موسكو تحت القصف
زيلينسكي: حّددنا تواريخ الهجوم المضاد
بوتين: الهجوم هو رد على استهدافنا االستخبارات األوكرانية
موقع «زفيزدا» الروسي: نحو 32 مسيرة شاركت في الهجوم
تحولت العاصمة الروسية موسكو، أمس الثالثاء، إلى ساحة لهجوم بالمسيرات هو األكبر من نوعه جوًا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد ساعات من إعالن أوكرانيا أنه «تم تحديد تواريخ الهجوم المضاد»
للمرة األولى منذ معركة موسكو في الحرب العاملية الثانية 1939( ـ ،)1945 ترزح العاصمة الروسية تــحــت هــجــوم جـــوي واســــع الــنــطــاق نسبيًا، أمــس الـثـاثـاء. وتمحور الهجوم بمسيرات عــــدة، أسقطتها الــدفــاعــات الــروســيــة حسب روايـــــة الـسـلـطـة هـــنـــاك. ومـــع أن الــهــجــوم هو الثاني من نوعه باتجاه موسكو، بعد هجوم ملـسـيـرتـن عـلـى الـكـرمـلـن فــي 3 مــايــو/ أيــار الحالي، إال أن حجمه الكبير أثــار تساؤالت حـــــــول عــــجــــز الــــــــــروس عـــــن صـــــــد املــــســــيــــرات. وتزامن الهجوم مع إعان الرئيس األوكراني فـولـوديـمـيـر زيلينسكي، مـسـاء االثــنــن، أنـه «تم تحديد تواريخ الهجوم املضاد». وقال الرئيس الروسي فاديمير بوتن عقب الهجوم في تصريحات صحافية إن «الدفاع الــــجــــوي فــــي مـــوســـكـــو عـــمـــل بــشــكــل صـحـيـح ملواجهة الهجمات»، مشيرًا إلى أن «الهجوم جـــــاء ردًا عـــلـــى ضــــربــــة روســــيــــة اســتــهــدفــت قــيــادة االســتــخــبــارات العسكرية األوكـرانـيـة قـبـل 3 أيـــــام». ووصــــف بــوتــن هـــذا الـهـجـوم، وغــيــره مــن الـهـجـمـات الــتــي طــاولــت مناطق روســيــة حـــدوديـــة عـلـى األغـــلـــب، بــ«املـحـاولـة إلخـافـة روسـيـا والشعب الــروســي»، معتبرًا أن «األشـــــخـــــاص الــــذيــــن يــــقــــودون أوكـــرانـــيـــا ويـــــــــدارون مــــن قـــبـــل الــــغــــرب أنــــشــــأوا مـنـطـقـة لعداء روسيا». وتطرق الرئيس الروسي إلى مصير محطة زابـوريـجـيـا للطاقة الـنـوويـة فــي جـنـوب أوكــرانــيــا، والــتــي تسيطر عليها قـــــواتـــــه، بــــالــــقــــول: «هــــنــــاك تــــهــــديــــدات أخــــرى تتعلق بالعمل في محطة الطاقة النووية في زابوريجيا»، من دون توضيح مقصده. أما
مؤسس «فاغنر» يفغيني بريغوجن، فكال انتقادات الذعة لـوزارة الدفاع الروسية على خلفية الهجوم، مهاجمًا في تسجيل صوتي عـلـى «تــلــغــرام»، «الـــوجـــوه كـريـهـة الــرائــحــة»، داعــــيــــًا إيــــاهــــم إلـــــى الـــــخـــــروج مــــن مــكــاتــبــهــم «والـــــدفـــــاع عـــن هــــذا الـــبـــلـــد»، طـــارحـــًا ســــؤاال إلـــى مــجــهــول: «ملــــاذا تـسـمـح لــهــذه املـسـيـرات بالتحليق إلى موسكو؟». وأعــــلــــنــــت روســـــيـــــا أنــــهــــا أســـقـــطـــت ثــمــانــي مسيرات أوكرانية، واعتبر املتحدث باسم الكرملن دميتري بيسكوف أن الهجوم هو «رد» مــن كـيـيـف عـلـى الــضــربــات الـروسـيـة األخيرة في أوكرانيا، مؤكدًا أن «ال تهديد» على سكان العاصمة الروسية. وقــال: «من الواضح تمامًا أننا نتحدث عن رد من نظام كييف على ضرباتنا الفعالة جدًا على أحد مـــراكـــزه الــقــيــاديــة». وشــــدد بـيـسـكـوف على أن «نــظــام الـــدفـــاع الــجــوي (فــــوق مـوسـكـو) عمل بشكل جـيـد». وأشـــار إلــى أن الرئيس الـروسـي فاديمير بوتن تابع «مباشرة» الــتــطــورات بفضل «وزارة الـــدفـــاع ورئـيـس بـــلـــديـــة مـــوســـكـــو وحــــاكــــم مــنــطــقــة مـوسـكـو ووزارة الحاالت الطارئة». بـدورهـا، أفـادت وزارة الـــدفـــاع الــروســيــة بــأنــه «تـــم الـتـصـدي لـــــثـــــاث مـــــســـــيـــــرات عــــــن طـــــريـــــق الـــــدفـــــاعـــــات اإللكترونية وفقدت السيطرة وانحرفت عن أهدافها املحددة، وأسقطت 5 أخرى بواسطة نـــظـــام بــانــتــســيــر أس لـــلـــصـــواريـــخ املـــضـــادة للطائرات في منطقة موسكو». واعتبرت أن «نظام كييف شن هجومًا إرهابيًا». وأفــاد موقع «زفــيــزدا» التابع لـــوزارة الدفاع الــروســيــة بـــأن نـحـو 32 مـسـيـرة شــاركــت في الــهــجــوم عـلـى مــوســكــو، وأنــهــا أطــلــقــت على األغلب من مقاطعة سومي، شمالي أوكرانيا. وذكــر موقع «ريـبـار» العسكري الـروسـي أنه تم استخدام مسيرات من طراز «يو جيه ـ »22 الـتـي تمتلكها الــقــوات األوكــرانــيــة. وأضـــاف املـوقـع أن هــذه النوعية مـن املـسـيـرات قــادرة على التحليق ملسافة 800 كيلومتر، ورصدت سابقًا في مناطق قريبة من موسكو. وكشفت وكـالـة «ريـــا نـوفـوسـتـي» الـروسـيـة أن مكتب املدعي العام الروسي يشرف على التحقيق في الهجوم. من جانبه، سـارع رئيس بلدية مـوسـكـو سـيـرغـي سـوبـيـانـن لـلـحـديـث عبر قــنــاتــه عــلــى «تـــلـــغـــرام»، مــشــيــرًا إلــــى أن «كــل أجهزة طوارئ املدينة انتشرت في املكان.. ولم تسجل إصابات خطرة حتى اآلن». وأضاف أن سكان مبنين سكنين قـد تــم إجـاؤهـم، بدأوا يعودون إلى منازلهم. وفي وقت الحق، أضاف سوبيانن: «طلب شخصان مساعدة طبية. لم يحتج أحـد إلـى إدخاله ملستشفى، وتــم تقديم اإلسـعـافـات الــازمــة فـي املـوقـع». وواصــــلــــت مــــطــــارات مــوســكــو عـمـلـهـا بشكل اعـتـيـادي، باستثناء إلـغـاء ثــاث رحـــات في مــطــار فــنــوكــوفــو، وتــأخــيــر سـبـع رحــــات في دومــوديــدوفــو، مـع اسـتـمـرار رحـــات مطاري شيريميتييفو وجوكوفسكي فــي ضواحي العاصمة. وأظهرت لقطات نشرت عبر وسائل الــتــواصــل االجـتـمـاعـي آثـــار دخـــان فــي الـجـو. وظــهــرت فــي أخــــرى نــافــذة محطمة فــي أحـد املباني. وبحسب وكـــاالت أنـبـاء روسـيـة، أكد شهود أن مسيرة «دخـلـت شقة» فـي الطابق الـ41 من مبنى سكني من دون أن تنفجر. وكــعــادتــهــا، نـفـت أوكـــرانـــيـــا أي دور لـهـا في هــجــوم املـــســـيـــرات. وأكــــد مـسـتـشـار الــرئــاســة األوكـــرانـــيـــة مـيـخـايـلـو بـــودولـــيـــاك، أمــــس، أن أوكـــرانـــيـــا «لــيــســت مـرتـبـطـة بـشـكـل مـبـاشـر» بـهـجـوم املــســيــرات عـلـى مـوسـكـو. واســتــدرك فــي حــديــث للتلفزيون الـرسـمـي األوكـــرانـــي: «بالطبع نحن سعداء بمشاهدتها ونتوقع زيادة في عدد الهجمات، لكن بالطبع ليست لــنــا عـــاقـــة مـــبـــاشـــرة بــــاألمــــر». مـــع الــعــلــم أن موسكو ومنطقتها الواقعتان على بعد أكثر مــن 500 كـيـلـومـتـر مــن الـــحـــدود األوكــرانــيــة،