أميركا تضغط قبل التصويت على عضوية فلسطين
تختبر فلسطين مجددًا، النوايا األميركية المعاكسة لها، إذ يتربص فيتو متوقع بمشروع عضوية فلسطين الكاملة باألمم المتحدة
تنتظر فلسطن، تصويتًا مهمًا غدًا الجمعة فـــي مـجـلـس األمـــــن الــــدولــــي، يـتـعـلـق بنيلها عضوية كاملة في األمم املتحدة، وهي خطوة سـتـعـكـس حــجــم الــتــأيــيــد لــهــا فـــي املــجــلــس، بغض النظر عــن الفيتو األمـيـركـي املتوقع. فـي األثـنـاء، يـواصـل االحـتـال انتهاكاته في الضفة الـغـربـيـة، كـأحـد أوجـــه حـربـه املمتدة منذ 7 أكتوبر/تشرين األول املاضي، والتي من أهدافها ضرب أي مسعى دولي لاعتراف بالدولة الفلسطينية. ويــصــوت مجلس األمــــن، عـلـى مــشــروع قــرار بــشــأن نـيـل فلسطن الـعـضـويـة الـكـامـلـة في األمـــــم املـــتـــحـــدة. وأوضــــحــــت بــعــثــة فلسطن الدائمة في املنظمة على منصة إكـس، أمس األربـــعـــاء، أن الـجـزائـر قـدمـت مــشــروع الـقـرار بـــاســـم املــجــمــوعــة الـــعـــربـــيـــة، والــــــذي يـوصـي «بــقــبــول فـلـسـطـن كـعـضـو كــامــل الـعـضـويـة فــي الجمعية الــعــامــة لــأمــم املــتــحــدة». ومـن املنتظر التصويت على املشروع في اجتماع حول فلسطن على مستوى الوزراء، علمًا أن اإلدارة األميركية أملحت إلى عزمها استخدام الفيتو بمواجهة املشروع. ويوم أمس، قالت املندوبة األميركية لدى املنظمة ليندا توماس غرينفيلد، إنـهـا ال تــرى أن بـإمـكـان مشروع الــــقــــرار أن يــســاعــد عــلــى الــــوصــــول إلــــى حــل الدولتن للصراع اإلسرائيلي الفلسطيني. وكـــانـــت فـلـسـطـن حـصـلـت عـلـى وضـــع دولـــة غير عضو لها صفة املراقب في األمم املتحدة في ،2012 علمًا أنها تقدمت بطلب الحصول على العضوية الكاملة في .2011 وقال مسؤول فلسطيني لـ «العربي الجديد»، أمـس، إن الواليات املتحدة تمارس ضغوطًا وتــهــديــدًا عــلــى الـــــدول األعـــضـــاء فـــي مجلس األمـــن الــتــي أبـــدت مـوافـقـتـهـا عـلـى االعــتــراف
بالعضوية الكاملة لــدولــة فلسطن. وتابع املـــســـؤول نــفــســه أنــــه «مـــنـــذ الــشــهــر املـــاضـــي، ونـــــحـــــن نـــــقـــــوم بــــجــــهــــود كـــــبـــــيـــــرة، وعـــقـــدنـــا اجتماعات متواصلة مع الـدول األعضاء في مجلس األمـــن، حتى نضمن حصولنا على موافقة 9 دول قبل موعد االجتماع». واعتبر املــصــدر تصريحات غرينفيلد أمـــس، بأنها «لــيــســت جـــديـــدة، وهــــذا مــوقــف تــأكــدنــا منه قبل عيد الفطر (في 10 إبريل الحالي)، لكننا أعطينا مزيدًا من الوقت للحديث مع اإلدارة األميركية إلقناعها، لكن دون جـدوى». وأكد أن دولة فلسطن استطاعت أن تحشد موافقة 9 دول حتى يتسنى للجزائر طرح املشروع. وأعـــربـــت الـــرئـــاســـة الـفـلـسـطـيـنـيـة أمـــــس، عن استنكارها ورفضها لتصريحات غرينفيلد، معتبرة أنها «ال ترقى إلى املواقف األميركية التي تتحدث عن حل الدولتن، وإقامة سام عـادل ودائـم وفق قــرارات الشرعية الدولية»، بحسب املتحدث باسمها نبيل أبو ردينة. مــــن جـــهـــتـــه، أكـــــد مـــصـــدر فــلــســطــيــنــي مـطـلـع لــــ«الـــعـــربـــي الـــجـــديـــد» أن أمـــــن ســــر الـلـجـنـة الــتــنــفــيــذيــة ملـنـظـمـة الــتــحــريــر الفلسطينية حسن الشيخ طلب من اإلدارة األميركية خال األيام املاضية، أن تعطي القيادة الفلسطينية مــــوعــــدًا العـــتـــرافـــهـــا بــــدولــــة فــلــســطــن، وذلــــك
