22 سنة على األسر: مروان البرغوثي يواصل تحدي االحتالل
لم تستطع كل إجراءات االحتالل اإلسرائيلي، من تنكيل وعزل ونقل، من كسر إرادة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي
مــع مــــرور 22 سـنـة عـلـى أســـر عـضـو اللجنة املــــركــــزيــــة لـــحـــركـــة فـــتـــح مـــــــروان الـــبـــرغـــوثـــي، وعلى الرغم من كل عمليات التنكيل والعزل االنــــفــــرادي، والــتــي تــصــاعــدت بـحـق األســـرى مـــنـــذ الــــســــابــــع مــــن أكـــتـــوبـــر/تـــشـــريـــن األول املــاضــي، حـــول الـبـرغـوثـي عملية األســـر إلى محطة جديدة من جبهات النضال. وقــــالــــت هــيــئــة شــــــؤون األســـــــرى واملـــحـــرريـــن الفلسطينية ونـادي األسير الفلسطيني في بـيـان، أمــس االثــنــن، والـــذي صـــادف الـذكـرى الـــ22 على اعتقال مــروان البرغوثي، وأحمد الــبــرغــوثــي املــلــقــب بــــ«الـــفـــرنـــســـي»، إن «هـــذه الـذكـرى تأتي مع تصاعد واستمرار عـدوان االحــتــال الـشـامـل على شعبنا وأســرانــا في سجونه، وفــي وقــت هـو األكـثـر دمـويـة بحق شـــعـــبـــنـــا، مــــع اســــتــــمــــرار االحـــــتـــــال بـتـنـفـيـذ إبـــادتـــه الـجـمـاعـيـة املـمـنـهـجـة بــحــق شعبنا في غزة، ومـرور قضيتنا بمنعطف تاريخي يشكل امــتــدادًا لــدرب النضال والكفاح الـذي خـطـه أبــنــاء شعبنا بــالــدم والـتـضـحـيـة على مــدار عقود طويلة وال يـــزال». وأضـافـا: «لقد شـكـلـت محطة اعـتـقـال الـبـرغـوثـي، جـــزءًا من مـــســـار اســــتــــهــــداف االحـــــتـــــال لــــه بــاملــاحــقــة واإلبـــعـــاد ومـــحـــاوالت االغــتــيــال املــتــكــررة في أوج مـحـطـات انـتـفـاضـة األقـــصـــى، وذلــــك في محاولة لتقويضها، وقاد األسير البرغوثي انتفاضة األقصى التي قـدم خالها الشعب الفلسطيني وكل القوى الثورية أبهى وأرقى صـــــــورة مــــن صـــــور الــــتــــصــــدي والــــكــــفــــاح فـي مواجهة االحتال». وأشارت هيئة شؤون األسرى ونادي األسير إلـــى أن «الـبـرغـوثـي ورفــاقــه األســــرى قـدمـوا ومـــا زالــــوا الــنــمــوذج لـلـصـمـود والتضحية والـعـطـاء، رغــم القيد، والـقـهـر، والسياسات املمنهجة التي سعى االحـتـال مـن خالها لتغييب قادة الشعب الفلسطيني ومناضليه في سجون االحتال على مدار عقود، وهذا ما بدده البرغوثي ورفاقه بالعمل الدؤوب». ووفـــقـــهـــمـــا فـــــإن «الــــبــــرغــــوثــــي خـــلـــق أدوات
نابعة مـن إيمانه الـراسـخ بحتمية الحرية واالسـتـقـال والــعــودة، وحـــول محطة األسـر إلــــى جــبــهــة جـــديـــدة مـــن جــبــهــات الــنــضــال، وواصــل من هناك دوره القيادي الطليعي، وسعى لتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، وقــــدم هـــو وإخـــوتـــه ورفـــاقـــه أعــمــق وأشــمــل وثيقة للوحدة الوطنية، التي تمثل أساسًا
وهـــديـــًا لـلـحـركـة الــوطــنــيــة». وقـــالـــت الهيئة والنادي، في البيان، إنه «خال عمليات نقله وعـزلـه املتكررة تعرض العــتــداءات متكررة مــن قـبـل وحــــدات الـقـمـع، وتــحــديــدًا فــي عـزل سجن مجدو، الذي شكل الشاهد األبرز على عمليات التعذيب والتنكيل بعد السابع من أكتوبر، حيث تعرض البرغوثي العتداءين
مـتـتـالـيـن فــي عــزلــه االنــــفــــرادي، إلـــى جانب مــجــمــوعــة مـــن قــــيــــادات الـــحـــركـــة األســــيــــرة». واعتبرتا أن «كل هذه اإلجراء ات والسياسات الـتـي صـعـد االحــتــال مــن مـمـارسـتـهـا، بعد السابع من أكتوبر، لم تكن وليدة اليوم، بل شكلت نهجًا وامــتــدادًا لسياساته القمعية واالنتقامية منذ احتاله ألرضنا، وتعرض مـــئـــات اآلالف مـــن أبـــنـــاء شـعـبـنـا لـعـمـلـيـات اعتقال وتنكيل وتعذيب». وأكدتا أن «عملية الــعــزل الــتــي يـواجـهـهـا الـبـرغـوثـي الــيــوم لم تكن األولى في مسيرته في املعتقات، فهو واجــــه الــعــزل مــــرات عـــديـــدة، ورغــــم ذلـــك فقد تمكن مــن تحويل تجربة الـسـجـن والــعــزل، إلى جبهة ساخنة ملواجهة االحتال، وعزز فكره الثوري من خال سلوكه، واستعداده الدائم للتضحية». وأضافتا: «واصل البرغوثي نضاله بغرض تـــكـــريـــس مـــقـــولـــة إن ســـجـــون االحــــتــــال قـد تحولت إلى معاهد وجامعات. ففي املاضي كان هذا تعبيرًا مجازيًا، وتمكن األسرى من إنجازه على صعيد توفير أسباب االطاع والتنور، وتعزيز العلم، واملعرفة، والثقافة، ولكنها اآلن قـد أصبحت بالفعل جامعات حــقــيــقــيــة يـــتـــخـــرج مــنــهــا قــــــادة مـتـسـلـحـن بالعلم، الذي آمن به البرغوثي أنه أحد أهم روافع االنتصار».