Al Araby Al Jadeed

فتح 218 ملفًا ألهالي مفقودي عاصفة درنة

- طرابلس ـ أسامة علي

أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف إلى املفقودين في ليبيا فتح 218 ملفًا جديدًا ألهــالــي مـفـقـودي الـعـاصـفـ­ة دانــيــال التي ضربت مدينة درنة وعددًا من مناطق شرق البالد في سبتمبر/ أيلول املـاضـي. وتسببت «دانيال» في سقوط أكثر من 4 آالف ضحية وشــردت آالف أيـضـًا، فـي حـن ال تــزال أعـــداد غير معروفة منهم فــي عـــداد املـفـقـود­يـن، ويعتقد كـثـيـرون مــن أهالي املدينة أن مياه الفيضانات جرفت عددًا كبيرًا من املفقودين إلى عمق البحر. وأشارت الهيئة العامة للبحث والـتـعـرف إلــى املفقودين إلــى أن إجمالي عينات الحمض الـنـووي التي أخذتها من أهالي املفقودين وصل إلى .2187 وفـــي مطلع مــــارس/ آذار املــاضــي، أعـلـنـت الهيئة اســــتـــ­ـمــــرار عــمــلــه­ــا فــــي أخــــــذ الـــعـــي­ـــنـــات الـــخـــا­صـــة باملفقودين في درنة، ومنها عينات من عظام تعود إلى جثامن عثر عليها داخل مبان مهدمة أو في الـبـحـر، أو فــي مقبرتي الـظـهـر األحــمــر ومـرتـوبـة. وذكــرت أنها تعمل لتوثيق وحفظ هـذه العينات مــن أجـــل تجهيزها للمرحلة املقبلة الـتـي تشمل تسليمها إلـــى إدارة املــخــتـ­ـبــرات مـــن أجـــل العمل عليها. وقبل نحو شهرين أطلقت الهيئة جهودًا لجمع عينات مـن جثامن ضحايا السيول التي دفنت في مقابر جماعية بمناطق محاذية ملدينة درنــــة. وتــســاعـ­ـد هـــذه الـعـيـنـا­ت فــي تـحـديـد هوية الجثامن مـن خــالل مطابقتها بعينات الحمض النووي لعائالت املفقودين. لكن رغم مرور ستة أشهر على كارثة الفيضانات لـم تعلن الهيئة أنها تعرفت إلـى املفقودين، ولو جــزئــيــًا، بـحـسـب مـــا يــقــول الــنــاشـ­ـط املـــدنــ­ـي أيـــوب الـــقـــا­ضـــي الــــــذي ألـــقـــى بـــالـــل­ـــوم أيـــضـــًا عـــلـــى ذوي املــفــقـ­ـوديــن بـسـبـب إقــبــالـ­ـهــم الــضـعــي­ــف عــلــى فتح مــلــفــا­ت. ويـــــرى الـــقـــا­ضـــي، فـــي حــديــثــ­ه لـــ«الــعــربـ­ـي الجديد»، أن «عدد العينات املعلن عنه ال يتناسب مع حجم الكارثة التي حلت باملدينة التي اختفت أجزاء كبيرة منها، خاصة أن الجزء األكبر املتضرر هــو وســـط املـديـنـة األكــثــر كـثـافـة بــالــســ­كــان». وفـي األســابــ­يــع األولــــى لــكــارثـ­ـة الـفـيـضـا­نـات والـسـيـول نـشـر نـشـطـاء فــي مــدرســة أم الــقــرى بــدرنــة صــورًا لجثث ضحايا فيضانات نقلت من وسط األحياء املنكوبة، ودعوا أهالي املفقودين إلى التعرف إلى ذويهم من خالل الصور. ويؤكد القاضي أن الصور الــتــي نــشــرت يـمـكـن أن تــشــكــل، إذ جـــرى جمعها، أرشـيـفـًا يساعد الهيئة الـعـامـة للبحث والتعرف

إلــــــى املـــفـــ­قـــوديـــ­ن فــــي عـــمـــلـ­ــهـــا. ويــــرجــ­ــع الـــقـــا­ضـــي أســبــاب عـــدم تـحـديـد أعــــداد املـفـقـود­يـن حـتـى اآلن الى عدم كفاية جهود البحث عن جثث الضحايا وانتشالها التي بذلتها منظمات دولية ومحلية، والـتـي غـــادر معظمها املـديـنـة مـبـاشـرة بعد زوال األمــــل بــالــعــ­ثــور عــلــى املـــزيــ­ـد مـــن الــجــثــ­ث. ويــقــول: «تحللت بمرور الوقت الكثير من الجثث خاصة فـــي عــمــق الــبــحــ­ر، وأصـــبـــ­ح يـصـعـب انـتـشـالـ­هـا أو حتى العثور عليها، وهذا األمر كان يتطلب وجود منظمات متخصصة وبـذل جهود دولية كثيفة». مـــن جـهـتـه، يـتـحـدث مـنـصـف عـبـد الـحـمـيـد، وهـو شقيق أحـد املفقودين في درنــة، عن استمرار آالم ذوي املفقودين الـذيـن لـم يتحدد مصير أبنائهم في شكل نهائي. ويقول لـ«العربي الجديد»: «لن تتوقف القضية عند كشف هوية الضحية ومكان وجوده، وفاجعة الفقد لن تنتهي بمعرفة أين دفن املــفــقـ­ـود، فــاألمــر يتطلب مــواســاة أكــبــر فـمـن املهم دمج ذوي املفقودين في الحياة العامة وانتشالهم مــــن ظـــــــرو­ف الـــفـــق­ـــد الـــنـــف­ـــســـيــ­ـة، وتـــعـــو­يـــضـــهـ­ــم عـن فقدان ممتلكات». ورغــم االنقسام الحكومي فـي ليبيا الــذي أثـر في شكل كبير على توحيد الجهود املبذولة إلعـادة إعـــمـــا­ر املـــديــ­ـنـــة، أعــلــنــ­ت حــكــومــ­ة مــجــلــس الـــنـــو­اب

إجراءات عدة إلعادة اإلعمار منها دفع تعويضات مالية ألصحاب املـنـازل املهدمة واملـتـضـر­رة. وفي مــــــواز­اة الــجــهــ­ود الــتــي تـبـذلـهـا هـيـئـة الــبــحــ­ث عن املفقودين، اتخذت حكومة مجلس النواب خطوة جـــديـــد­ة ملـتـابـعـ­ة أزمــــة الـــعـــم­ـــارات اآليـــلــ­ـة للسقوط بــســبــب أضـــــــر­ار الـــفـــي­ـــضـــانـ­ــات، وتــتــمــ­ثــل فــــي دفـــع قيمة إيـجـار سكني لسكان هــذه الـعـمـارا­ت لفترة تــــتــــ­راوح بــــن 6 و01 أشــــهـــ­ـر، عـــلـــى أن يـتـسـلـمـ­وا شققًا جديدة الحقًا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar