أجندة شكري في أنقرة: غزة وليبيا واستعجال صفقة «بيرقدار»
يزور وزير الخارجية المصري سامح شكري العاصمة التركية أنقرة خالل األيام المقبلة، حامًال أجندة تحمل ملفات عدة
يـــعـــتـــزم وزيــــــر الـــخـــارجـــيـــة املــــصــــري ســامــح شكري زيارة العاصمة التركية أنقرة خالل أيـــام، لبحث الـتـطـورات فـي الـشـرق األوســط واألوضـــــاع فــي قــطــاع غــــزة، بـحـسـب مــا أكـد مــصــدر دبــلــومــاســي تــركــي لــوكــالــة رويــتــرز أمــــــس الــــثــــالثــــاء. وبـــحـــســـب املـــــصـــــدر، فــإنــه ينتظر أن يـقـيـم شـكـري مــع نـظـيـره التركي هـــاكـــان فـــيـــدان أحـــــدث الـــتـــطـــورات املـتـعـلـقـة بـــاملـــفـــاوضـــات الـــرامـــيـــة لـــوقـــف إطـــــالق الــنــار فــي غــــزة. بـــدورهـــا، أكــــدت وكــالــة األنــاضــول الـتـركـيـة لــأنــبــاء، أمـــس، أن شــكــري سـيـزور أنقرة نهاية األسبوع الحالي، وأنه سيلتقي بحسب مصادر دبلوماسية نظيره التركي، على أن يعلن الحقا عن تفاصيل الزيارة. من جهتها، تحدثت مصادر مصرية لـ«العربي الــجــديــد» عــن أجــنــدة زيــــارة شــكــري ألنــقــرة، مشيرة إلـى تصدر موضوعي غـزة وليبيا، إلـى جانب استعجال القاهرة إتمام صفقة
مــــســــيــــرات بــــيــــرقــــدار الـــتـــركـــيـــة، عــنــاويــنــهــا. وقـــال مــصــدر مــصــري لـــ«الــعــربــي الـجـديـد»، إن مـــن أهـــــداف الـــزيـــارة «اســتــعــجــال صفقة مسيرات بيرقدار، قبيل القمة املرتقبة بن الرئيسن عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغـــان»، والتي لم يحدد موعد لها بعد، علما أن الرئيسن كانا قـد عقدا قمة خالل زيــارة أردوغـــان للقاهرة في فبراير/شباط املــــاضــــي. وبــحــســب املــــصــــدر، فـــإنـــه «بـــعـــد 7 سنوات من التأجيل، أدركــت القاهرة أنـه ال بد من الحصول على املسيرات التركية». وأوضــــــــح املــــصــــدر أن «الــــحــــاجــــة ملـــســـيـــرات بيرقدار أصبحت متزايدة اليوم، وال سيما بعد أن أثبتت فعاليتها في نزاعات مختلفة حول العالم، حيث ساعدت الحكومة الليبية فـي طرابلس فـي صــد قــوات الـلـواء املتقاعد خليفة حفتر، كما ساعدت أذربيجان على هزيمة القوات املدرعة األرمينية واستعادة مــســاحــات شـاسـعـة مــن األراضـــــي فــي حـرب إقليم ناغورنو كاراباخ عام ،2020 كما كانت أداة فاعلة فـي يـد الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا لقتال جبهة تحرير شعب تيغراي». وأشــــــــار املــــصــــدر إلــــــى أن «تــــوغــــو حـصـلـت أيـضـا على طــائــرات بـيـرقـدار، مـن أجــل كبح تسلل املقاتلن الجهادين الـذيـن ينتقلون جــنــوبــا مـــن بــوركــيــنــا فـــاســـو، ويــتــحــركــون عــبــر الــتــضــاريــس الـــوعـــرة بـــدراجـــات نـاريــة لنصب الكمائن ويشنون هجمات مفاجئة عــلــى نـــقـــاط الـــجـــيـــش». واعـــتـــبـــر املـــصـــدر أن الـسـلـطـات فــي مـصـر لــم تـكـن «لـتـسـتـمـر في رهـــن مصالحها الـقـومـيـة، مـقـابـل اســتــرداد
