إخطار باإلخالء يجدد معركة عائلة دياب في حي الشيخ جراح
فـي فصل جـديـد مـن فـصـول مــحــاوالت الطرد بالقوة التي يشنها املستوطنون على سكان حي الشيخ جــراح في القدس املحتلة، والتي تشكل عنوانًا ملواجهات يومية على األرض، وأمــــــام املـــحـــاكـــم اإلســـرائـــيـــلـــيـــة مــنــذ ســـنـــوات، أصـــــدرت مـحـكـمـة الـصـلـح الـتـابـعـة لـاحـتـال اإلسـرائـيـلـي، فـي الــقــدس، أمــس االثــنــن، قــرارًا بــــإخــــاء 3 أســـــر مــــن عـــائـــلـــة ديــــــاب املــقــدســيــة (مـكـونـة مــن 17 فــــردًا) مــن مـنـازلـهـا فــي الحي لصالح املستوطنن، فيما خفف أحد محامي عائات في الحي، مهددة باإلخاء، من أهمية القرار، الذي يأتي رغم ذلك في سياق الحملة االستيطانية الـشـرسـة فــي الـضـفـة والــقــدس، حــيــث يـــجـــري اســـتـــغـــال حــــرب غــــزة والــحــالــة الــعــامــة الــتــي خـلـقـتـهـا لـتـسـعـيـر حـمـلـة سلب الـحـقـوق تــجــاه فلسطينيي الـضـفـة والــقــدس والداخل املحتل. وبحسب عائلة دياب في حي الشيخ جـراح ومصادر حقوقية، فإن محكمة االحـــــتـــــال أمـــهـــلـــت الـــعـــائـــلـــة حـــتـــى مـنـتـصـف يوليو/تموز املقبل، لتنفيذ قرار إخاء 3 شقق سكنية، ومنحت العائلة إمكانية االعتراض على القرار خال 60 يومًا. وتخوض عائات حي الشيخ جــراح صراعًا قضائيًا مع الجمعيات االستيطانية منذ عام .1972 وأوضـح عضو لجنة الدفاع عن الحي وصـــاحـــب أحــــد املــــنــــازل املــســتــهــدفــة، صــالــح ديــاب، أن «محكمة الصلح في القدس عقدت جلسة بخصوص القضية في نهاية مايو/ أيار ،2023 وأبلغ قاضي املحكمة خالها بأن هـنـاك قـــرارًا مـن املحكمة العليا اإلسرائيلية
بتجميد قـرارات إخاء 28 عائلة من منازلها في حي الشيخ جــراح». وأضــاف أن «جمعية نــــحــــات شـــمـــعـــون االســـتـــيـــطـــانـــيـــة مـــارســـت ضغوطًا على قاضي محكمة الصلح ودفعته للنظر في القضية من جديد، وأمهل القاضي مــحــامــي الــعــائــلــة ومـــحـــامـــي املــســتــوطــنــن 4 أشـهـر لـلـرد عـلـى االدعــــــاءات، والــيــوم (أمـــس) أصــــــــدر الــــــقــــــرار بـــــإخـــــاء األســــــــر الـــــثـــــاث مــن منازلها». ولفت دياب إلى أن «العائلة تعيش في املنازل منذ 56 عامًا، وبدأت صراعها في املــحــاكــم إلثــبــات حـقـهـا مـنـذ عـــام ،2009 بعد تسلمها الباغات القضائية». من جهته، قلل املحامي حسني أبو حسن، من طاقم الدفاع عن ثاث عائات مقدسية مهددة بإخائها مــن منازلها فــي الــحــي، مــن أهمية قـــرار محكمة الـصـلـح أمـــس، لـصـالـح جمعية
نحات شمعون االستيطانية بتمليكها منزل عـائـلـة املـقـدسـي صـالـح ديـــاب واألرض املـقـام عليها املـنـزل. وأوضــح أبـو حسن في حديث لـ«العربي الجديد»، أن «هــذا الـقـرار ال أهمية له باملطلق بالنظر إلى أن هناك قـرارًا إلزاميًا كانت املحكمة العليا اإلسرائيلية قد أصدرته، وهـــــي أعـــلـــى هــيــئــة قـــضـــائـــيـــة فــــي إســـرائـــيـــل، بأحقية عائلة ديــاب وعائلتن أخـريـن، هما حماد واسكافي، بمنزليهما واألرض املقامة عليها املنازل في الحي ذاتـه. علمًا أن األرض التي كانت أقيمت عليها املـنـازل الـثـاثـة، قد انـتـقـلـت فــي خمسينيات الــقــرن املــاضــي إلـى الحكومة األردنــيــة التي شـيـدت هــذه املـنـازل، بـــمـــوجـــب اتــــفــــاق مــــع وكــــالــــة غـــــوث وتـشـغـيـل الاجئن الفلسطينين (أونروا)، مقابل تنازل تلك العائات عن بطاقات اإلغاثة التي تمنح
لاجئن». وتستخدم الجمعيات االستيطانية اإلسرائيلية أساليب مباشرة وأخرى ملتوية للسيطرة على أماك الفلسطينين في القدس املـحـتـلـة، ومـنـهـا قــانــون أمـــاك الـغـائـبـن، وأن هذه األماك يهودية قبل عام ،1948 فضا عن التضييق على األهالي، عبر اقتحام األحياء املـــقـــدســـيـــة، واالعـــــتـــــداء عــلــى ســـكـــانـــهـــا، وهــي ممارسات نال منها حي الشيخ جراح قسطًا وافرًا. وتحاول سلطات االحتال منذ سنوات، تهجير أهالي حي الشيخ جراح، بطرق شتى، فــيــمــا يـتـشـبـث األهــــالــــي بــمــنــازلــهــم، رغــــم كل الضغوط. ومنذ 7 أكتوبر املاضي وحتى أول من أمس األحـد، استشهد في القدس وحدها 59 مــواطــنــًا، وأصــيــب 172 آخــــرون بـرصـاص االحـــتـــال، واعــتــقــل 1325 مـنـهـم، كـمـا هـدمـت قوات االحتال 133 منزال.