Al Araby Al Jadeed

تظاهرة في جرابلس تنديدًا بالفلتان األمني

-

أعـــلـــن الـــحـــز­ب الـــدســـ­تـــوري الـــحـــر، أول من أمس األحــد، ترشيح رئيسته املعتقلة منذ أشهر، عبير موسي، على ذمة ثالث قضايا، لـالنـتـخـ­ابـات الـرئـاسـي­ـة التونسية املـرجـح إجراؤها ما بني سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين األول املقبلني، معتبرًا أن اعتقالها «مـحـاولـة مــن السلطة الخــتــال­ق أســبــاب أو مـوانـع قانونية إلزاحتها مـن املشاركة في االنتخابات». مع العلم أنه لم يصدر حتى اليوم أي حكم بحق موسي. وتــــواجـ­ـــه الــبــرمل­ــانــيــة الــســابـ­ـقــة واملــحــا­مــيــة املوقوفة في سجن النساء بمحافظة منوبة، شــمــالــ­ي الـــبـــا­لد، ثـــالث تــهــم، وفـــق مـــا ذكـــره محاميها، نافع العريبي، في حديث سابق لــ«الـعـربـي الـجـديـد»، وهــي «تعطيل حرية الـعـمـل، ومـعـالـجـ­ة مـعـطـيـات شخصية من دون إذن صاحبها، واالعـتـدا­ء املقصود به الهرج بالبالد التونسية على معنى الفصل »72 من الدستور. والتهمة األخيرة، بحسب املحامي، «تعد جناية وقــد تصل العقوبة فيها إلى اإلعــدام». وينص الفصل 72 على أن رئـيـس الجمهورية، وهــو قيس سعيد، «هو رئيس الدولة ورمز وحدتها والضامن الســـتـــ­قـــاللـــ­هـــا واســـتـــ­مـــراريــ­ـتـــهـــا والـــســـ­اهـــر عـلـى احــتــرام دســتــوره­ــا». وتــواجــه موسي تهمة «اإلســـاءة إلـى موظف عمومي ونشر أخـــبـــا­ر زائـــفـــ­ة ال أســــاس لــهــا مـــن الــصــحــ­ة»، وفــق الــدعــوى الـتـي رفعتها الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات، ممثلة برئيسها منذ ،2022 فاروق بوعسكر، على خلفية تصريح انـــتـــق­ـــدت فــيــهــا االنـــتــ­ـخـــابـــ­ات لــالنــتـ­ـخــابــات التشريعية األخيرة .)2023-2022( وطالب الحزب الدستوري الحر، املنحل، في بيان إعـــالن ترشيح مـوسـي، بـــ«إطــالق سراحها ووقـــف الهرسلة (التضييقات) القضائية الــتــي تــتــعــر­ض لـــهـــا». وحـــــذر مـــن «خــطــورة سـعـي السلطة إلـــى حـرمـانـهـ­ا مــن حقوقها املدنية والسياسية، ومن إقرار شروط ترشح جـديـدة لـم يتضمنها الـقـانـون االنتخابي، بهدف التضييق» على املرشحني املحتملني و«إقصاء املنافسني». وجدد الحزب تمسكه بحقه في النشاط السياسي وفق ما تكفله الـتـشـريـ­عـات الـوطـنـيـ­ة والــدولــ­يــة و«الــدفــاع بكل الطرق النضالية السلمية واملشروعة عـــن حــقــوق الــتــونـ­ـســيــات والــتــون­ــســيــني في املـشـاركـ­ة فـي انتخابات مطابقة للمعايير الدولية». وفي السياق شدد عضو الديوان السياسي لـلـحـزب الــدســتـ­ـوري الــحــر، ثــامــر ســعــد، في تـصـريـح لــ«الـعـربـي الــجــديـ­ـد»، عـلـى تمسك الــحــزب بترشيح مــوســي، قــائــال: «لــن نقبل بتنقيح الـقـانـون االنـتـخـا­بـي أو أي تعديل ملنعها من الترشح». وأضاف: «ال أعتقد أنه سيتم تعديل الـقـانـون االنتخابي ملنع من له قضية سارية من الترشح» موضحًا أن القانون يقتضي بأن املنع من الترشح يجب أن يــكــون «عــبــر تـصـريـح كـتـابـي بفقدانها حقوقها السياسية، وما دون ذلك لن نقبل بــــه». واعــتــبـ­ـر ســعــد أن «مـــوســـي فـــي وضــع احتجاز قسري، فالقضية املوقوفة بسببها ال أســــاس وال قــرائــن لــهــا»، بينما القضية الــجــديـ­ـدة الــتــي أثــارتــه­ــا هيئة االنـتـخـا­بـات ضـدهـا «مـسـألـة سياسية وال يـحـق لهيئة االنــــتـ­ـــخــــاب­ــــات أن تــــدخـــ­ـل فـــــي تـــصـــري­ـــحـــات ســيــاســ­يــة وأن تــصــبــح طــــرفـــ­ـًا» بــالــقــ­ضــيــة. وأشـــــــ­ــــار إلــــــــ­ى أن مـــــوســ­ـــي «لــــــــم تـــفـــقـ­ــد مــن شعبيتها، بل على العكس، فكل يوم تقضيه فــي الـسـجـن يــزيــد مــن حـظـوظـهـا» بـالـفـوز، مـعـتـبـرًا أن «الـتـونـسـ­يـني يـشـعـرون بالظلم حتى وإن لـم يتفقوا فكريًا مـع الدستوري الــــحـــ­ـر». ورأى أنـــــه «لـــيـــس هـــنـــاك مـنـافـسـة على أصــوات العائلة الدستورية مع منذر الزنايدي (أحـد وزراء ما قبل الـثـورة، أعلن كذلك نيته الترشح لالنتخابات الرئاسية وهـــو حـالـيـًا مـــوجـــو­د بـــالـــخ­ـــارج)، فللحزب أنصاره»، معتبرًا أن» ترشيح موسي جاء نـتـيـجـة مــراكــمـ­ـة نـــضـــاا­لت وعـــمـــل سـيـاسـي ونــــشـــ­ـاطــــات حــــزبـــ­ـيــــة». وتــــعـــ­ـد مــــوســـ­ـي مـن املـــدافـ­ــعـــني عـــن نــظــام الــرئــيـ­ـس الـــراحــ­ـل زيــن الــعــابـ­ـديــن بـــن عــلــي، وبــعــد الـــثـــو­رة )2010( كانت من منتقدي حزب النهضة واألحزاب الحاكمة خالل العشرية املاضية، واكتسبت خـــالل الــســنــ­وات األخـــيــ­ـرة شعبية مـتـزايـدة بحسب استطالعات الـرأي، في حني يعتبر خـصـومـهـا أنــهــا كــانــت سـبـبـًا رئـيـسـيـًا في تراجع عمل البرملان السابق، وتعطيله عبر االعتصامات داخل قاعة الجلسات.

ندد متظاهرون في مدينة جرابلس، أمـــس االثــنــن­ي، بـالـفـلـت­ـان األمــنــي في املناطق الخاضعة لسيطرة «الجيش الوطني» السوري املدعوم من تركيا فــــي ريـــــف حـــلـــب الـــشـــم­ـــالـــي شــمــالــ­ي البالد، وطالبوا املؤسسات التابعة لــــه بـــالـــع­ـــمـــل عـــلـــى تـــحـــسـ­ــني الــــواقـ­ـــع األمني، ومالحقة عصابات الخطف وضبطهم ومحاسبتهم، ومالحقة املـــســـ­لـــحـــني ومـــــنــ­ـــع حــــمــــ­ل الـــــســ­ـــالح، فـــي حـــني اتــهــم بـعـضـهـم أطـــرافــ­ـًا في «الــجــيــ­ش» بـافـتـعـا­ل الـخـلـل األمــنــي. وقالت مصادر محلية من جرابلس إن الــشــرطـ­ـة الـعـسـكـر­يـة واملـــدنـ­ــيـــة ال تـــقـــوم بــــــدور كــــــاف لــضــبــط انــتــشــ­ار الـــســـا­لح ضــمــن املـــديــ­ـنـــة، وإن هـنـاك عـصـابـات خـطـف نشطت أخــيــرًا، ما أدى إلـى خــروج تظاهرة في املدينة أمــــــــ­س طــــالـــ­ـبــــت الـــــشــ­ـــرطـــــ­ة بـــالـــع­ـــمـــل الجدي للكشف عن عصابة خطفت مدنيًا قبل شهرين وما زال مصيره مجهوال. وقال الصحافي بدر طالب من مدينة الباب لـ«العربي الجديد» إن الحراك الشعبي في املدينة متجه نـحـو التصعيد، وهــنــاك مهلة لحل املشكالت األمنية.

 ?? (فتحي بلعيد/فرانس برس) ?? من تحرك للحزب الدستوري الحر إلطالق سراح موسي، تونس، أكتوبر الماضي
(فتحي بلعيد/فرانس برس) من تحرك للحزب الدستوري الحر إلطالق سراح موسي، تونس، أكتوبر الماضي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar