االضطرابات تطاول نمو الخليج
جـــــــــــاء ت تــــــوقــــــعــــــات الـــــبـــــنـــــك الــــــــدولــــــــي لـــنـــمـــو االقــتــصــادات الخليجية خــال الـعـام الـجـاري لتعبر عن حالة عدم اليقن التي تسود بفعل اســـتـــمـــرار االضـــطـــرابـــات الـجـيـوسـيـاسـيـة في املنطقة وآخرها تصاعد التوترات بن إيـران وإســرائــيــل. وخـفـض الـبـنـك الــدولــي تقديراته لنمو اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي إلـى %2.8 خـال العام الجاري من التقديرات السابقة البالغة %3.6 والعام املقبل إلى .%4.7 وأشــــار الـبـنـك فــي تـقـديـراتـه الـــصـــادرة، مساء االثنن، إلى خفض توقعاته لنمو اقتصادات منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا عمومًا إلى ،%2.7 مقابل %3.5 في تقديراته السابقة الــصــادرة فـي يـنـايـر/ كـانـون الـثـانـي املـاضـي. وعزا البنك خفض تقديراته إلى تراجع أسعار النفط وخفض اإلنتاج من جانب منظمة أوبك واملنتجن من خارجها في ما يعرف بتحالف «أوبـــــــك+» الــــذي يــضــم بــجــانــب املـنـظـمـة كـبـار املـنـتـجـن مــن خــارجــهــا عـلـى رأســهــم روســيــا. وأدت الـــحـــرب اإلســرائــيــلــيــة عــلــى قــطــاع غــزة الــتــي دخــلــت شــهــرهــا الــســابــع إلـــى الــتــوتــرات املتصاعدة بن إيــران وإسرائيل، حيث شنت طهران، فجر األحد املاضي، هجومًا صاروخيًا
وبـــالـــطـــائـــرات املــســيــرة عــلــى دولـــــة االحـــتـــال، ردًا على الـغـارة اإلسرائيلية على القنصلية اإليرانية في العاصمة السورية دمشق مطلع الشهر الــجــاري، إلــى زيـــادة حـالـة عــدم اليقن على املستوى اإلقليمي. ورغم أن حجم اآلثار االقـتـصـاديـة اإلقليمية لـلـحـرب مــا يـــزال غير مؤكد، ويعتمد إلى حد ما على فرضية توسع الصراع أو عدمه، إال أن هناك بعض القطاعات في الـدول املجاورة لفلسطن املحتلة أظهرت تأثرًا مباشرًا، على غرار السياحة، كما تأثرت حــركــة الـــتـــجـــارة جــــراء الــــصــــراع، إذ تـراجـعـت حـركـة املـــرور عبر مضيق بــاب املــنــدب وقناة الــســويــس، خـصـوصـًا مــع اســتــهــداف جماعة الحوثي فـي اليمن للسفن التجارية، مـا رفع أسعار التأمن، خاصة للسفن املتوجهة نحو أوروبا. وزادت كلفة الشحن أيضًا على السفن الـــتـــي اخــــتــــارت ســـلـــوك املـــســـار األطــــــول حــول أفـريـقـيـا لتجنب الـهـجـمـات. ورغـــم الـقـلـق من اتساع نطاق الحرب في املنطقة، يرى الخبير في االقتصاد الدولي، رائد املصري، أن الضربة اإليـــرانـــيـــة إلســرائــيــل لـــن يــكــون لــهــا تــأثــيــرات اقــتــصــاديــة كــبــيــرة عــلــى األرجــــــح، بـاسـتـثـنـاء ارتفاع طفيف في أسعار النفط، حسبما صرح لـ «العربي الجديد». ويوضح املصري أن ما شهدته املنطقة، فجر األحد املاضي، يأتي في إطار املخاطر الجيوسياسية القائمة بالفعل، خــاصــة أن الـــشـــرق األوســـــط مـنـطـقـة سـاخـنـة، «لـكـن دول الـعـالـم والــــدول اإلقليمية الكبرى مجمعة عـلـى أنـــه ال يمكن املــســاس بساسل التوريد والنفط، خاصة بعد الحرب الروسية األوكرانية وما سببته من أزمات واضطرابات على هذا املستوى». وأن مفاعيل الضربة على إسرائيل «انتهت» على األرجـح «إال إذا كانت إسرائيل تريد أن تتوسع بحرب طويلة وتجر الواليات املتحدة األميركية وأطــراف الصراع األخرى إلى حرب واستنزافات مفتوحة».