Al Araby Al Jadeed

العقوبات األميركية ال تبدل سلوك نظام األسد

- غازي عنتاب ـ محمد أمين

أقر مجلس النواب في الكونغرس األميركي، أول مـــن أمــــس الـــثـــا­ثـــاء، قـــانـــو­ن الـكـبـتـا­غـون 2، لـــفـــرض عـــقـــوب­ـــات إضـــافـــ­يـــة عـــلـــى الــنــظــ­ام الـــســـو­ري وأركــــان­ــــه، حــيــث لـــم يــــردع الــقــانـ­ـون األول هــــذا الـــنـــظ­ـــام عـــن تــصــنــي­ــع املــــخــ­ــدرات، خــصــوصــًا الــكــبــ­تــاغــون، وتــهــريـ­ـبــه إلــــى دول املـحـيـط. ويـمـنـح الــقــانـ­ـون الـجـديـد الحكومة األميركية، صاحيات أوسع لفرض عقوبات عـلـى الـنـظـام الــســوري وحـــزب الــلــه اللبناني وشبكاتهما وجميع من ينشط أو ينخرط في االتـجـار بمخدرات الكبتاغون أو تصنيعها أو تهريبها، وفقًا للتحالف األمـيـركـ­ي ألجل ســوريــة واملـجـلـس الــســوري األمــيــر­كــي. وقــال مــعــاذ مـصـطـفـى، املــديــر الـتـنـفـي­ـذي للمنظمة الــســوري­ــة لـــلـــطـ­ــوارئ، وهـــي مـنـظـمـة أمـيـركـيـ­ة سورية مقرها واشنطن، لـ«العربي الجديد»، إن «الــقــانـ­ـون الــجــديـ­ـد بـعـد مــــروره مــن غرفة الـــــنــ­ـــواب يـــجـــب أن يـــمـــر أيــــضـــ­ـًا فـــــي مـجـلـس الشيوخ، ثم يجب مصادقة الرئيس األميركي جو بايدن عليه ليصبح نافذًا». وكـــان بــايــدن صـــادق عـلـى قــانــون الكبتاغون 1 ملــكــافـ­ـحــة مــــخــــ­درات نـــظـــام األســـــد وحـلـيـفـه حـــزب الــلــه، نـهـايـة ،2022 وذلــــك بـعـدمـا مـــرره الـــكـــو­نـــغـــرس بـــغـــرف­ـــتـــيــ­ـه، الــــنـــ­ـواب والـــشـــ­يـــوخ. وفـرضـت الــواليــ­ات املتحدة بموجب القانون عقوبات على كيانات وأشـخـاص مـن النظام أو مــرتــبــ­طــن بــــه، عــلــى خـلـفـيـة تـــورطـــ­هـــم في تجارة املـخـدرات. لكن املنظمات السورية في الـواليـات املتحدة وجـدت أن مفاعيل القانون الـــســـا­بـــق لـــم تــكــن مـــجـــدي­ـــة. وخـــــال الــســنــ­وات املــاضــي­ــة، أصــــدرت اإلدارة األمـيـركـ­يـة العديد مــــن الــــقـــ­ـوانــــن الــــتـــ­ـي تــــفــــ­رض عـــقـــوب­ـــات عـلـى النظام السوري وعلى الكيانات واألشخاص املتعاونن معه في العالم، لعل أبرزها قانون قيصر، الذي دخل حيز التنفيذ منتصف عام .2020 وفرضت اإلدارة االميركية، وفقه، حزم عــقــوبــ­ات عـلـى شـخـصـيـات أمـنـيـة وسياسية وعــســكــ­ريــة فـــي الـــنـــظ­ـــام الــــســـ­ـوري، وكــيــانـ­ـات مرتبطة أو متعاونة معه، بيد أن بنية النظام الصلبة لــم تـتـأثـر بمفاعيل هـــذا الــقــانـ­ـون، إذ واصـــــل ســيــاســ­ة الــتــعــ­نــت ورفـــــض أي مــســاع أممية لتنفيذ القرار الدولي 2254 الـذي رسم خريطة حـل سياسي للقضية الـسـوريـة. كما

يمنح قانون الكبتاغون 2 واشنطن صالحيات أوسع لفرض عقوبات

أن مجلس النواب األميركي أقر مشروع قانون «مــنــاهــ­ضــة الــتــطــ­بــيــع مـــع نـــظـــام األســــــ­د» في شباط/فبراير املـاضـي، بعد موجة التطبيع العربي مع هذا النظام في .2023 وعقب الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية في فـبـرايـر ،2023 أقـــر مجلس الــنــواب األمـيـركـ­ي،

مشروع قانون يهدف إلى مراقبة آلية إيصال املــــســ­ــاعــــدا­ت لـــلـــمـ­ــتـــضـــ­رريـــن مــــن الـــــزلـ­ــــزال فـي سـوريـة، ومنع النظام مـن استغالها. ولكن عـــلـــى أرض الـــــواق­ـــــع، حـــقـــق الـــنـــظ­ـــام مـكـاسـب سياسية واقتصادية من الـزلـزال، ولـم تصل املساعدات التي تدفقت إليه ملستحقيها. وقــــلـــ­ـل مـــديـــر وحــــــدة الــــــدر­اســــــات فــــي مــركــز «أبعاد» محمد سالم، في حديث مع «العربي الـــجـــد­يـــد»، مـــن أهـمـيـة اإلجــــــ­ـراءات العقابية التي تصدر بقوانن فـي الــواليــ­ات املتحدة ضــد نــظــام األســــد، مـعـربـًا عــن اعــتــقــ­اده بـأن لها أثــرًا رمـزيـًا فقط. ورأى أن األثــر الفعلي تـــتـــفـ­ــاوت درجــــاتـ­ـــه بــحــســب الــــتـــ­ـزام اإلدارة األميركية بهذه القوانن. ومنذ بدء الثورة السورية ضد نظام األسد في ،2011 فرضت اإلدارات األميركية املتعاقبة عقوبات على هذا النظام، بدأت مع األشهر األولى للثورة، حيث فـرضـت إدارة الرئيس األسـبـق بــاراك أوبــــامـ­ـــا عـــقـــوب­ـــات عـــلـــى األجــــهـ­ـــزة األمـــنــ­ـيـــة، وجمدت كافة األصـول السورية الحكومية، ومـنـعـت الـتـصـديـ­ر إلـــى ســـوريـــ­ة واســتــيـ­ـراد الـنـفـط مـنـهـا. كـمـا أدرجـــــت واشــنــطـ­ـن خـال سنوات الثورة العديد من أركان النظام في الـقـائـمـ­ة الـــســـو­داء، وفــرضــت فــي عـــام 2017 عقوبات على 18 مسؤوال عسكريًا وسياسيًا فــــــي الـــــنــ­ـــظـــــا­م الـــــــس­ـــــــوري، بــــعــــ­د تـــحـــقـ­ــيـــقـــ­ات أجـرتـهـا عـــام 2016 منظمة حـظـر األسلحة الكيميائية، الــتــي أكـــدت اسـتـعـمـا­ل النظام األسـلـحـة الكيميائية عـامـي 2014 .2015و كــذلــك فــرضــت دول االتـــحــ­ـاد األوروبـــ­ـــي بن عـامـي 2011 ،2024و العديد مـن العقوبات على نظام األسد، وعلى الشركات والكيانات املتعاونة واملرتبطة بــه. وفــي الـسـيـاق، قال كــاتــب ســــوري مـقـيـم فــي دمــشــق، طـلـب عـدم ذكـــر اســمــه، لـــ«الــعــربـ­ـي الــجــديـ­ـد»، إن «بنية النظام لم تتأثر بالعقوبات الغربية، بل زاد الحصار مـن ثـــروات أركـانـه خـال السنوات املــاضــي­ــة». وأضــــاف: «املـــواطـ­ــن البسيط هو من يكتوي اليوم بهذه العقوبات». وأعـرب عـــن اعــتــقــ­اده بـــأن الــعــقــ­وبــات «غــيــر مجدية على اإلطــاق. وقـد رأى العالم أن النظام لم يتراجع ولم يبد أي ليونة سياسية، بل على الــعــكــ­س». وشــــدد عـلـى أن «الــنــظــ­ام استفاد مـــن هـــذه الــعــقــ­وبــات فـــي إطـــالـــ­ة عــمــر األزمـــة السورية ومن ثم بقائه في السلطة». إلــــى ذلـــــك، بــــن الـــبـــا­حـــث االقـــتــ­ـصـــادي يــاســر الـحـسـن، فــي حـديـث مــع «الــعــربـ­ـي الـجـديـد»، أن «قــــــوان­ــــــن الــــعـــ­ـقــــوبــ­ــات األمــــيـ­ـــركــــي­ــــة عــلــى ســـوريـــ­ة تـسـعـى عــــادة لـلـضـغـط عــلــى الـنـظـام وتقليل قـدرتـه على الـقـيـام بأنشطته املالية واالقــتــ­صــاديــة». وتـابـع أنــه «مــع ذلـــك، يعاني املدنيون واالقتصاد السوري بشكل عام من تأثيرات سلبية كبيرة نتيجة هذه العقوبات، فقد يؤدي تقييد الوصول إلى املـوارد املالية والـــتـــ­جـــاريـــ­ة إلــــى تــضــخــم األســــعـ­ـــار، ونــقــص السلع األسـاسـيـ­ة وزيـــادة مـعـدالت البطالة». لكن الباحث االقتصادي خالد تركاوي، رأى في حديث مع «العربي الجديد»، أن العقوبات الـــغـــر­بـــيـــة عـــمـــوم­ـــًا «تـــســـتـ­ــهـــدف شــخــصــي­ــات ومــؤســسـ­ـات مــحــددة فــي الــنــظــ­ام، ومـــن ثــم ال تأثير لها على الناس، لكن النظام جعل منها شماعة يعلق عليها فشله».

 ?? (لؤي بشارة/فرانس برس) ?? من الحياة اليومية في دمشق، مايو 2018
(لؤي بشارة/فرانس برس) من الحياة اليومية في دمشق، مايو 2018

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar