ترامب: محاكمتي اضطهاد سياسي
تهرب من المشاركة في هيئة المحلفين استغل الرئيس األميركي السابق دونالد ترامب محاكمته التاريخية في نيويورك لحشد أنصاره
رغم أن الرئيس األميركي السابق دونالد تـــرامـــب، عــلــى عــكــس مـــا كــــان يــظــهــره في مــحــاكــمــاتــه الــســابــقــة، بــــدا هـــادئـــا داخـــل قاعة محكمة مانهاتن بنيويورك، أول من أمس االثنن، في املحاكمة األولى لرئيس أميركي سابق بقضية جنائية، إال أنه كال االتهامات قبيل وبعد الجلسة األولى من املحاكمة التي اعتبرها بمثابة «اضطهاد ســـيـــاســـي» لـــه و«اعـــــتـــــداء عــلــى الـــواليـــات املـتـحـدة». وستبت املحكمة بما إذا كان املـلـيـارديـر الجمهوري مذنبا فـي تزوير مستندات محاسبية ملجموعته العقارية «منظمة ترامب» ،)Trump Organization( إذ سمحت النسخ املــــزورة مـن حسابات منظمة تـرامـب، بحسب االدعـــاء، بإخفاء مبلغ 130 ألف دوالر في املرحلة األخيرة من الحملة االنتخابية للرئيس السابق، فــي ،2016 دفــــع ملمثلة األفــــالم اإلبـاحـيـة ســتــورمــي دانـــيـــالـــز لـلـتـسـتـر عــلــى عـالقـة جـنـسـيـة قــبــل عــشــر ســـنـــوات مـــع تــرامــب، والتي ينفي األخير حدوثها. وبينما انتهى اليوم األول من املحاكمة بـــاســـتـــبـــعـــاد الـــــعـــــشـــــرات مـــــن األعـــــضـــــاء املـحـتـمـلـن فـــي هـيـئـة املــحــلــفــن، استغل ترامب الجلسة األولى في حشد مؤيديه الذين تظاهر عـدد منهم خــارج املحكمة ولــصــالــح حـمـلـتـه االنــتــخــابــيــة كـمـرشـح الــحــزب الـجـمـهـوري املـفـتـرض، إذ سجل تـلـقـي أنـــصـــاره رســائــل بــريــد إلـكـتـرونـي تحثهم على التبرع للحملة. وبدأت، أول مـــن أمــــس، عـمـلـيـة انــتــقــاء أعـــضـــاء هيئة املحلفن مع إبقاء هوياتهم طي الكتمان لحمايتهم مـن أي رشـــوة أو ضـــرر. ومن أصل 96 مرشحا ليكونوا أعضاء الهيئة الــــــــــــ21، بــــاإلضــــافــــة إلــــــى ســـتـــة مــحــلــفــن مناوبن، تم استبعاد 50 منهم سريعا، بــعــدمــا أقــــــروا بـــتـــعـــذر اتـــخـــاذهـــم مـوقـفـا منصفا وغير متحيز في القضية، التي تتضمن 34 تهمة جنائية. وسمح الحقا
لتسعة آخرين باملغادرة بعد إعالنهم عن أسـبـاب تمنعهم مـن أداء الـــدور املطلوب مـــنـــهـــم. أمــــــا الــــبــــاقــــون، وهـــــم مـــواطـــنـــون عـــاديـــون ألــقــي بـهـم بــن لـيـلـة وضـحـاهـا في فوضى هذه املحاكمة غير املسبوقة بــيــنــهــم مـــمـــرضـــة وبــــائــــع كـــتـــب ومــــحــــام، فاضطروا إلـى الكشف عـن تفاصيل في حــيــاتــهــم الـــخـــاصـــة أمـــــام املــحــكــمــة، مثل مهنهم وأوضــاعــهــم العائلية ومـصـادر مـعـلـومـاتـهـم وهــوايــاتــهــم. وطـــلـــب منهم التعبير عن تعاطفهم أو تحيزهم تجاه املـتـهـم. وتــعــد هـــذه املـرحـلـة حـاسـمـة في املحاكمة ويمكن خاللها لكل من االدعاء والــدفــاع رفــض عــدد مـعـن مــن املحلفن دون الـحـاجـة إلـــى تـقـديـم مــبــرر، ويمكن أن تستمر حتى األسبوع املقبل أو أبعد مـن ذلـــك. وبـمـا أنــه سيتعن على ترامب حـــضـــور كــــل يـــــوم تــنــعــقــد فـــيـــه املــحــكــمــة، أي أربـــعـــة أيــــام فـــي األســـبـــوع عــلــى مــدى األسـابـيـع الستة املقبلة على األقـــل، بما ســيــؤثــر عــلــى حــيــاتــه الــيــومــيــة وقـــدرتـــه على املشاركة