تدريبات إسرائيلية لسيناريوهات في لبنان وسورية
شـهـد جــنــوب لــبــنــان، أمـــس الــثــالثــاء، قصفًا إسرائيليًا عنيفًا، طـاول إلى جانب املناطق الــحــدوديــة مــع فلسطني املـحـتـلـة، بــلــدة عني بـعـال فــي قـضـاء صـــور، حـيـث واصـــل جيش االحــــتــــالل ســـيـــاســـة االغــــتــــيــــاالت، ومــالحــقــة قـــــادة حــــزب الـــلـــه املـــيـــدانـــيـــني، إذ اسـتـهـدفـت غـــــارة لـــه ســــيــــارة، قــــال اإلعـــــالم اإلســرائــيــلــي إنـــهـــا اســتــهــدفــت قـــائـــدًا مــيــدانــيــًا كــبــيــرًا في الحزب. في املقابل، أعلن حزب الله استهداف مـــنـــظـــومـــة دفــــــــاع جــــــوي لـــجـــيـــش االحــــتــــالل فــي بـيـت هـلـل بـإصـبـع الـجـلـيـل، حـيـث دوت صــافــرات اإلنــــذار مـــرات عــدة أمـــس، واعـتـرف االحـتـالل بإصابات فيها. وليس بعيدًا عن أجواء التوتر بني إيران وإسرائيل، بعد ليل السبت – األحد املاضيني، الذي شهد إطالق إيـران مسيرات وصواريخ باتجاه األراضـي املـحـتـلـة لـلـمـرة األولـــــى، ردًا عـلـى اسـتـهـداف قنصليتها في دمشق بداية الشهر الحالي، واغـــتـــيـــال قــيــاديــني بــالــحــرس الــــثــــوري، فــإن جبهة لـبـنـان ظـلـت حـامـيـة أمـــس، بــني حـزب الـلـه وجـيـش االحـــتـــالل، الـــذي أعـلـن أمـــس أن «مسيرتني انفجرتا في مستوطنة بيت هلل بإصبع الجليل، بعد تسللها مـن األراضـــي الـــلـــبـــنـــانـــيـــة، مـــــا أدى إلــــــى تـــســـجـــيـــل ثـــالث إصــابــات «طـفـيـفـة»، موضحًا أن «التحقيق جـــار بـمـالبـسـات الـــحـــادث»، عـلـمـًا أن الـقـنـاة 12 اإلسرائيلية قالت إن صافرات اإلنـذار لم تـدو خـالل التسلل، كما تحدثت عن انفجار مسيرتني مفخختني في وادي الحولة شمال شرقي فلسطني املحتلة، القريب من الجوالن املحتل، بعد تسللها من جنوب لبنان. مــن جهته، أعـلـن حــزب الـلـه أنــه نفذ هجومًا جــويــًا بـمـسـيـرات انـقـضـاضـيـة عـلـى دفعتني «اســتــهــدفــتــا مــنــظــومــة الـــدفـــاع الــصــاروخــي فــــي بـــيـــت هــــلــــل، وأصــــابــــتــــا مـــنـــصـــات الــقــبــة الــحــديــديــة وطـاقـمـهـا وأوقـــعـــت أفـــرادهـــا بني قتيل وجريح». علمًا أنها ليست املرة األولى الــتــي يـسـتـهـدف فـيـهـا حـــزب الــلــه بـيـت هـلـل، إذ كــــان فـــي فـــبـــرايـــر/ شـــبـــاط املـــاضـــي أعــلــن استهداف مقر قيادة كتيبة بيت هلل التابع لـــلـــواء اإلقــلــيــمــي الــشــرقــي 769 اإلســرائــيــلــي، «بــاألســلــحــة املــنــاســبــة». كـمـا لـفـت أمـــس إلـى أن عـنـاصـره اسـتـهـدفـوا أمـــس أيـضـًا تجمعًا لجنود االحتالل في محيط موقع بركة ريشا باألسلحة الصاروخية، وثكنة زبدين وموقع السماقة في مزارع شبعا املحتلة. وشهدت القرى الجنوبية األمامية على طول الجبهة، أمس، قصفًا إسرائيليًا عنيفًا، طاول بشكل خـاص بلدتي الخيام وعلما الشعب، فيما استهدفت غـارة من مسيرة إسرائيلية ســــيــــارة عـــلـــى طـــريـــق املـــجـــبـــل فــــي بـــلـــدة عـني بعال، في قضاء صور (على بعد حوالي 15 كيلومترًا من اقرب نقطة حدودية مع فلسطني املحتلة)، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 