إسرائيل تتطلع لجباية عوائد سياسية وعسكرية وأمنية
لـيـس الـــرد الـعـسـكـري الـــذي تبحثه إسـرائـيـل ضــد إيــــران بـعـد هــجــوم األخـــيـــرة فـجـر األحــد بنحو 300 مسيرة وصـــاروخ على األراضـــي اإلسرائيلية، باملسار الوحيد الــذي تنتهجه تــــل أبــــيــــب، بــــل إنـــهـــا تــــحــــاول اســـتـــغـــال هـــذا الهجوم دبلوماسيًا وسياسيًا، لزيادة الدعم األميركي لها بالساح، ودفــع الغرب لفرض مـزيـد مـن العقوبات على طــهــران. ولــم يخف مــســؤولــو االحـــتـــال تـوجـهـهـم هــــذا، فـقـد قـال وزير الخارجية اإلسرائيلي يسرائيل كاتس إنـــه سـيـقـود «هـجـومـًا سياسيًا ضــد إيــــران»، مضيفًا «نحن بحاجة إلــى تعميق تعاوننا مع حلفائنا». وزعم في حديث إلذاعة الجيش اإلسـرائـيـلـي، أمــس األول األحـــد، أن تــل أبيب «تلقت عشرات طلبات الدعم من العالم»، بدون مزيد مـن التفاصيل. وأردف: «نحن بحاجة إلى تحقيق هدفني: تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، والدفع نحو فرض عقوبات فعالة ضد إيــران». كام كاتس يتوافق كذلك مـــع مـــا ذكـــرتـــه صـحـيـفـة يـــديـــعـــوت أحـــرنـــوت أمس االثنني أن مسؤولني إسرائيليني أبلغوا الواليات املتحدة األحـد أن اإلعـان «رسميًا» عـن تحالف إقليمي ملواجهة إيـــران يمكن أن يقلص مستوى الرد اإلسرائيلي على الهجوم اإليراني. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل مـعـنـيـة بــالــحــصــول عــلــى «عــــوائــــد سـيـاسـيـة وضمانات وإنجازات أخرى تجعل اإليرانيني يــشــعــرون أنــهــم خــســروا بـشـكـل جــوهــري من هجومهم». هذا الضغط اإلسرائيلي ال يبدو
أنه سيتأخر في الحصول على نتائج، فوزراء خارجية االتحاد األوروبي يعقدون اجتماعًا طارئًا عبر الفيديو اليوم الثاثاء، من شأنه مـــنـــح بـــروكـــســـل فــــرصــــة لــتــقــيــيــم احـــتـــمـــاالت فرض عقوبات جديدة على طهران. وبحسب صـحـيـفـة فـايـنـنـشـال تــايــمــز، فـــإن الــعــواصــم األوروبية تناقش فرض عقوبات اقتصادية جــــديــــدة عـــلـــى إيـــــــران مــــع اســـتـــخـــدام جـمـيـع قــنــوات الـضـغـط الـدبـلـومـاسـيـة املـتـاحـة لها مــع طـــهـــران، كــجــزء مــن جـهـد عــاملــي لتجنب املـــواجـــهـــة املـــبـــاشـــرة بـــني إيـــــران وإســـرائـــيـــل. وأضافت الصحيفة أن العواصم األوروبية اتـفـقـت عـلـى ثــاثــة مــجــاالت لـلـتـركـيـز: إدانـــة إيــران والتعبير عن التضامن مع إسرائيل،
وضع خطط للعقوبات املحتملة، واستخدام أي نفوذ ال يزال لديها على طهران للمطالبة بتهدئة التوترات. لـكـن الـتـحـرك األكــبــر لـصـالـح إسـرائـيـل يبدو أنـــه سـيـأتـي مــن شريكتها األوثــــق الــواليــات املـــتـــحـــدة، الـــتـــي يــســعــى مـــســـؤولـــوهـــا إلقــــرار
مــزيــد مــن الــدعــم لــدولــة االحـــتـــال. وفـــي هـذا السياق، أفـاد موقع أكسيوس األميركي بأن مجلس الــنــواب األمـيـركـي جمع أكـثـر مـن 12 صوتًا جديدًا األسبوع املاضي على مشاريع قوانني تفرض عقوبات على إيران ووكائها. ووفـقـًا لــ«أكـسـيـوس»، يطلب مـشـروع قانون يــجــري بحثه «الـتـنـفـيـذ الــكــامــل» للعقوبات على إيران والتأكد من عدم االلتفاف عليها، وتـــقـــيــيـــد الـــــــــــواردات واملــــعــــامــــات اإليـــرانـــيـــة بـــني إيـــــران واملـــؤســـســـات املــالــيــة األمــيــركــيــة، وفــــرض عــقــوبــات عــلــى الـــشـــركـــات الصينية التي تشتري النفط من إيــران. وهناك أيضًا قرارات تحث االتحاد األوروبي على تصنيف الــحــرس الــثــوري اإليـــرانـــي منظمة إرهـابـيـة، واعــــتــــبــــار شــــعــــار «مــــــن الـــنـــهـــر إلــــــى الـــبـــحـــر، فلسطني ستتحرر» معاديا للسامية. إال أن أبرز ما قد يصدر من الواليات املتحدة هـو تقديم مساعدات جـديـدة إلسرائيل هذا األســــبــــوع. ويــســعــى رئـــيـــس مـجـلـس الـــنـــواب األمـــيـــركـــي مـــايـــك جـــونـــســـون إلقــــــرار تـشـريـع في هـذا السياق، لكنه لم يوضح ما إذا كان التشريع املرتقب سيشمل أيضًا مساعدات ألوكــــرانــــيــــا وحـــلـــفـــاء آخـــــريـــــن. ودعــــــا الــبــيــت األبيض وكبار الديمقراطيني والجمهوريني فــي مـجـلـس الــشــيــوخ جــونــســون إلـــى املضي قدمًا في إقــرار حزمة بقيمة 95 مليار دوالر وافـــــق عـلـيـهـا أعـــضـــاء مــجــلــس الـــشـــيـــوخ من الحزبني تتضمن تقديم مساعدات إلسرائيل بـــقـــيـــمـــة 14.1 مــــلــــيــــار دوالر ومــــســــاعــــدات ألوكرانيا بقيمة 60 مليار دوالر. لكن العديد مــــن حـــلـــفـــاء املــــرشــــح الـــرئـــاســـي الــجــمــهــوري دونالد ترامب في مجلس النواب يعارضون تقديم مساعدات ألوكرانيا. وهـددت النائبة مارغوري تايلور غرين بإقالة جونسون من مـنـصـب رئــيــس املـجـلـس بـسـبـب قـضـايـا من بينها دعــمــه ألوكـــرانـــيـــا. وبـحـسـب صحيفة واشنطن بوست األميركية، أمــام جونسون 3 خـــــيـــــارات، األول طـــــرح حـــزمـــة مـــســـاعـــدات إلسرائيل فقط، أما الثاني فهو طرح مشروع قـانـون التمويل الـــذي أقـــره مجلس الشيوخ لـلـنـقـاش ومــــن شــــأن هــــذه الــخــطــوة أن تثير غضب غـريـن واملـجـمـوعـة املناهضة لتقديم املساعدات ألوكرانيا. أما الخيار الثالث أمام جــونــســون فـجـمـع الــتــشــريــعــات الســتــرضــاء مزيد من الجمهوريني مثل تقديم املساعدة ألوكرانيا على شكل قرض. لكن السعي األميركي ملزيد من الدعم إلسرائيل يــأتــي فــي ظــل تـــســـاؤالت كـبـيـرة حـــول إمـكـان استخدام املساعدات العسكرية للضغط على رئـيـس حـكـومـة االحــتــال بنيامني نتنياهو لـدفـعـه للقبول بـاملـطـالـب األمـيـركـيـة مـنـه في حــرب غــزة. ولفتت صحيفة نيويورك تايمز إلـــــى أن عــــــددًا مـــتـــزايـــدًا مــــن أعــــضــــاء مـجـلـس الشيوخ، يحثون بايدن على النظر في وقف عمليات نقل املعدات العسكرية إلى إسرائيل مـؤقـتـًا. وبحسب الصحيفة، فبعدما جربت اإلدارة األميركية العديد من أشكال الضغط على نتنياهو، تبقى املساعدات العسكرية هي الوسيلة الوحيدة التي كان بايدن مترددًا في استخدامها، لكنها أداة مهمة تحت تصرفه، وربما األخيرة، إلقناع إسرائيل بفتح الطريق أمام إدخال مساعدات عاجلة لغزة.
يتجه وزراء االتحاد األوروبي لفرض عقوبات جديدة على إيران