بحملته االنتخابية، قبيل انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني املقبل، أحضر ترامب حملته إلى املحكمة. وقال لــدى دخــولــه املحكمة إن «هـــذا اضطهاد ســــيــــاســــي»، و«اعـــــــتـــــــداء عـــلـــى الـــــواليـــــات املـتـحـدة». كما جــدد التشكيك فـي نزاهة القاضي خوان ميرشان، املكلف بترؤس جــلــســات املــحــاكــمــة، قـــائـــال للصحافين في مانهاتن بعد الجلسة األولى إنه «لن نمنح محاكمة عـادلـة»، و«لدينا مشكلة حقيقية مـــع هـــذا الـــقـــاضـــي». وأمـــــام مقر املـحـكـمـة نــظــم تـجـمـع غـيـر حــاشــد مؤيد لترامب، أطلق خالله املتظاهرون هتافات بذيئة ضـد الرئيس جـو بـايـدن واملدعي الـــعـــام فـــي مــانــهــاتــن ألـــفـــن بــــــراغ، ولــــوح أحدهم بعلم كتب عليه «ترامب أو املوت». مـــن جــهــتــه، حـــــذر مـــيـــرشـــان، فـــي خـطـوة معتادة مع كل املتهمن، من أنه سيتعن
يتعين على ترامب الحضور كل يوم تنعقد فيه المحكمة عــلــى تـــرامـــب حـــضـــور املــحــاكــمــة يـومـيـا وإال ســـيـــواجـــه الـــتـــوقـــيـــف، كـــمـــا حــــــذره مـــن تـــكـــرار مـــحـــاوالتـــه عــرقــلــة الـجـلـسـات بـــمـــنـــشـــورات تــحــريــضــيــة عـــلـــى شـبـكـات الــتــواصــل االجــتــمــاعــي، ونـــوبـــات غضب خــالل الجلسات. وحـــدد القاضي جلسة استماع األسبوع املقبل لالدعاء لتقديم دفــــوعــــه فــــي مــــا يــتــعــلــق بــــإدانــــة تـــرامـــب بـــــازدراء املـحـكـمـة، بـخـرقـه أمـــرًا قضائيا يمنعه مـن توجيه انـتـقـادات ألشخاص على صلة بالقضية. وتـسـاجـل مـحـامـو الجهتن مــع القاضي بشأن األدلـــة التي يمكن اعتمادها، فيما جلس ترامب بكتفن منحنيتن ناظرًا إلى األمـــام أو محدقا بشاشة الكمبيوتر إلى جانب فريقه القانوني. وأفادت الصحافية فــي صحيفة نــيــويــورك تـايـمـز األميركية ماغي هابرمان بأن ترامب بدا مرارًا أنه غفا وتدلى رأسه، األمر الذي أغضب ترامب، إذ رصد يحدق فيها بغضب حسب ما نقلت مـجـلـة نـــيـــوزيـــويـــك. وفــيــمــا يــقــيــد قــانــون واليــــــــة نــــيــــويــــورك الـــتـــغـــطـــيـــة اإلعـــالمـــيـــة إلجراء ات املحاكمة التي تعقد خلف أبواب مغلقة، وتقتصر التغطية على عدد قليل مـــن املـــراســـلـــن، نــقــل هـــــؤالء مـــا جــــرى في املحكمة، وسط إجراءات أمنية مشددة، إذ منع القاضي ميرشان االدعـــاء من عرض تــســجــيــل فـــيـــديـــو لـــتـــرامـــب خـــــالل حـمـلـتـه االنتخابية فـي الـعـام 2016 يقول فيه إن الـــرجـــال املـشـهـوريـن يمكنهم «اإلمـــســـاك» بالنساء من أعضائهن التناسلية ألنهن «يسمحن لهم بذلك». وطلب االدعاء تغريم تــــرامــــب لـــخـــرقـــه حـــظـــرًا فـــرضـــه مــيــرشــان يمنعه فيه مـن توجيه انـتـقـادات لشهود مــحــتــمــلــن وغـــيـــرهـــم مــــن طـــاقـــم املـحـكـمـة عـلـى شـبـكـات الـتـواصـل االجـتـمـاعـي. إلـى ذلــك، رفـض البيت األبـيـض، أول من أمس االثنن، مساعي الجمهورين في مجلس الــنــواب إلقــنــاع بــايــدن بــــاإلدالء بشهادته أمــــام الـــنـــواب فـــي تحقيق املــســاءلــة حـول عـالقـتـه بـاألنـشـطـة املـالـيـة لنجله هانتر، ووصف تلك املساعي بـ «تمثيلية حزبية»، إذ «لــم يكشف عـن أي دليل يشير لتورط الــرئــيــس» فــي أي مـخـالـفـات أثــنــاء توليه منصبه.