2 آخرين. وقالت إذاعة جيش االحتالل إن هدف الـغـارة اغتيال قائد ميداني كبير فـي حزب الـلـه، وهـو مـا أكــده مصدر مـقـرب مـن الحزب لوكالة «فـرانـس بـــرس». وقــال املـصـدر عصر أمس، إن «قياديًا ميدانيًا مسؤوال عن محور منطقة الــنــاقــورة قـتـل بـضـربـة إسـرائـيـلـيـة». والحقًا أعلن الحزب قصفه مجددًا بيت هلل بــصــواريــخ الـكـاتـيـوشـا «ردًا عـلـى اعــتــداءات الــعــدو عـلـى الــقــرى اآلمــنــة وآخـــرهـــا فــي عني بــعــال»، ليقوم االحــتــالل بـاسـتـهـداف سيارة في بلدة الشهابية، بقضاء صور. وفـــــــي الـــــوقـــــت الــــــــذي يــــرتــــفــــع فــــيــــه مـــنـــســـوب الــتــوتــر بـــني إســـرائـــيـــل وإيـــــــران، أعــلــن جيش االحــــــتــــــالل، أمــــــــس، إجـــــــــراء تـــمـــريـــن يــحــاكــي «الــقــتــال عـبـر الــفــضــاء الــرقــمــي» فــي الـقـيـادة الشمالية استعدادًا لحال طوارئ و«مواجهة ســـيـــنـــاريـــوهـــات مـــتـــزامـــنـــة عـــلـــى الــجــبــهــتــني الـلـبـنـانـيـة والـــســـوريـــة»، وذلــــك وســــط تـرقـب إلمــكــانــيــة رده عــلــى الــقــصــف اإليــــرانــــي ليل الـــســـبـــت – األحـــــــــد. وتـــــابـــــع: «تـــــمـــــرن جـــنـــود االحـــتـــيـــاط الــتــابــعــون لــقــيــادة املــنــطــقــة على الخطط العملياتية والتعاون بني املنظومات املختلفة الـتـابـعـة لـلـقـيـادة مــن أجـــل تشكيل االستجابة العملياتية لكل سيناريو». إلى ذلك، حذر قادة عسكريون ومعلقون في تل أبيب، أمس، من خطورة انضمام حزب الله إلى مواجهة عسكرية شاملة يمكن أن تتفجر فـــي أعـــقـــاب الــــرد اإلســرائــيــلــي عــلــى الـهـجـوم اإليــــرانــــي. وقــــال مـعـلـق الـــشـــؤون الـعـسـكـريـة في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل، إن انــضــمــام حـــزب الــلــه إلـــى مــواجــهــة مــع إيـــران سيكون «الـخـطـر األكــبــر» الـــذي سينجم عن الهجوم اإلسرائيلي املضاد بسبب ما يحوزه الحزب من ترسانة سـالح. وزعـم هارئيل أن طهران حرصت على رعاية حزب الله ليكون ذراعـًا «لـردع إسرائيل ولالستفادة من دوره في الرد على أي هجوم ينفذه جيش االحتالل ضد طهران». ونوه إلى أن خطر اندالع حرب إقليمية سيتعاظم في حال شارك حزب الله في الـرد على هجوم إسرائيلي داخـل العمق اإليراني حتى لو كان محدودًا. وبـــحـــســـب هــــارئــــيــــل، فــــإنــــه عـــلـــى الــــرغــــم مـن أن حــــزب الـــلـــه ال يـــبـــدي «لـــهـــفـــة» لـالنـضـمـام لــلــجــهــد الـــحـــربـــي اإليــــــرانــــــي، إال أن طـــهـــران يـمـكـن أن تـضـغـط عـلـيـه لـلـمـشـاركـة فــي الــرد عــلــى الــهــجــوم اإلســـرائـــيـــلـــي. مـــن جــهــتــه، قــال الباحث املتخصص في شؤون األمن القومي اإلسرائيلي، العقيد املتقاعد كوبي مروم، إن التصعيد مــع إيـــران كشف خــطــورة الجبهة الشمالية وتـبـعـات املـواجـهـة مــع حــزب الله. وقـال في مقابلة أجراها معه موقع «والــال»، إن بـــروز املخاطر الناجمة عـن املـواجـهـة مع إيران وحزب الله تدلل على أن حجم مبالغة وزراء إسرائيل وساستها عند حديثهم عن وجوب تنفيذ عملية عسكرية في رفح.