوقع الذي منطقة ّمريوان بمحافظة كردستان، غربي أغلق ملفه يعرف باسم موقع «آبـــادة» في إيــــــــران، مـــشـــيـــرة إلـــــى أن الـــوكـــالـــة الـــدولـــيـــة لـلـطـاقـة الـــذريـــة «ســبــق لـهـا أن زعــمــت بناء على معلومات خاطئة ومجهولة املصدر، أن إيران قامت فيه بتخصيب اليورانيوم». أمــا القضية األخـــرى التي تــم التوصل إلى حـــل بـشـأنـهـا، بـحـسـب «تـسـنـيـم»، فـهـي عن العثور على جزيئات اليورانيوم املخصب بنسبة 83.7 في املائة، حيث سبق أن أعلنت الــوكــالــة الــدولــيــة للطاقة الـــذريـــة، فــي شهر مــارس/آذار املاضي، أنها اكتشف جزيئات يــورانــيــوم مـخـصـب بــدرجــة نــقــاء 83.7 في املـــائـــة، تـقـتـرب مـــن الـــدرجـــة الـــازمـــة لصنع أســلــحــة نـــوويـــة، وذلــــك فـــي مــنــشــأة فــــوردو النووية بإيران. وأصــــدرت الـوكـالـة الـدولـيـة للطاقة الـذريـة، تقريرًا أمس، قالت فيه إنها تجري مناقشات مــع إيــــران حـــول مـنـشـأ جــزيــئــات يــورانــيــوم مـخـصـب إلـــى درجــــة نــقــاء تــصــل إلـــى 83.7 فــي املــائــة فــي مـنـشـأة فـــــوردو، وهـــي نسبة قريبة جدًا من درجة النقاء املطلوبة لصنع األســلــحــة الـــنـــوويـــة. ومــــن املـــقـــرر أن تـصـدر الــوكــالــة الــدولــيــة تــقــاريــر ربـــع ســنــويــة عن إيران خال األسبوع الحالي، قبل االجتماع الــعــادي ملجلس محافظيها املـؤلـف مـن 35 دولة األسبوع املقبل. كما وافـقـت إيــــران، بحسب «تسنيم»، على تركيب عدد من كاميرات املراقبة في منشأة نطنز النووية في أصفهان، إذ تم وضع ثلث الكاميرات في املوقع لكنها «ليست أوناين (اتـــصـــال فـــــوري عــبــر اإلنـــتـــرنـــت) وال تنقل املعلومات»، وفق وكالة «تسنيم». وكــان املدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد زار مطلع مارس املاضي طهران، حيث توجت زيارته باتفاق مع رئيس منظمة الطاقة الذرية اإليرانية، محمد إســامــي، عـلـى خـريـطـة طـريـق لحل الخافات بن الطرفن. وبعد هذا االتفاق، قامت وفــود فنية من الوكالة بـزيـارات إلى إيران فضا عن زيارات لوفود إيرانية فنية إلــى مقر الوكالة فـي العاصمة النمساوية فيينا، لبحث حل القضايا العالقة. وتستمر هذه املباحثات من دون أن يتم اإلعان حتى اآلن عــن أي مــن نـتـائـجـهـا، عـلـى الــرغــم من تفاؤل يبديه الجانب اإليراني. وتــــعــــد قــضــيــة الــتــحــقــيــقــات الـــتـــي تـجـريـهـا الوكالة الدولية للطاقة الـذريـة حـول ثاثة مـــواقـــع إيـــرانـــيـــة، كــانــت قـــد أعــلــنــت الــوكــالــة أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم املـــخـــصـــب، إحـــــدى أهــــم نـــقـــاط الـــخـــاف بن الـطـرفـن. وتـوصـل الـطـرفـان مــرات عــدة إلى تــفــاهــمــات لــحــل هــــذا املـــلـــف، لــكــن اإلخـــفـــاق ظـــل مـرافـقـًا لــهــذه الـتـفـاهـمـات فــي الـنـهـايـة، وتــــحــــولــــت قـــضـــيـــة املــــــواقــــــع الــــثــــاثــــة إلــــى
وافقت إيران على تركيب كاميرات مراقبة في منشأة نطنز العقبة الرئيسية أمـام االتفاق النهائي في املفاوضات النووية املتعثرة منذ سبتمبر/ أيلول املاضي، والرامية إلى إحياء االتفاق النووي.
طريق الدبلوماسية والمفاوضات يتواصل
وفـــــي هـــــذا اإلطـــــــــار، قـــــال وزيــــــر الـــخـــارجـــيـــة اإليــــــــرانــــــــي حــــســــن أمـــــيـــــر عــــبــــد الــــلــــهــــيــــان، لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، في مقابلة أجـرتـهـا مـعـه ونـشـرتـهـا أمـــس الــثــاثــاء، إن بــاده «أجـــرت فـي فيينا مباحثات طويلة، وكــنــا قريبن مــن االتــفــاق (إلحــيــاء االتـفـاق الـنـووي اإليــرانــي املـوقـع مـع الـــدول الكبرى والــذي انسحبت منه الـواليـات املتحدة في عــام ،2018 أو الـتـوصـل إلــى اتـفـاق جـديـد)، لــكــن الـــطـــرف اآلخــــر (فـــي إشـــــارة خصوصًا إلـــــى املـــفـــاوضـــن األمـــيـــركـــيـــن بــشــكــل غـيـر مباشر مع اإليرانين) كانوا يطلبون أكثر خــــال املـــحـــادثـــات، مـــا مــنــع تــقــدمــهــا». لكن عبد اللهيان أكــد أن «طـريـق الدبلوماسية واملـــــفـــــاوضـــــات يـــــتـــــواصـــــل»، الفــــتــــًا إلــــــى أن «أنـــريـــكـــي مــــورا (نـــائـــب مـــســـؤول الـسـيـاسـة الخارجية فـي االتـحـاد األوروبــــي، واملكلف تنسيق مــفــاوضــات فيينا إلحــيــاء االتـفـاق النووي مع إيــران)، وزميلي اإليراني (علي بــاقــري كني – كبير املـفـاوضـن اإليـرانـيـن في امللف الـنـووي)، هما على تواصل، وأنا أيضًا مع جوزيب بوريل (مفوض السياسة الــخــارجــيــة فـــي االتـــحـــاد األوروبـــــــــي)». كما أشــــار إلـــى أن «هــنــاك دائــمــًا تــبــادل رسـائـل ومــــقــــتــــرحــــات غــــيــــر رســــمــــيــــة بـــيـــنـــنـــا وبــــن األمـــيـــركـــيـــن عـــبـــر الـــوســـطـــاء فــــي املــنــطــقــة، وحتى عبر األوروبين».