الحركة الوطنية... محاولة إليجادتوازن سياسي في الكويت
تسعى الحركة الوطنية التي أطلقت في الكويت قبل أيام إلى خلق توازن سياسي في البالد، إذ إنها تعمل على ضم جميع أطياف المجتمع، بهدف تعديل النظام االنتخابي
أعلنت 31 شخصية عامة في الكويت، يوم الجمعة املاضي، تأسيس الحركة الوطنية بــــمــــبــــادرة مــــن الــــنــــائــــب فــــي مـــجـــلـــس األمــــة (البرملان) السابق صالح املـا، أطلقها قبل نحو شهر تقريبًا. وجاء في تعريف الحركة الوطنية، في بيانها التأسيسي، أنها «حراك مــجــتــمــعــي وطـــنـــي يـــؤمـــن بــالــديــمــقــراطــيــة كظاهرة إنسانية تبدأ من الفرد وتعود إليه، وتضم كافة الفئات االجتماعية والتوجهات الــســيــاســيــة». وأوضـــحـــت أنـــهـــا تـسـعـى من تأسيسها إلـــى «اإلصــــاح الـسـيـاسـي الــذي يبدأ بتعديل النظام االنتخابي، وصوال إلى ديـمـقـراطـيـة متقدمة وحــريــة فـاعـلـة تحقق نهضة اقتصادية، قوامها تنويع مصادر الـــدخـــل وإصـــــاح مـالـيـة الـــدولـــة، ومـحـاربـة الفساد واالرتقاء بالتعليم كدعامة رئيسية للمستقبل، وضــمــان الـحـفـاظ على الطبقة الـــــوســـــطـــــى، وتــــحــــســــن مــــســــتــــوى مــعــيــشــة املـــواطـــنـــن». وأوضــــحــــت، فـــي الـــبـــيـــان، أنـهـا تعمل «كحركة حاضنة لكل مبادر ومصلح يحمل مشروعًا إصاحيًا ينهض بالدولة، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا»، وتهدف إلـــى أن «تــكــون مـنـبـرًا للتعبير عــن الـرقـابـة الـــشـــعـــبـــيـــة املــــوضــــوعــــيــــة عـــلـــى مـــؤســـســـات القرار، وعلى رأسها السلطتان التشريعية والتنفيذية، من أجـل خلق تــوازن سياسي يصب فـي مصلحة الـوطـن قبل كـل شــيء». وخــتــمــت الــبــيــان الـتـأسـيـسـي بـالـتـأكـيـد أن دســـتـــور الـــكـــويـــت «هــــو ضــمــانــة املـــواطـــنـــة، والدعوة إلى تعليقه أو تعطيله، تصريحًا أو تلميحًا، تعيد الكويت إلـى تلك األزمــان الـغـابـرة، التي دفــع ثمنها الشعب والوطن عـبـر أزمـــــات اقــتــصــاديــة وكـــــوارث وجــوديــة كــانــت شـــديـــدة الـــوقـــع عـلـى مـصـالـح الـبـاد والعباد». وتشهد الكويت بن حن وآخـر، خاصة في لحظات التوتر أو تأزم العاقة بن مجلس األمــة والحكومة، دعـــوات تطالب بـ«تعليق الدستور» و«تعطيل البرملان». وعادت هذه الدعوات إلى االرتفاع من جديد على نطاق واســــع أخـــيـــرًا، خــاصــة بـعـد صــــدور مـرسـوم أميري بتأجيل الجلسة االفتتاحية للبرملان إلى 14 مايو/أيار املقبل، بعدما كانت مقررة يــوم األربــعــاء املقبل. ورفـــض عــدد كبير من النجدي: الحركة أقرب إلى جهة رقابية على البرلمان والحكومة
أعضاء املجلس الجديد هـذا التأجيل نظرًا إلى مخالفته الدستور، مصرين على عقدها وفــق «املــواعــيــد الـدسـتـوريـة» (فــي موعدها األول 17 إبريل/نيسان الحالي). وحـــــول والدة هــــذا اإلطــــــار الــســيــاســي، قــال منسق الحركة الوطنية فهد محمد النجدي، الـــــذي زكــــــي إلــــى هــــذا املـــنـــصـــب، لـــ«الــعــربــي الجديد»، إن الحركة «ليست حزبًا سياسيًا، وإنما هي أقرب إلى جماعة ضغط، أو جهة رقابية على أعمال البرملان والحكومة، وفي ذات الـوقـت تمد يـد الـعـون إليهما مـن أجل تحسن التشريعات». وأوضـح أنها «حركة تـــشـــمـــل جـــمـــيـــع أطــــيــــاف املـــجـــتـــمـــع، وتـــضـــم أشخاصًا مـن مختلف الفئات االجتماعية والــــعــــمــــريــــة، وهــــــم مــــن املـــهـــتـــمـــن بـــإصـــاح مختلف شؤون الدولة، واملشاركة في تقديم املـقـتـرحـات والــــرؤى والــتــصــورات، الـتـي من شأنها تطوير األوضاع العامة في الكويت». وأشــــار إلـــى مــا يـمـيـز الـحـركـة الـوطـنـيـة عن الـتـيـارات السياسية فـي الـكـويـت قــائــا: «ال نتبنى انتماءات سياسية مـحـددة، ولدينا شمولية في التصورات العامة، ومتجاوزون القضايا الـفـرديـة والــصــراعــات الشخصية، خـــــاصـــــة فـــــي ظـــــل األوضــــــــــــاع الـــــراهـــــنـــــة فــي الباد». وبـن أن الحركة تمخضت عن عدة اجتماعات، جرى فيها «التواصل مع العديد
من األشخاص، بينهم الشخصيات الناشطة فـــي الــعــمــل الــنــقــابــي ومـــؤســـســـات املـجـتـمـع املدني، والشخصيات السياسية من الشباب الذين يعملون برفقة نواب في مجلس األمة الـحـالـي، وصـحـافـيـون وإعــامــيــون وكــتــاب، والــذيــن رحــبــوا بـالـفـكـرة بـعـد الــدعــوة التي طرحها النائب السابق صالح املـا ملبادرة تـــأســـيـــس الــــحــــركــــة». وأضـــــــاف الـــنـــجـــدي أن الخطوط العامة للحركة تتمثل فـي «أوال، اإلصـاح السياسي، ويشكل تعديل النظام االنتخابي بوابة هذا اإلصاح، في ظل سوء الـــنـــظـــام الـــحـــالـــي بـــالـــصـــوت الــــواحــــد (يـحـق للناخب اإلدالء بصوت واحـد ملرشح واحد فقط)، وثانيًا، اإلصاح االقتصادي، وثالثًا، تحسن مستوى معيشة املواطنن، وأخيرًا، الحفاظ على الحريات العامة». مـــن جــهــتــه، قــــال عــضــو «مــــشــــروع الــشــبــاب اإلصــــاحــــي» فـــي الـــكـــويـــت، أحــــد األعـــضـــاء املــوقــعــن عـلـى الـبـيـان التأسيسي للحركة الوطنية، عبد العزيز العريمان، لـ«العربي الـــــجـــــديـــــد»: «دعــــيــــنــــا (مـــــشـــــروع الـــشـــبـــاب) الجتماع من قبل املا، الذي بادر بتأسيس الــحــركــة الــوطــنــيــة، وطـــلـــب مـــنـــا االنــضــمــام إلـــى الـحـركـة، وقــررنــا الــدخــول كـــون هدفها األســاســي واضــحــًا، وهـــو إصـــاح وتطوير العمل السياسي والديمقراطي في الكويت بــشــكــل عــــــام، ولـــيـــســـت لـــهـــا أهــــــــداف أخــــرى غــــيــــرهــــا». ووفـــــــق الــــعــــريــــمــــان، فـــقـــد «جــــرت 3 اجـــتـــمـــاعـــات رئـــيـــســـيـــة قـــبـــل الـــتـــأســـيـــس، أغلبها خـال شهر رمضان (املــاضــي)، إلى جــانــب اجــتــمــاعــات تنسيقية مــع مجاميع مختلفة». وأشـار إلى أن «الحركة لم تحدد بـعـد خـطـوتـهـا املــقــبــلــة»، وهـــي بــصــدد عقد اجتماعات خال الفترة املقبلة.