مـــجـــمـــوعـــة مـــــن الـــصـــحـــافـــيـــن املــــعــــارضــــن املوجودين في تركيا». من جهته، قال دبلوماسي مصري، لـ «العربي الـــجـــديـــد»، إن «شـــكـــري مـــن املـــقـــرر أن يبحث خـــالل زيـــارتـــه ألنـــقـــرة، الــتــرتــيــبــات الـخـاصـة بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتركيا، وعـقـد قـمـة ثنائية مــع نـظـيـره الـتـركـي رجـب طيب أردوغان، خالل الفترة القريبة املقبلة»، الفــتــا إلـــى أنـــه «ســيــتــم خـــالل زيـــــارة شــكــري، تحديد موعد القمة بن الرئيسن في أنقرة». وبـــحـــســـب املــــصــــدر، فـــــإن مـــبـــاحـــثـــات شــكــري وفــــــيــــــدان ســـتـــتـــضـــمـــن بــــحــــث «الـــــتـــــصـــــورات املـــطـــروحـــة بـــشـــأن إنـــهـــاء األزمــــــة فـــي لـيـبـيـا، وتـــــوحـــــيـــــد اإلدارة فــــــي الــــــغــــــرب والـــــشـــــرق الليبين»، قائال إن «الفترة األخيرة شهدت تراجعا كبيرًا في نقاط الخالف بن البلدين فـــي مـــا يـتـعـلـق بـاملـلـف الــلــيــبــي»، مـضـيـفـا أن شـــكـــري «ســـيـــســـتـــعـــرض فــــي أنــــقــــرة تـــصـــورًا مـصـريـا لتشكيل حـكـومـة وحــــدة فــي ليبيا، بـــرئـــاســـة رئـــيـــس املــــصــــرف املـــــركـــــزي هـــنـــاك، الـــصـــديـــق الـــكـــبـــيـــر». ووفــــقــــا لـــلـــمـــصـــدر، فـــإن «الـــرؤيـــة املــصــريــة، تـــرى فــي رئـيـس املـصـرف املــــركــــزي، شـخـصـيـة يـمـكـن الـــتـــوافـــق حـولـهـا
مصدر مصري: الحاجة لمّسيرات بيرقدار تتزايد
بن املكونات الليبية، باعتبارها تكنوقراط، وكذلك ال توجد على شخصه، أي اعتراضات تركية». كما أوضح الدبلوماسي املصري، أن «مباحثات شكري في أنقرة، ستتناول أيضا الـوضـع فـي قـطـاع غـــزة، والـوسـاطـة املتعلقة بالتوصل التفاق لوقف إطالق النار وتبادل األســـرى»، مشيرًا إلـى أن «هناك رغبة تركية فـــي الـــوقـــت الــحــالــي، فـــي انـــخـــراط أوســــع في املفاوضات الرسمية والتواجد كوسيط، إلى جـانـب مصر وقــطــر، خصوصا بعد مطالب أمــيــركــيــة مـــن تــركــيــا بــلــعــب دور فـــي إقــنــاع حــركــة حــمــاس بــإظــهــار تـــعـــاون أكــبــر بـشـأن مـــحـــاوالت واشــنــطــن إطــــالق ســــراح األســــرى اإلسرائيلين». وفي السياق، قال السفير املصري السابق لدى أنقرة، عبد الرحمن صالح، في حديث لـ «العربي الجديد»، إنه «في هذا التوقيت يحتاج فيه كل من البلدين لآلخر، وذلك من أجل مواجهة ما يـدور حولهما من إعــادة ترتيب األوضــاع في املنطقة، سواء بفعل تطورات الصراع الدولي أو اإلقليمي، على إعـــادة رسـم خريطة توزيع القوة بالشرق األوسط والتي تتجاهل أحيانا املصالح االقتصادية لكل من مصر وتركيا». وأضــاف صالح أن «حـرب غزة الحالية عقدت التفاعالت اإلقليمية، ولـذلـك يجب التنسيق مـع مصر ألداء دور مؤثر فـي تلك التفاعالت للحفاظ عـلـى صـــورة تـركـيـا كـقـوة إقليمية»، مـــعـــتـــبـــرًا أن «عــــــــودة الــــتــــعــــاون بــــن الـــقـــاهـــرة وأنقرة يمكن أن تتيح ملصر مصادر إضافية لزيادة قدراتها ونفوذها أيضا كقوة إقليمية ودولية متوسطة».