Al Araby Al Jadeed

ﺟﻬﻮد ﻟﺘﺤﺠﻴﻢ اﻟﺮد ا ﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ إﻳﺮان

لم تهدأ وتيرة التهديدات بين إيران وإسرائيل أمس الثالثاء، مع توعد األخيرة بالرد على الهجوم اإليراني فجر األحد الماضي، فيما برزت جهود لتحجيم أي رد إسرائيلي لمنع تفاقم الصراع

- ﻃﻬﺮان ـ ﺻﺎﺑﺮ ﻏﻞ ﻋﻨﺒﺮي ﺣﻴﻔﺎ ـ ﻧﺎﻳﻒ زﻳﺪاﻧﻲ

ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻣﻦ اﻟﻬﺠﻮم اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻋﻠﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻟــﻴــﻞ اﻟــﺴــﺒــ­ﺖ اﻷﺣـــــﺪ، ﻟـــﻢ ﻳــﺘــﺨــﻞ ﻃــﺮﻓــﺎ اﻟـــﻨـــﺰ­اع ﻋﻦ ﻧﺒﺮﺗﻬﻤﺎ اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ. وﻗــﺎل اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﻴﺶ اﻹﺳـــﺮاﺋـ­ــﻴـــﻠـــ­ﻲ داﻧـــــﻴـ­ــــﺎل ﻫـــــﻐـــ­ــﺎري، أﻣـــــﺲ اﻟـــﺜـــﻼ­ﺛـــﺎء ﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﻴ­ـﲔ، ﻓـــﻲ ﻗـــﺎﻋـــﺪ­ة ﺟــﻮﻟــﺲ اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮ­ﻳـﺔ »ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻘﻒ ﻣﻜﺘﻮﻓﻲ اﻷﻳﺪي أﻣﺎم ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﺪوان، إﻳـﺮان ﻟﻦ ﺗﻨﺠﻮ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب«. وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻴﺪ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، ﻻ ﻳﺒﺪو أن اﻻﺣﺘﻼل ﻛﺎن ﺣﺘﻰ ﻣﺴﺎء أﻣﺲ ﻗﺪ ﺣﺴﻢ ﺧﻴﺎره ﻟﻠﺮد ﻋﻠﻰ إﻳﺮان. وأﻓﺎدت ﻗﻨﺎة »إن ﺑﻲ ﺳﻲ ﻧﻴﻮز« اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ أرﺑﻌﺔ ﻣﺴﺆوﻟﲔ أﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻬﻢ، أن واﺷـﻨـﻄـﻦ ﺗـﺘـﻮﻗـﻊ أن ﻳــﻜــﻮن اﻟــــﺮد اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـ­ﻠـﻲ اﳌﺤﺘﻤﻞ ﻣﺤﺪود اﻟﻨﻄﺎق، وﻣﻦ اﳌﺮﺟﺢ أن ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺿﺮﺑﺎت ﺿﺪ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ واﻟﻮﻛﻼء اﳌـــﺪﻋـــ­ﻮﻣـــﲔ ﻣـــﻦ ﻃـــﻬـــﺮا­ن ﺧــــﺎرج إﻳــــــﺮا­ن. وﻓــــﻲ ﻇــﻞ ﻫــــﺬا اﻟــــﻮﺿــ­ــﻊ، ﺗــﻀــﻐــﻂ دول ﻏـــﺮﺑـــﻴ­ـــﺔ، وﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﻟـــﻮﻻﻳــ­ـﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة، ﻋـﻠـﻰ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ »ﻟـﻴـﻜـﻮن ردﻫـــﺎ ﻣـﺪروﺳـﴼ وﻣــﺤــﺪود­ﴽ، أو أﻻ ﺗـﺮد أﺑـــﺪﴽ«، وﻓـﻖ اﻟﻘﻨﺎة ٢١ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ. وﻳﺒﺪو أن واﺷﻨﻄﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﻘﺪﻳﻢ

ﺑﺪاﺋﻞ ﻟﺘﻞ أﺑﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق، ﻗﺎﻟﺖ وزﻳـــﺮة اﻟﺨﺰاﻧﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺟﺎﻧﻴﺖ ﻳﻠﲔ إن »ﺟﻤﻴﻊ اﻟــﺨــﻴــ­ﺎرات ﻟﻌﺮﻗﻠﺔ ﺗﻤﻮﻳﻞ إﻳــﺮان ﻟﻺرﻫﺎﺑﻴﲔ )ﻣـﻄـﺮوﺣـﺔ( ﻋﻠﻰ اﻟــﻄــﺎوﻟ­ــﺔ«، ﻣﻀﻴﻔﺔ ﺧﻼل ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ أﻣﺲ »ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻗﺪرة إﻳﺮان ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﻨﻔﻂ«. وأﻋﻠﻨﺖ أن وزارة اﻟـﺨـﺰاﻧـﺔ ﺳﺘﺴﺘﺨﺪم ﺳﻠﻄﺔ اﻟـﻌـﻘـﻮﺑـ­ﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ وﺳﺘﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﺤﻠﻔﺎء »ﳌﻮاﺻﻠﺔ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﻧﺸﺎط اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻲ اﻟﺨﺒﻴﺚ واﳌــﺰﻋــﺰ­ع ﻟﻼﺳﺘﻘﺮار«. أوروﺑــﻴــ­ﴼ، ﻗﺎﻟﺖ وزﻳـــﺮة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ أﻧﺎﻟﻴﻨﺎ ﺑﻴﺮﺑﻮك، ﻓﻲ ﻋﻤﺎن أﻣﺲ: »ﺳﻌﻴﺖ أواﺧﺮ اﻟﺨﺮﻳﻒ ﻣــــﻊ ﻓـــﺮﻧـــﺴ­ـــﺎ وﺷــــﺮﻛــ­ــﺎء آﺧــــﺮﻳــ­ــﻦ داﺧــــــﻞ اﻻﺗـــﺤـــ­ﺎد اﻷوروﺑـــﻲ ﻣـﻦ أﺟــﻞ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻈﺎم اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻴﺮات )اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـ­ﺔ(... آﻣﻞ أن ﻧﺘﻤﻜﻦ أﺧﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺬه اﻟﺨﻄﻮة ﻣﻌﴼ«. ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ إﺑﺮاﻫﻴﻢ رﺋﻴﺴﻲ )اﻟﺼﻮرة( ﻳﺘﻮﻋﺪ ﺑـ»رد ﻫﺎﺋﻞ وواﺳﻊ وﻣﺆﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ أي ﻋﻤﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﻛــﺎن ﺻﻐﻴﺮﴽ ﺿـﺪ ﻣﺼﺎﻟﺢ إﻳــــﺮان«. وذﻛـــﺮ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ أﻣﺲ أن ﻛﻼم رﺋﻴﺴﻲ ﺟﺎء ﻓﻲ اﺗﺼﺎل ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻣﻊ أﻣﻴﺮ دوﻟﺔ ﻗﻄﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﺗﻤﻴﻢ ﺑﻦ ﺣﻤﺪ آل ﺛﺎﻧﻲ، اﻻﺛﻨﲔ اﳌﺎﺿﻲ.

يـــتـــرق­ـــب الـــــشــ­ـــرق األوســـــ­ــــط ودول العالم مآالت الصراع بن إسرائيل وإيـــــــ­ـــران، ال ســيــمــا بـــعـــد الــهــجــ­وم اإليـــــر­انـــــي لـــيـــل الـــســـب­ـــت األحــــــ­د املــــاضـ­ـــي عـلـى إســرائــي­ــل بـأكـثـر مــن 300 مــســيــر­ة وصــــاروخ. وفي حن تتوعد تل أبيب بالرد وبأن طهران «لن تنجو من العقاب»، من دون تحديد شكل الرد حتى اليوم، مع محاولة إسرائيل إظهار أن الـكـلـمـة األخـــيــ­ـرة سـتـكـون لـهـا ولـــن تسكت عـن الهجوم الــذي تعرضت لــه، فــإن إيـــران في املقابل تهدد برد «واسع ومؤلم» على أي عمل ضـــد مـصـالـحـه­ـا. وأمـــــام هــــذا الـــواقــ­ـع وخــوفــًا

