بروكسل تالحق البروباغندا الروسية
تعمل بلجيكا على مالحقة ما تقول إنها شبكات موالية لروسيا في عواصم االتحاد األوروبي، والتي تتهمها بضّخ أموال للتأثير على االنتخابات األوروبية المقبلة
يسود الخوف من التدخل الـروسـي املزعوم في انتخابات االتحاد األوروبـي، املقررة بن 6 و9 يـونـيـو/حـزيـران املـقـبـل، فــي بـروكـسـل، ما دفع بلجيكا إلى إطاق تحقيق في أموال روسية مشتبه في تحويلها إلـى سياسين أوروبـــيـــن. وكـــان رئـيـس الـــــوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، أعلن يوم الجمعة املاضي، أن الروس «يسعون ملساعدة بعض األحزاب من أجل انتخاب املزيد من املرشحن املوالن لروسيا فـي الـبـرملـان األوروبــــي». تزامنا مع ذلــــك، بــــدأ مـكـتـب االدعــــــاء الـــعـــام الـبـلـجـيـكـي، الــتــحــقــيــق فــــي تــلــقــي عـــــدد مــــن الــبــرملــانــيــن األوروبـيـن أمــواال من روسيا لنشر الدعاية الــروســيــة. ويــأتــي ذلــك فــي أعــقــاب إعـــان دي كرو، أن جهاز االستخبارات في باده كشف مــا وصـفـه بمحاولة شبكة مـوالـيـة لروسيا في بلجيكا التأثير على نتائج االنتخابات األوروبية املقبلة. ويــــرى االتـــحـــاد األوروبــــــي أن تـأثـيـر الـــروس فـي انـتـخـابـات الـبـرملـان األوروبــــي يستهدف تــعــزيــز خـــطـــاب مـــعـــن صـــديـــق لـــروســـيـــا في هـــذه املــؤســســة، بـحـسـب مـــا ذكــــرت صحيفة لــو ســـوار البلجيكية فــي 12 إبـريـل/نـيـسـان الـــحـــالـــي. وتـــحـــدثـــت الــصــحــيــفــة عـــن اعــتــقــاد سياسي وأمني يسود في بلجيكا، بوجود «شبكة موالية لروسيا» في الباد. وانتشار مثل هذه الشبكة في بلجيكا وعـدد من دول االتـــحـــاد األوروبـــــي «هــدفــه واضــــح لـلـغـايـة»، بــــحــــســــب دي كــــــــــرو، وهــــــــو إضــــــعــــــاف دعــــم األوروبين ألوكرانيا. ومــا يـجـري الحديث عنه مـجـددًا هـو وجـود تمويل روسي لبعض البرملانين األوروبين بــهــدف نــشــر الـــرســـائـــل والـــدعـــايـــة الــروســيــة. وتـــتـــعـــلـــق مـــــخـــــاوف الـــطـــبـــقـــات الـــســـيـــاســـيـــة التقليدية فــي أوروبــــا بفرضية أن موسكو تــتــعــاون مــع أحــــزاب أقــصــى الـيـمـن الـقـومـي املــتــشــدد فــي الـــقـــارة. وتــتــعــزز هـــذه املــخــاوف فــي أعــقــاب الـكـشـف خـــال األســـبـــوع املـاضـي عــن أن مــرشــح الــبــرملــان األوروبـــــي عــن حـزب الـــبـــديـــل ألجــــــل أملـــانـــيـــا الـــيـــمـــيـــنـــي املـــتـــشـــدد، بـــيـــتـــر بـــيـــســـتـــرون، يــتــلــقــى أمــــــــــواال روســـيـــة لنشر وجـهـات نظر ودعـايـة مـؤيـدة لسردية الكرملن بشأن عاقاته املتوترة مع أوروبـا والـــغـــرب عــمــومــا. وتــثــيــر املـــزاعـــم األوروبـــيـــة بالتدخل الروسي في االنتخابات البرملانية بعض القلق اإلضافي في القارة، على خلفية اتهامات سابقة قبل الحرب في أوكرانيا عن عاقة موسكو بأجنحة التشدد القومي في عدد من دول القارة، بما في ذلك شخصيات سياسية وتشريعية فــي دول إسكندنافية وفـــي أملــانــيــا وفــرنــســا وإيــطــالــيــا وإسـبـانـيـا وغيرها من دول القارة، رفضت لوقت طويل سـيـاسـات الـهـجـرة الـتـي تنتهجها بلدانها، بــــل أيــــــد بــعــضــهــا االنــــســــحــــاب مــــن االتـــحـــاد األوروبــــي. والـيـوم تأتي هــذه االتـهـامـات عن تأثير روسي مزعوم في العملية االنتخابية
ملـــــرشـــــحـــــن أوروبـــــــــيـــــــــن مـــتـــشـــكـــكـــن أصـــــــا باملشروع األوروبـــي برمته، ولديهم مواقف نــقــديــة مـــن الــهــجــرة والـــحـــرب فـــي أوكـــرانـــيـــا، لتضع مزيدًا من األسئلة حول عاقة اليمن املتطرف األوروبي بموسكو. وتطالب أحزاب في يسار الوسط في دول أوروبـيـة مختلفة بإجراء تحقيقات أمنية عميقة حيال «اآلثار السياسية التي ستترتب على هذا التعاون في انتخابات برملان أوروبا املقبلة»، بحسب مـــا ذكــــر أول مـــن أمــــس االثـــنـــن حــــزب يـسـار الـــوســـط، راديــــكــــال فــيــنــســتــرا، فـــي الـعـاصـمـة الدنماركية كوبنهاغن. وكـــــان الـــبـــرملـــان األوروبـــــــي فـــــرض، األســـبـــوع املــــاضــــي، غــــرامــــة بــنــحــو تــســعــة آالف يــــورو عــــلــــى الــــبــــرملــــانــــيــــة األوروبـــــــيـــــــة عـــــن التـــفـــيـــا، تــاتــيــانــا شــــدانــــوك، بـتـهـمـة «انـــتـــهـــاك قــواعــد سلوك البرملانين (فـي البرملان األوروبـــي)». ويــســود اعــتــقــاد بـحـسـب اإلعــــام األوروبـــيـــة بـــأن شـــدانـــوك «عـمـلـت كعميل ســـري لجهاز االستخبارات الروسي أف أس بي على مدار سنوات مضت». الـقـلـق األوروبـــــي مــن تــزايــد الـنـفـوذ الــروســي على مستويات املشرعن والسياسين يعززه التقدم االنتخابي لألطراف املشككة بالرواية الغربية بشأن العاقة بموسكو والحرب في أوكــرانــيــا. فعلى سبيل املــثــال، تنظر أوروبـــا بعن قلقة إلى هزيمة إيفان كوركوك، املؤيد للتعاون الوثيق مع الـغـرب، في االنتخابات الــرئــاســيــة الـسـلـوفـاكـيـة فـــي وقـــت ســابــق من شهر إبريل/نيسان الحالي، والتي فاز فيها بيتر بيليغريني، املعروف بقربه من روسيا. ويتصور األوروبيون أن تزايد رقعة املشككن بالجهود األوروبية مع أوكرانيا، سواء على املستويات الوطنية أو على مستوى االتحاد األوروبــــــــــي، يــشــكــل إضـــعـــافـــا ملــــواقــــف الـــقـــارة والغرب بمواجهة روسيا.