ردًا على قـرارهـا استخدام حـق النقض ضد أي مـشـروع قـــرار يناقش العضوية الكاملة لفلسطن. وقـــال املــصــدر: «طــلــب الـشـيـخ من اإلدارة األميركية موعدًا محددًا مكتوبًا تراه الـــواليـــات املــتــحــدة مـنـاسـبـا لـتـعـتـرف بـدولـة فــلــســطــن، لـــكـــن اإلدارة األمـــيـــركـــيـــة رفــضــت هـــــذا الـــخـــيـــار أيــــضــــًا». وبـــحـــســـب مــعــلــومــات «الـعـربـي الـجـديـد»، فــإن هــذه اإلدارة أرسلت دعوة للشيخ لزيارة الواليات املتحدة ولقاء املسؤولن األميركين نهاية الشهر الحالي، وهـــــي دعــــــوة لــيــســت واضــــحــــًا مــــا إذا كــانــت ستبقى قائمة بعد الفيتو األميركي املتوقع. في غضون ذلك، تتواصل انتهاكات االحتال فــــي الـــضـــفـــة الـــغـــربـــيـــة والــــقــــدس املــحــتــلــتــن، والــتــي تفاقمت مــع اعـــتـــداءات املستوطنن، التي حظيت أول من أمس بتنديد بريطاني وفــــــرنــــــســــــي. واقــــتــــحــــمــــت قــــــــــوات االحـــــتـــــال
رفضت اإلدارة األميركية تحديد موعد العترافها بدولة فلسطين
أمـــس، بــلــدة بـنـي نعيم قـــرب مـديـنـة الخليل جنوبي الضفة الغربية حيث هدمت منزلي األسيرين أحمد ومحمود زيدات. كما طاولت االقــتــحــامــات عـــددًا مــن مـــدن وبـــلـــدات الضفة ورافـقـتـهـا حـمـلـة اعــتــقــاالت. واقـتـحـمـت هـذه الــقــوات مدينتي طـوبـاس وقلقيلية شمالي الـضـفـة، ودفــعــت قـــوات االحـــتـــال بـتـعـزيـزات عسكرية لطوباس. وردًا على تزايد عنف املستوطنن في الضفة، أبــــــدت كــــل مــــن لـــنـــدن وبــــاريــــس قــلــقــهــمــا مـن ذلــك، أول مـن أمــس، حيث أعـربـت الخارجية البريطانية عن قلقها إزاء املستويات املروعة مــن الـعـنـف فــي الـضـفـة الـغـربـيـة، مضيفة أن «هـــذا العنف ضــد املـدنـيـن غير مقبول أبــدا ويـجـب أن يـتـوقـف فــــورًا». كـمـا دانـــت فرنسا «بأشد العبارات أعمال العنف التي ارتكبها مـسـتـوطـنـون ضــد مـدنـيـن فلسطينين في الضفة الغربية»، داعية السلطات اإلسرائيلية إلــى «ســوق مرتكبي أعـمـال العنف هــذه إلى الــعــدالــة دون تــأخــيــر»، وفـــق بــيــان أصــدرتــه وزارة الخارجية الفرنسية مساء الثاثاء. بــدوره، طالب مكتب مفوضية األمـم املتحدة السامية لحقوق اإلنــســان، أمـــس، إسـرائـيـل، بوقف دعم هجمات املستوطنن في الضفة. وقـــالـــت املــتــحــدثــة بـــاســـم املــفــوضــيــة، رافـيـنـا شـامـداسـانـي، إن «إســرائــيــل، الـقـوة املحتلة، ال بــــد أن تــتــخــذ جــمــيــع الـــتـــدابـــيـــر الـــتـــي فـي وسـعـهـا الســتــعــادة الـنـظـام الــعــام والـسـامـة وضمانهما قدر اإلمكان في الضفة الغربية املحتلة، وذلـــك يشمل حماية الفلسطينين مـن هجمات املستوطنن، وإنـهـاء استخدام قـوات األمـن اإلسرائيلية غير املشروع للقوة ضد الفلسطينين وإنهاء مشاركتها النشطة في هجمات املستوطنن على الفلسطينين ودعمها لها». أمـــــا الــــقــــدس املــحــتــلــة فــــعــــادت لـــتـــواجـــه بـعـد انتهاء شهر رمضان مخططات وزيــر األمن القومي إيتمار بن غفير للمسجد األقصى، حيث ذكرت قناة «كان» التابعة لسلطة البث اإلسرائيلية، أول من أمـس، أن وزارتــه أعدت خــطــة مـتـكـامـلـة تـــهـــدف إلــــى تـغـيـيـر الــوضــع الـــقـــائـــم فــــي املـــســـجـــد وضـــمـــن ذلـــــك الــســمــاح لليهود بـأداء الصلوات في الحرم. وتتحدث الـــخـــطـــة وفـــــق الـــقـــنـــاة عــــن وجــــــوب إنــــهــــاء مـا تسميه «التمييز» ضـد الـيـهـود فـي املسجد األقصى، كما عن إجــراءات لتعزيز السيطرة اإلسرائيلية على األقصى.