َتكاُتف من بيت لحم إلى غزة
لوحاٌت تلّم شمل البالد في مواجهة العدوان يشارك في المعرض المقام حاليًا بـ«جامعة الكلمة» 24 من طلبة الماجستير فيها، وتمثل أعمالهم تحية إلى غزة وتضامنًا معها بوجه اإلبادة
«تــكــاتــف» عــنــوان املــعــرض الـجـمـاعـي الــذي يـــوقـــعـــه أربــــعــــة وعــــشــــرون طـــالـــبـــا وطــالــبــة يــتــابــعــون درجــــة املـاجــســتــيــر فـــي «جـامـعـة الـــكـــلـــمـــة» بــبــيــت لـــحـــم؛ والـــــــذي انـــطـــلـــق فـي الـــخـــامـــس مــــن نـــيـــســـان/ إبــــريــــل الــــجــــاري، ويــســتــمــر حــتــى الــخــامــس مـــن أيـــــار/ مـايـو املـــقـــبـــل، لـــيـــكـــون بــمــثــابــة تــعــبــيــر قـــــوي عـن الــتــضــامــن مـــع غـــــزة، حــيــث تـــوثـــق األعـــمـــال املـــشـــاركـــة الـلـحـظـة الــراهــنــة الــتــي يشهدها العالم بما فيها من قتل وتهجير وتخريب عمراني وإبادة صهيونية. يضم املعرض قرابة خمسني عمال، أنتجت جــمــيــعــهــا فــــي فــــتــــرات مـــتـــقـــاربـــة كــــــرد فــعــل تشكيلي على ما يجري، فاعتبرت الطالبة ملــــى دويـــــــك، خـــــالل حــديــثــهــا إلـــــى «الـــعـــربـــي الــجــديــد»، «أن لــكــل مــنــا طـريـقـتـه الـخـاصـة بالتكاتف، ونحن كفنانني، سخرنا جهودنا بالطريقة التي نجيدها ونبدع فيها، ليكون نـتـاجـنـا هـــذا املــعــرض الــــذي نــعــبــر فـيـه عن مـشـاعـرنـا». وتـــشـــارك دويـــك بعمل عـنـوانـه «أعـطـونـا الــســالم»، تــصــور فيه نـظـرة طفل
أنـــقـــذ مـــن تــحــت األنـــقـــاض فـــي غــــــزة، نـظـرة عتاب وحـــزن وخـــوف وحـيـرة، بينما تحت رقـبـتـه مــبــاشــرة غـصـن زيــتــون مـــذهـــب، في إشــــارة إلـــى األمـــل الـــذي ال يـمـوت والـكـرامـة التي تبقى المعة رغم دمار القصف.
ُُ أمـــــا غــــــاوي خـــلـــيـــل، فـــيـــشـــارك فــــي املـــعـــرض بملصقني، يصف أحدهما بأنه رسالة إلى العالم، يخبره من خالله بأن في غزة أطفاال يجب أن يعيشوا حياتهم كأطفالكم، ويجب أن يـــركـــضـــوا عـــلـــى شـــاطـــئـــهـــا بـــالـــطـــائـــرات الــــــورقــــــيــــــة، ولـــــيـــــس هـــــربـــــا مــــــن الــــطــــائــــرات الــصــهــيــونــيــة الــتــي تـقـصـفـهـم. واآلخـــــر هو بـــالـــرمـــز الــــــذي خــلــقــتــه املــــقــــاومــــة فــــي غـــــزة، فــرغــم كـــل تــرســانــة األســلــحــة الـصـهـيـونـيـة، إال أنها ظلت عاجزة أمـام بسالة املقاومني وصمودهم. وفــي حديثه إلــى «الـعـربـي الـجـديـد»، يقول نخبة مـن َّطلبة الفنون الفلسطينيني، ُمن خــلــيــل: «إن املـــعـــرض جــــاء نـتـيـجـة تـكـاتـف خـــالل الـقـلـم والــريــشــة واألدوات البسيطة، لــلــتــعــبــيــر عـــــن الــــصــــمــــود األســـــــطـــــــوري فـي غــــزة، ولنعكس جـــزءًا بسيطا مــن األحـــداث واملـــعـــانـــاة والــــحــــرب واإلبـــــــــادة. فــمــن خــالل املـعـرض استطعنا، ولــو بالشيء البسيط، أن نـقـف وقــفــة بـسـيـطـة بـــأدواتـــنـــا كـفـنـانـني إلــــى جـــانـــب أهــلــنــا وصـــمـــودهـــم». ويــتــابــع: «نعمل على إطـالق موقع إلكتروني يحمل نـــفـــس االســــــم ‹تــــكــــاتــــف›، يـــضـــم مـــشـــاركـــات جميع طلبة املاجستير فـي املـعـرض، ومن خــــاللــــه نــســتــطــيــع أن نـــســـتـــمـــر فــــي الــعــمــل الــدائــم لـلـوقـوف عبر الـفـن مـع أهلنا بـغـزة، واألهم بأن نخترق جدار الفصل العنصري املحيط بأرضنا ونصل إلى العالم أجمع». ويضيف: «لن نقف عند هذا املعرض فقط، والــعــمــل الــثــقــافــي مـــن أجـــل غــــزة سيستمر بـشـتـى الــطــرق، واملــســاحــة الـفـنـيـة مفتوحة أمـــام كــل فــنــان لـديـه األثـــر الـجـمـيـل؛ لـيـروي القصة بأسلوبه». بـــاالنـــتـــقـــال إلــــى أعـــمـــال املـــعـــرض األخــــــرى، تــصــادفــنــا لــوحــة «ألـــفـــة االنـــتـــظـــار»، لـسـارة ياسني، والتي تتناول فيها الجانب الخلفي من حياة الغزيني، فإن لم يكن هنالك قصف أو قـــتـــل، فـــهـــنـــاك مـــدنـــيـــون يــجــتــمــعــون فـي الطوابير بغية الحصول على مـاء الشرب،
محاوالٌت تشكيلية تصّور معاناة غّزة في ظّل الوحشية الصهيونية
حيث يقضي املـهـجـرون أغلب أوقاتهم بال مـاء أو طعام، وكـأن االنتظار في الطوابير، بلغ مبلغه من االعتياد وال بديل عنه. وألن لــــأطــــفــــال نــصــيــبــهــم مــــن الــــــعــــــدوان، فــــإن لــوحــة الــفــنــان مــحــمــود حــامــد تـــصـــور مجموعة أطــفــاٍل نائمني بجانب بعضهم، مــن دون أن يـشـيـر إلــى وجـــود رصــاصــة أو قاتل أو قذيفة. تفصح اللوحة عـن نفسها باللحظة التي يقف أمامها الرائي، ويعرف بالسرعة املمكنة، أن األجساد غير املنتظمة في تمددها، ونظرتها الفزعة، هي أجساد طاولتها يد االحتالل القاتل. أمــا وائــل أبــو ُيـابـس، ورغــم بشاعة اإلبـــادة، فهو يستجمع في لحظته الوطن املجروح، من خالل املرأة الفلسطينية التي ترتق علم البالد من جهته الحمراء، وربما لهذا املوضع داللـــــة يــمــكــن أن يــأخــذنــا إلــــى الـتـسـجـيـالت التي تبثها املقاومة لحظة استهداف آليات وجـنـود الــعــدو، حيث يظهر املثلث األحمر لثوان ليدل على موضع الهدف. الجدير بالذكر أن الفنان منذر جوابرة من أبرز املشاركني في املعرض، باإلضافة إلى: أفياء النواصرة، ومعتز حجير، وأكرم دويك، وبـــشـــار خـــلـــف، والــــيــــاس حــلــبــي، وحـــمـــادة مداح، وجاد عزت، وجاسم شومان، ومجد أبو هيكل، ومريم عـوادة، وسامية مصري، وسارة ياسني، وسارة أبو ماضي، وشادي الـحـريـم، ورانـــي شـربـاتـي، وسكينة صالح الــــديــــن، ووالء جــــبــــران، وشـــيـــمـــاء عــــــواودة، ومنجد خاروفة.