كريستيان أمانبور ُتنكر وجود صحافيين في غزة
رغم استشهاد 140 صحافيًا وعامًال في المجال اإلعالمي في غزة، إال أن مذيعة «سي أن أن» كريستيان أمانبور ما زالت تقول إنه ما من صحافيين هناك
تـــواجـــه املــذيــعــة الــدولــيــة لـشـبـكـة ســـي أن أن األميركية كريستيان أمانبور غضبًا وردود فـعـل مـنـتـقـدة، بـعـدمـا زعــمــت خـــالل مــرورهــا عبر برنامج ذا دايلي شو، الـذي يستضيفه الــكــومــيــدي جــــون ســـتـــيـــوارت، أنــــه ال يـوجـد صحافيون على األرض في قطاع غزة، وهو تصريح يأتي بينما استشهد 140 صحافيًا وعامال في املجال اإلعالمي منذ بدء عدوان االحتالل اإلسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تـــشـــريـــن األول، إضــــافــــة إلصــــابــــة الـــعـــشـــرات بجراح نتيجة عمليات االستهداف والقصف اإلسرائيلي. آخر هذه االعتداءات حصل يوم الجمعة املاضي؛ إذ أصيب ثالثة صحافيني فلسطينيني إثر استهداف إسرائيلي طاولهم خــالل تغطيتهم للعملية العسكرية البرية في مخيم النصيرات لالجئني الفلسطينيني، لينقلوا إثر ذلك إلى أحد املستشفيات لتلقي الــعــالج. وفــي حديثها إلــى سـتـيـوارت، قالت كــريــســتــيــان أمـــانـــبـــور إن «إحـــــــدى املــشــاكــل الرئيسية فـي تغطية األحـــداث فـي إسرائيل وغزة في الوقت الحالي هي أننا ال نستطيع الـــــوصـــــول إلــــــى هــــنــــاك. وهـــــــذا الــــوضــــع غـيـر مسبوق، الصحافيون ليسوا على األرض في غزة». بعد ذلك، أشار ستيوارت إلى أن «هناك صحافيني على األرض، إنهم يقتلون»، فردت بأنها كانت تشير إلى «الصحافيني الغربيني املـــســـتـــقـــلـــني»، مـــتـــجـــاهـــلـــة جـــهـــود املـــراســـلـــني الفلسطينيني الذين يخاطرون بحياتهم أثناء عـمـلـهـم تــحــت قــصــف االحـــتـــالل اإلســرائــيــلــي املـــتـــواصـــل. يـطـالـب الـصـحـافـيـون الــدولــيــون إســرائــيـل ومـصـر بــالــوصــول إلـــى قـطـاع غـزة مــنــذ انـــــدالع حـــرب اإلبــــــادة اإلســرائــيــلــيــة في الـــســـابـــع مـــن أكـــتـــوبـــر، ولــــم يــســمــح إال لـعـدد قـلـيـل مـــن الـصـحـافـيـني األجـــانـــب بــالــدخــول، بــشــرط الـبـقـاء تـحـت جــنــاح جـيـش االحــتــالل اإلسرائيلي وتعريض أنفسهم لرقابته على تغطيتهم قـبـل إرســالــهــا إلـــى غـــرف األخــبــار لـــلـــتـــأكـــد مــــن تـــوافـــقـــهـــا الــــتــــام مــــع الـــســـرديـــة اإلسرائيلية للعدوان املستمر على القطاع. وجرت التصريحات على كريستيان أمانبور غضب رواد وسائل التواصل االجتماعي، إذ اتهمت بالتقليل من قيمة عمل الصحافيني الفلسطينيني في قطاع غزة والضفة الغربية، ومــنــهــم مـــراســـلـــون مــثــل بـــيـــان أبــــو ســلــطــان، وبــيــســان عـــــودة، وبـلـيـسـتـيـا الـــعـــقـــاد، وهـنـد خـضـري، الـذيـن أصــــروا على تغطية أحــداث الــحــرب اإلسـرائـيـلـيـة عـلـى األرض مــن خـالل وسائل التواصل االجتماعي، من دون رقابة أو قـيــود، قبل أن يــتــاح لبعض الصحافيني مغادرة القطاع للنجاة من اإلبادة. وعلق أحدهم: «هذه هي العقلية األميركية. نحن ال نثق بحياد أحد إال الغربي األبيض.
أي شــــخــــص آخـــــــر هــــــو بــــــالــــــضــــــرورة غــيــر مستقل». وعلق آخر: «هناك أطباء وعاملون طبيون وصحافيون فلسطينيون يغطون كـل مـا يحدث فـي غــزة. هـل سيثمن عملهم الذي يخاطرون بحياتهم من أجله كل يوم بـدال من تقويض قيمتهم باستمرار؟ كنت
أعتقد أنـــك صـحـافـيـة». وتـعـرضـت وسائل اإلعـــالم الغربية النــتــقــادات واســعــة بسبب طبيعة التغطية اإلعالمية املحيطة بمحنة قطاع غـزة، إذ أظهرت تحيزًا واضحًا يؤيد االحتالل اإلسرائيلي ويجرد الفلسطينيني من إنسانيتهم ويبرر ما يتعرضون له من قـتـل وتهجير وتــجــويــع، ملقيًا الــلــوم على حـــركـــة حــــمــــاس، فــيــمــا الـــصـــحـــافـــيـــون عـلـى األرض يستشهدون ويصابون ويعتقلون وتــــــصــــــادر مــــعــــداتــــهــــم ويـــــغـــــطـــــون جــــرائــــم االحــتــالل الـــذي يقطع اإلنـتـرنـت والكهرباء ويقتل عائالتهم.