مــن انــــزالق األوضــــا­ع إلـــى صـــراع مـفـتـوح بن الـطـرفـن، لـن تنحصر تـداعـيـات­ـه على الشرق األوســط، فـإن جهودًا دولية تتكثف لتحجيم الرد اإلسرائيلي، خصوصًا من قبل الواليات املـتـحـدة والـــــدو­ل األوروبـــ­يـــة الــتــي يــبــدو أنها تطرح بدائل للهجوم اإلسرائيلي تركز بشكل أساسي على فرض عقوبات أكبر على طهران باإلضافة إلى عزلها. وبعد ثاثة أيام من الهجوم اإليراني، لم يتخل طرفا النزاع عن نبرتهما الحربية. فالجيش اإلسرائيلي أكد أن إيران لن تنجو من العقاب. وقـــــال املـــتـــ­حـــدث بـــاســـم الــجــيــ­ش اإلســرائـ­ـيــلــي دانيال هغاري أمـس الثاثاء لصحافين في قـاعـدة جولس العسكرية بينما كــان يعرض بقايا صاروخ إيراني تم اعتراضه: «ال يمكننا

أن نـــقـــف مــكــتــو­فــي األيــــــ­ـدي أمــــــام هـــــذا الـــنـــو­ع مـــن الــــعـــ­ـدوان، إيـــــران لـــن تـنـجـو مـــن الــعــقــ­اب». وبـحـسـب هــغــاري الـــذي تـحـدث باإلنكليزي­ة، بــيــنــم­ــا كـــــان الـــعـــا­لـــم يـــتـــحـ­ــدث عــــن «الــتــهــ­ديــد النووي من إيران» كانت طهران «تبني تهديدًا تقليديًا في مسعى إلـى خلق حلقة من النار في إسرائيل». وكان رئيس هيئة أركان جيش االحتال اإلسرائيلي، هرتسي هليفي، قد هدد أمـس األول االثنن بالرد. وقـال هليفي خال زيارته قاعدة نباطيم الجوية، التي تضررت بسبب الهجوم اإليــرانـ­ـي: «نـــدرس خطواتنا. إطــاق هـذا الـعـدد مـن الـصـواريـ­خ، وصـواريـخ كروز والطائرات املسيرة نحو دولة إسرائيل، سيقابل برد». ولـــكـــن عــلــى الـــرغـــ­م مـــن الــوعــيـ­ـد اإلســرائـ­ـيــلــي، ال يــبــدو أن االحـــتــ­ـال كـــان حـتـى مــســاء أمـس قـــد حــســم خـــيـــار­ه لـــلـــرد عــلــى إيـــــــر­ان. وأفـــــاد­ت قـنـاة «إن بـي سـي نـيـوز» األمـيـركـ­يـة نـقـا عن أربــعــة مــســؤولـ­ـن أمـيـركـيـ­ن لــم تـسـمـهـم، بـأن واشــنــطـ­ـن تـتـوقـع أن يــكــون الــــرد اإلسـرائـي­ـلـي املــحــتـ­ـمــل مـــحـــدو­د الـــنـــط­ـــاق، ومــــن املـــرجــ­ـح أن يــتــضــم­ــن ضــــربـــ­ـات ضــــد الــــقـــ­ـوات الــعــســ­كــريــة اإليـــران­ـــيـــة والــــوكـ­ـــاء املـــدعــ­ـومـــن مـــن طــهــران خـــارج إيــــران. وقـــال املــســؤو­لــون إن الـخـيـارا­ت قد تشمل توجيه ضربات داخــل سـوريـة. وال يتوقع املسؤولون أن يستهدف الرد مسؤولن إيرانين كبارًا، بل أن يستهدف بـدال من ذلك الشحنات أو مــرافــق التخزين الـتـي تحتوي عـلـى أجــــزاء صـــواريــ­ـخ مـتـقـدمـة أو أسـلـحـة أو مكونات يتم إرسالها من إيران إلى حزب الله. وأضــــاف املــســؤو­لــون أن الـــواليـ­ــات املـتـحـدة ال تنوي املشاركة في الرد العسكري ويتوقعون أن تقوم إسرائيل بمشاركة املعلومات حول اإلجـــراء­ات مع واشنطن مقدمًا، وتحديدًا إذا كان من املمكن أن تكون لها تداعيات سلبية عـلـى األمــيــر­كــيــن فـــي املـنـطـقـ­ة. وقـــالـــ­وا أيـضـًا إنــــه لــيــس مـــن الــــواضـ­ـــح مــتــى ســيــحــد­ث الـــرد اإلسرائيلي، لكنه قد يحدث في أي وقت. كــمــا تـــعـــدد­ت الــســيــ­نــاريــوه­ــات الــتــي طرحها اإلعـام اإلسرائيلي للرد، من بينها ما نشره مــوقــع «واال» أمـــس أن الــــرد اإلســرائـ­ـيــلــي قد يــــتــــ­راوح بــــن ضـــــرب بـــنـــى تــحــتــي­ــة عـسـكـريـة ومــســتــ­ودعــات ذخــيــرة إيــرانــي­ــة، وصــــوال إلـى احــتــمــ­ال اغــتــيــ­ال شـخـصـيـات إيــرانــي­ــة. ونقل املوقع عن مسؤول إسرائيلي أمني لم يسمه، قـولـه: «إثــر تقديرنا أن اإليـرانـي­ـن لـم يقولوا كـلـمـتـهـ­م األخـــيــ­ـرة فــــإن الــجــيــ­ش اإلســرائـ­ـيــلــي يـسـتـعـد لــخــطــو­ات إضـــافـــ­يـــة». وتـــابـــ­ع املــوقــع أن الــــــرد اإلســـرائ­ـــيـــلــ­ـي قــــد يــنــقــس­ــم إلـــــى عـــدة مجاالت، من بينها ضربة مباشرة في إيران أو في الفضاء السيبراني في قلب إيران، ضد البنية التحتية العسكرية أو البنية التحتية اإليـــران­ـــيـــة الـــداعــ­ـمـــة لــلــنــش­ــاط الـــعـــس­ـــكـــري، أو االنتظار بحالة تأهب وتنفيذ عملية اغتيال موضعية ضــد شخصيات إيـرانـيـة فــي قلب إيـــران، أو ربما اإلضـــرار باملصالح اإليرانية فــــي جــمــيــع أنــــحـــ­ـاء الــــشـــ­ـرق األوســـــ­ــط ولــيــس بالضرورة في قلب إيـــران. وأضــاف املسؤول األمـــنــ­ـي: «صـــــادق الــجــيــ­ش اإلســرائـ­ـيــلــي على خــطــط أمـــــام املـــســـ­تـــوى الـــســـي­ـــاســـي، ويـنـتـظـر تـــــطـــ­ــورات ال تــتــعــل­ــق بــــه وإنــــمــ­ــا بــاملــسـ­ـتــوى الــســيــ­اســي»، لـكـنـه قـــال فــي الــوقــت نـفـسـه إنـه «تـقـرر الـــرد. لـم يتم بعد تحديد طريقة الـرد وشــكــلــ­ه، ولــكــن يـجـب أن يــدعــم ذلـــك مصالح دولــة إسرائيل في الوقت الـراهـن. واآلن على اإليرانين أن يجروا حساباتهم». وأردف: «ال أحـــد فــي املـسـتـوى األمــنــي اإلســرائـ­ـيــلــي لديه أي نــيــة لـتـحـمـل اســتــمــ­رار الــنــشــ­اط اإليـــران­ـــي بشكل مباشر أو مـن خـال وكــاء إيـــران ضد إســـرائــ­ـيـــل، وبــالــتـ­ـالــي سـيـتـم اتـــخـــا­ذ خـطـوات تـــدعـــم الــــرؤيـ­ـــة اإلســـرائ­ـــيـــلــ­ـيـــة. وفـــيـــم­ـــا تـشـيـر تقديراتنا إلى أن اإليرانين لم يقولوا الكلمة األخـــيــ­ـرة، فـــإن الــجــيــ­ش اإلســرائـ­ـيــلــي يستعد ملزيد من التحركات». وفي سياق متصل، أفـادت إذاعـة «كان ريشت بيت» التابعة لهيئة البث اإلسرائيلي­ة نقا عن مصادر عبرية بـأن دولــة االحـتـال بعثت رســائــل مــن وراء الـكـوالـي­ـس لـــدول عـربـيـة في

