حرب «مانديال العصر» والقاضي
قد تكون قضية دانيالز الوحيدة التي سيصدر حكمها قبل نوفمبر
فــي واليـــة بنسلفانيا، مــجــددًا أنــه ضحية الضـطـهـاد قـانـونـي وســيــاســي، قــائــال أمــام مؤيديه إن «أعداء نا يريدون سلبي حريتي، ألنني لن أسمح لهم أبدًا بسلبكم حريتكم». وأكـــــد أنــــه ســيــدلــي بــشــهــادتــه. كــمــا وصــف فـــريـــقـــه حــمــلــتــه املـــحـــاكـــمـــة بـــأنـــهـــا «اعــــتــــداء مـــبـــاشـــر عـــلـــى الـــديـــمـــقـــراطـــيـــة األمـــيـــركـــيـــة»، مشددًا في بيان على أن االتهامات املوجهة إلــى تـرامـب «ملفقة بالكامل بغية التدخل في االنتخابات». وكان ترامب دفع ببراءته، ردًا على 34 تهمة وجــهــت إلـيـه قبل عــام على خلفية «تـزويـر مستندات محاسبية» يعاقب على كل منها، في حال تمت إدانته، بالسجن ملدة قد تصل إلـــى 4 ســنــوات، مــنــددًا كـمـا فـعـل فــي سياق قــضــايــا أخــــــرى، بـحـمـلـة «تــنــكــيــل شـــعـــواء» هدفها منعه من العودة إلى البيت األبيض. لكن بالنسبة إلى املدعي العام ألفن براغ، فإن األمر يمثل تزويرًا انتخابيًا، ألن الهدف مـــن الـعـمـلـيـة (الـــتـــزويـــر) كـــان الـتـسـتـر على معلومات قد تضر بترامب كمرشح رئاسي عــــن الــــحــــزب الـــجـــمـــهـــوري. وســـيـــكـــون أحـــد تـحـديـات املـحـاكـمـة، تحديد مــا كــان يعرفه تــرامــب عــن هـــذه املــدفــوعــات عـنـد حـدوثـهـا. وســـــيـــــكـــــون مــــحــــامــــي الـــــرئـــــيـــــس الــــســــابــــق، مــايــكــل كـــوهـــن، أحــــد الــشــهــود الـرئـيـسـيـن
لـــالدعـــاء، بـعـدمـا أكـــد فـــي الــســابــق أنـــه دفـع املال لدانيالز بناء على طلب ترامب وتمت إدانته في محكمة فيدرالية بهذه القضية. ولكن حتى إذا ما تمت إدانته، فإن بإمكان تـرامـب االستئناف على الحكم، ولــن يمنع مــن الــتــرشــح لـلـرئـاسـة أو أن يـتـم انتخابه رئـيـسـًا. أمــا بالنسبة إلــى القضايا الثالث الـجـنـائـيـة الــتــي تــالحــقــه، والـــتـــي تتمحور حـــول كيفية إدارتــــه لـوثـائـق ســريــة حملها معه من البيت األبيض إلى مقر إقامته في منتجع مــارآالغــو فـي فـلـوريـدا بعد انتهاء واليته (كان يفترض أن يسلمها لألرشيف الــــــوطــــــنــــــي)، كــــمــــا اتـــــهـــــامـــــه فــــــي قــضــيــتــن باالنخراط في محاولة االنقالب على نتائج االنــتــخــابــات الــرئــاســيــة فـــي 2020 (واحــــدة تتعلق باقتحام الكونغرس فـي 6 يناير/ كـــانـــون الــثــانــي ،2021 والــثــانــيــة بـمـحـاولـة الــتــدخــل بـنـتـائـج واليــــة جـــورجـــيـــا)، فـإنـهـا تواجه تأخيرات دفع إليها محامو ترامب. لكن في قضية دانيالز، فإن املحامن فشلوا بكل محاوالت التأخير، فيما تعهد القاضي الذي يقود املحاكمة، خوان ميرشان، بإدارة هذه املحاكمة بيد من حديد. ولطاملا انتقد ترامب ميرشان، واملدعي العام براغ، وشن عـلـيـهـمـا هــجــمــات قـــاســـيـــة، الســيــمــا خــالل تجمعاته االنتخابية. وتـكـمـن أهـمـيـة الـقـضـيـة خــصــوصــًا، بأنها تلقي بظلها على حملة تـرامـب الرئاسية. ورغـــم مسعاه لتسييسها إلــى أقـصـى حـد، وتصويرها بـأن هدفها منعه من الترشح لـلـرئـاسـة لـلـمـرة الـثـالـثـة أو عــودتــه للبيت األبـيـض، إال أن استطالعًا مشتركًا لوكالة «رويـــــتـــــرز» وشــــركــــة «إيــــبــــســــوس»، نــشــرت نتائجه األسبوع املاضي، وجد أن شخصن مــن أصـــل كــل ثــالثــة مستطلعة آراؤهـــــم من األميركين، وجدا أن التهم املوجهة لترامب بـقـضـيـة دانــيــالــز «جـــديـــة». كــمــا قـــال واحـــد مـــن أصــــل كـــل أربـــعـــة جــمــهــوريــن، ونـصـف املستقلن، املستطلعن، إنهم لـن يصوتوا لترامب إذا ما تمت إدانته بقضية دانيالز. قال الرئيس األميركي السابق دونالد ترامب، إنه سيصبح «مانديال العصر» إذا أدخله القاضي خوان ميرشان السجن. وبعدما أمر ميرشان بحظر النشر في قضية «شراء الصمت»، ما منع ترامب من اإلدالء بتصريحات عن الشهود والمحلفين والمحامين فيها، هاجم الرئيس السابق ابنة القاضي وتدعى لورين متهمًا إياهًا بتقديم خدمات استشارية للديمقراطيين، ليوسع ميرشان نطاق حظر النشر لمنع الهجوم على أفراد عائلته وعائلة المدعي العام ألفين براغ.