التوجه نحو «نتفليكس»
إذا كــان الــراديــو فـي الـبـدايـة طريقًا للصهاينة لترويج سـرديـاتـهـم، فإنهم اتـجـهـوا فــي الـسـنـوات األخــيــرة إلى مـنـافـذ أخــــرى. حـلـلـت دراســــة نـشـرهـا مــركــز الـجـزيـرة للدراسات، عام ،2020 مضامني الدعاية اإلسرائيلية في الدراما التلفزيونية اإلسرائيلية املعروضة على منصات الـــبـــث الــرقــمــيــة الـــعـــاملـــيـــة، وعـــلـــى رأســـهـــا «نـتـفـلـيـكـس». أظـهـرت الــدراســة مـيـل الـدعـايـة اإلسرائيلية إلــى عرض أعمالها على منصات عرض عاملية، مثل «نتفليكس»، لتوسيع قاعدة انتشارها وتأثيرها عبر الجمهور في الـعـالـم. وكـشـف البحث مخاطر فتح املـنـصـات العاملية أمام الرواية اإلسرائيلية مقابل غياب الرواية الفلسطينية أو تغييبها. وســــلــــط الـــبـــحـــث الــــضــــوء أيـــضـــًا عـــلـــى اهـــتـــمـــام أجـــهـــزة الـدعـايـة الصهيونية بمنصات البث التلفزيوني، نظرًا لخصوصيتها التقنية وقـدرتـهـا على التكيف وغياب الـقـيـود الزمنية والـتـوجـه نحو الـشـبـاب. كـذلـك، كشفت الـــدراســـة دور الـــدرامـــا اإلســرائــيــلــيــة فـــي إبــــراز الـتـفـوق اإلســرائــيــلــي، حـتـى إنـسـانـيـًا، مـقـابـل الــحــط مــن مكانة الفلسطيني إلـى حـد تجريده من إنسانيته مهما كان جنسه أو عمره أو موقعه االجتماعي. وتسعى الدعاية اإلسرائيلية من بث الدعاية عبر «نتفليكس» وأخواتها إلى إقناع الرأي العام الغربي، الرسمي والشعبي، املؤيد منه لنضال الشعب الفلسطيني على الوجه الخصوص، بعدم التعاطف مع الفلسطينيني، مع محاولة إقناع الرأي الــعــام الــعــاملــي بـــأن الفلسطينيني ال يـسـتـحـقـون دولـــة، ألنهم «فاسدون». وتتقاطع هذه املضامني مع الخطاب الـسـيـاسـي اإلسـرائـيـلــي الـــذي ال يـتـوقـف عــن تحريض املـجـتـمـع الـــدولـــي عــلــى الــشــعــب الـفـلـسـطـيـنـي. مـــن أبـــرز األعمال التي اتبعت هذا النهج وعرضت على «نتفليكس» مسلسل «فوضى» ومسلسل «الجاسوس».