المتحدث باسم الجيش اإلسرائيلي: إيران لن تنجو من العقاب

واشنطن تتوقع أن يكون الرد اإلسرائيلي محدود النطاق

غروسي قلق من احتمال استهداف المنشآت النووية اإليرانية

املنطقة، مـفـادهـا بأنها ستهاجم إيـــران على نحو ال يشكل خطورة على تلك الدول أو على أنظمتها، أو يظهرها متعاونة مع تل أبيب. وأوضــحــت اإلذاعـــة أن دول املنطقة قلقة جدًا إزاء الـــرد اإلســرائـ­ـيــلــي املــتــوق­ــع عـلـى الهجوم اإليـــران­ـــي. ولـفـتـت اإلذاعــــ­ة إلـــى أن خشية تلك الـدولـة الحقيقية تكمن في احتمال أن تعمل إســــرائـ­ـــيــــل بــــصــــ­ورة تـــدفـــع إيــــــــ­ران لـــلـــرد عـلـى الهجوم اإلسـرائـي­ـلـي، ضـد هــذه الـــدول أيضًا، على خلفية رسائل التهديدات التي وجهتها طهران بأن كل دولة تفتح أراضيها أو مجالها الــــجـــ­ـوي أمــــــام الـــهـــج­ـــوم اإلســـرائ­ـــيـــلــ­ـي ضــدهــا ستدخل دائرة إطالق النار. فــــــي هــــــــذ­ا الـــــــو­قـــــــت، حــــــث وزيـــــــ­ـــر الــــخـــ­ـارجــــيـ­ـــة اإلسرائيلي يسرائيل كاتس الدول على فرض عــقــوبــ­ات عـلـى بــرنــامـ­ـج الـــصـــو­اريـــخ اإليـــران­ـــي وتصنيف الــحــرس الــثــوري اإليــرانـ­ـي منظمة إرهابية. وقال كاتس في منشور على وسائل التواصل االجتماعي، أمس: «إلى جانب الرد العسكري على إطـالق الصواريخ والطائرات املسيرة، أقود هجومًا دبلوماسيًا على إيران». وأضاف كاتس أنه بعث برسائل إلى 32 دولة وتـحـدث مـع العديد مـن نظرائه ودعـاهـم إلى «فـــــرض عـــقـــوب­ـــات عــلــى مـــشـــرو­ع الـــصـــو­اريـــخ اإليــــرا­نــــي وإعــــــا­لن الـــحـــر­س الــــثـــ­ـوري منظمة

إرهـابـيـة كوسيلة لـوقـف إيـــران وإضـعـافـه­ـا». وفــــي ظـــل هــــذا الـــوضـــ­ع، تـضـغـط دول غـربـيـة وال سيما الـــواليـ­ــات املـتـحـدة «عـلـى إسـرائـيـل لـيـكـون ردهـــا مــدروســًا ومـــحـــد­ودًا، أو أال تـرد أبــــدًا»، وفــق مـا أفـــادت الـقـنـاة 12 اإلسرائيلي­ة أمـــــس الــــثـــ­ـالثــــاء. ويــــبـــ­ـدو أن واشـــنـــ­طـــن تــريــد تقديم بدائل لتل أبيب عن الضربة العسكرية، ومــنــهــ­ا زيــــــاد­ة الـــعـــق­ـــوبـــات عــلــى إيـــــــر­ان. وفــي هـذا السياق، قالت وزيــرة الخزانة األميركية جــانــيــ­ت يــلــن إن «جــمــيــع الـــخـــي­ـــارات لعرقلة تــمــويــ­ل إيــــــرا­ن لـــإرهـــ­ابـــيـــن عــلــى الـــطـــا­ولـــة»، مضيفة خـــالل مـؤتـمـر صـحـافـي أمـــس: «إنـنـا نعمل على تقليص قــدرة إيــران على تصدير النفط». واعتبرت أن هجوم إيــران وتمويلها جــمــاعــ­ات مـسـلـحـة فـــي غــــزة ولــبــنــ­ان والـيـمـن والعراق يهددان االستقرار في الشرق األوسط وقــــــد يـــتـــسـ­ــبـــبـــ­ان فــــي تــــداعــ­ــيــــات اقـــتـــص­ـــاديـــة. وأعـلـنـت يـلـن أن وزارة الــخــزان­ــة ستستخدم ســلــطــة الـــعـــق­ـــوبـــات الـــخـــا­صـــة بـــهـــا وسـتـعـمـل مــع الـحـلـفـا­ء «ملــواصــل­ــة عـرقـلـة نــشــاط النظام اإليراني الخبيث واملزعزع لالستقرار». وقالت يـلـن إن وزارة الــخــزان­ــة اسـتـهـدفـ­ت أكــثــر من 500 فـرد وكيان مرتبطن بـاإلرهـاب وتمويل اإلرهاب من قبل النظام اإليراني ووكالئه منذ تــولــي إدارة جــو بــايــدن الـسـلـطـة فــي يـنـايـر/ كانون الثاني .2021 كما أفادت وزارة الدفاع األميركية (البنتاغون) بأن وزير الدفاع لويد أوســــن أجــــرى اتـــصـــا­الت هـاتـفـيـة االثــنــن مع نــظــرائـ­ـه فـــي الـــشـــر­ق األوســـــ­ط وأوروبــــ­ــــا، عـبـر فيها عــن دعــمــه إلســرائــ­يــل، لكنه شـــدد أيضًا على ضـرورة االستقرار اإلقليمي ملنع اتساع رقعة الصراع. أوروبيًا، دعت وزيرة الخارجية األملــانـ­ـيــة أنـالـيـنـ­ا بـيـربـوك االتــحــا­د األوروبـــ­ـي إلـى فـرض عقوبات جديدة على تكنولوجيا املـــســـ­يـــرات اإليـــران­ـــيـــة. وقـــالـــ­ت بــيــربــ­وك خــالل مـؤتـمـر صـحـافـي مــع نـظـيـرهـا األردنــــ­ـي أيمن الـــصـــف­ـــدي فـــي عـــمـــان أمـــــس: «ســعــيــت أواخــــر الــخــريـ­ـف مـــع فــرنــســ­ا وشـــركـــ­اء آخـــريـــ­ن داخـــل االتــــحـ­ـــاد األوروبـــ­ـــــي مـــن أجــــل تــوســيــ­ع نــظــام عقوبات املسيرات بشكل أكبر... آمل أن نتمكن اآلن أخـــيـــرًا مـــن الــقــيــ­ام بــهــذه الــخــطــ­وة مــعــًا». وأضــــافـ­ـــت: «مــــن املـــهـــ­م لــلــغــا­يــة بــالــنــ­ســبــة لنا كـحـكـومـة اتــحــادي­ــة أملــانــي­ــة فــي هـــذه األوقــــا­ت الحرجة أن نعمل جميعًا معًا للمساهمة في وقــف التصعيد فـي املنطقة بأكملها». وبعد زيارتها عمان، توجهت بيربوك إلى إسرائيل إلجراء محادثات تهدف ملنع تفاقم الوضع في املنطقة في أعقاب الهجوم الـذي شنته إيـران مــطــلــع األســــبـ­ـــوع. مـــن جــهــتــه، قــــال الــصــفــ­دي، خالل املؤتمر الصحافي مع بيربوك، إن عمان

سـتـتـصـدى ألي طـــائـــر­ات مـسـيـرة إسرائيلية تدخل أجواء بالده كما فعلت مع اإليرانية قبل أيام. وتابع: «لن نكون ساحة حرب ألي صراع باإلقليم، ولن نسمح ألي كان بتعريض أمننا للخطر». وفــي سـيـاق املــخــاو­ف مـن تداعيات الــصــراع، أعــرب املـديـر الـعـام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي عن «قلقه» من احتمال استهداف إسرائيل املنشآت النووية اإليـرانـي­ـة. وأتــت تصريحات غروسي االثنن فـــي مــؤتــمــ­ر صــحــافــ­ي عــلــى هـــامـــش اجــتــمــ­اع ملجلس األمـن الدولي. وردًا على سـؤال بشأن شن إسرائيل ضربة انتقامية تطاول املنشآت النووية اإليرانية، قال غروسي: «نحن قلقون من هذا االحتمال». وأضــاف: «ما يمكنني أن أقــولــه لـكـم هــو أن الـحـكـومـ­ة اإليــرانـ­ـيــة أبلغت مـفـتـشـيـ­نـا فـــي إيــــــرا­ن أمــــس (األحــــــ­ـد) بــــأن كل املنشآت النووية التي نقوم بتفتيشها يوميًا، ستبقى مغلقة العتبارات أمنية». عــلــى املــقــلـ­ـب اآلخــــــ­ر، كــــان الـــرئـــ­يـــس اإليـــران­ـــي إبراهيم رئيسي يؤكد أن «الدعم األعمى لدول غربية للكيان الصهيوني تسبب بالتوتر في املنطقة»، متوعدًا بـــ«رد هائل وواســع ومؤلم عـلـى كـــل مـرتـكـبـي أصــغــر عـمـل ضـــد مصالح إيــــران». وذكـــر مـوقـع الـرئـاسـة اإليـرانـي­ـة أمس أن كـــــالم رئـــيـــس­ـــي جـــــاء فــــي اتــــصـــ­ـال هــاتــفــ­ي أجـــــراه مـــع أمــيــر دولــــة قــطــر الــشــيــ­خ تـمـيـم بن حـمـد آل ثــانــي، االثــنــن، وقـــال خـاللـه رئيسي إن اســتــهــ­داف الــســفــ­ارة اإليــرانـ­ـيــة فــي دمشق كــان «دلـيـل عجز وفـشـل فـي تحقيق األهــداف فــي الــحــرب عـلـى غــــزة»، مـشـيـرًا إلـــى أن األمــم املتحدة ومجلس األمن الدولي «كما تقاعسا في وقف جرائم الصهاينة في غزة، لم يقوما بـــأدنـــ­ى مـسـؤولـيـ­اتـهـمـا الــقــانـ­ـونــيــة فـــي إدانـــة الهجوم على القنصلية اإليرانية في دمشق». وشــدد على أن هجمات بــالده على إسرائيل كانت «دفاعًا مشروعًا عن النفس وفق املادة 51 مليثاق األمم املتحدة». من جهتها، أشارت وكـالـة األنـبـاء القطرية قنا إلـى أن أمير دولـة قطر شــدد على ضـــرورة خفض كـافـة أشكال التصعيد وتجنب اتــســاع رقـعـة الــصــراع في املــنــطـ­ـقــة. كــمــا أوضـــحـــ­ت أن الــجــانـ­ـبــن شـــددا

 ?? ??
 ?? ??
 ?? (جيل كوهان مغان/فرانس برس) ?? عسكريان إسرائيليان قرب صاروخ إيراني في قاعدة جولس
(جيل كوهان مغان/فرانس برس) عسكريان إسرائيليان قرب صاروخ إيراني في قاعدة جولس

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar