«األنوف الحمراء»... من أجل قليل من الضحك
تلجأ مؤسسة «األنوف الحمراء - فلسطني»، إلــــى اســـتـــخـــدام فـــن الــتــهــريــج، بـــهـــدف نشر الــضــحــك بـــني مـــن هـــم بـــأمـــس الــحــاجــة إلــى لحظات من الفرح. بدأت املؤسسة العمل في فلسطني عام 2010 كمشروع، وسجلت في عــام 2012 كـفـرع ملؤسسة األنـــوف الحمراء الدولية. تعمل املؤسسة على نشر الفكاهة في املستشفيات الفلسطينية، ما يعزز استجابة املريض إلى العاج، وكذلك مقاومته، وتعديل حالته النفسية. لكن عملها توسع مع الوقت، ومع تشعب احتياجات التدخل النفسي عبر الكوميديا والترفيه، سواء بالسيرك وألعاب الخفة، أو االسكتشات املسرحية الكوميدية، أو املـــوســـيـــقـــى، أو الـــغـــنـــاء، أو الــســتــانــد أب كوميدي، وغيرها، إذ يعمل فريق «املهرجني الطبيني» على تعزيز املقاومة واإلرادة لدى الـفـئـات املـسـتـهـدفـة، مــن خـــال نـشـر الضحك بــيــنــهــم، نـــظـــرًا إلـــــى كـــونـــهـــم يــــأخــــذون بـعـني االعتبار احتياجات هذه الفئات ومصالحها الــــفــــرديــــة، مــــا يــخــلــق صـــلـــة بــــني الـــجـــانـــبـــني، ويـــؤدي إلــى تحسن مـا فـي الحالة املزاجية، سواء للمرضى، أو املسنني في دور الرعاية، أو حتى الطواقم الطبية نفسها. وما بعد عدوان جيش االحتال اإلسرائيلي املـــتـــواصـــل عــلــى قـــطـــاع غـــــزة، ومــــع اســتــمــرار االجـتـيـاحـات ملــدن وقـــرى ومـخـيـمـات الضفة الــــغــــربــــيــــة، اتــــجــــهــــت طـــــواقـــــم املــــؤســــســــة فــي فلسطني إلى ما يمكن وصفه بخطة طوارئ. ففي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني ،2023 نظمت املؤسسة، بالشراكة مع بلدية البيرة، فـــي مــركــز إســـعـــاد الــطــفــولــة، فـعـالـيـة خـاصـة بــاألطــفــال املــرضــى وذويـــهـــم مــن قــطــاع غــزة، حني كانوا عالقني في مدينة رام الله، بسبب الـعـدوان، فقدم املهرجون الطبيون عـددًا من الفقرات الترفيهية التي خففت، ولــو قليا، مـــن مـــعـــانـــاة األطــــفــــال واملـــراهـــقـــني وذويـــهـــم. يلفت املدير اإلداري للمؤسسة، رائـد صادق فـــي حــديــث إلـــى «الــعــربــي الـــجـــديـــد»، إلـــى أن مهرجي الرعاية الصحية من فناني «األنوف الـحـمـراء»، صمموا فعالية ترفيهية خاصة لـألطـفـال واألهـــالـــي، تــراعــي الـحـالـة الخاصة للعالقني من مرضى غزة في رام الله. يــشــيــر صـــــادق إلــــى أنــــه زار مــديــنــة غــــزة في أغـسـطـس/آب املـاضـي، بهدف تفعيل برامج «األنـــــــوف الـــحـــمـــراء» فـــي الـــقـــطـــاع املــحــاصــر، ومـشـافـيـه عـلـى وجـــه الــخــصــوص، موضحًا أنه نتج عن هذه الزيارة توافق مبدئي على بــــدء الــتــرتــيــبــات لــــزيــــارات مــهــرجــي الــرعــايــة الصحية للمؤسسة إلى قطاع غزة، بالشراكة مـع املستشفى املعمداني الــذي أبــدت إدارتــه رغــبــة كـبـيـرة فــي اسـتـضـافـة فـــرق املـؤسـسـة، فـــي إطـــــار بـــرنـــامـــج «االبـــتـــســـامـــة الـــطـــارئـــة»، وهـي مـن ضمن البرامج الدولية للمؤسسة في مخيمات الاجئني، ونـفـذت في اليونان وتركيا واألردن، لكن «ولألسف بدأ العدوان، ولم نتمكن من تنفيذ هذا املخطط الطموح».
تعمل المؤسسة على نشر الفكاهة في المستشفيات الفلسطينية
ومنذ نهاية أكتوبر/تشرين األول املاضي، نـظـم مـهـرجـو «األنــــوف الــحــمــراء»، مجموعة مــن األنــشــطــة فــي أربــــع مــــدارس تـتـبـع وكـالـة غــــــوث وتـــشـــغـــيـــل الـــاجـــئـــني الــفــلــســطــيــنــيــني (أونــــــــروا). اشــتــمــل املـــشـــروع عــلــى 12 زيــــارة ترفيهية، نفذها املـهـرجـون، واشتملت على تــوظــيــف فـــنـــون املــوســيــقــى والـــغـــنـــاء ولــعــب األدوار والسيرك الضاحك، عاوة على ورشة الـفـكـاهـة فــي الــرعــايــة الـصـحـيـة الـتـي قدمها املـديـر الفني للمؤسسة، داود طـوطـح، وهو من مؤسسيها في فلسطني، وركز فيها على تقديم طـرق وأدوات إبداعية لخلق الفكاهة واسـتـخـدامـهـا أداة مـبـتـكـرة لـلـدعـم النفسي واالجـتـمـاعـي، سعيًا إلــى دمجها مـع الوقت في أساليب التعليم باملدارس الفلسطينية. يـــشـــيـــر رائـــــــد صـــــــادق إلــــــى أن الــــتــــوجــــه إلـــى مخيم جـنـني لـاجـئـني، جـــاء نتيجة سلسلة االجــتــيــاحــات اإلســرائــيــلــيــة املــتــواصــلــة منذ ســـنـــوات لـلـمـخـيـم، وارتـــفـــعـــت وتــيــرتــهــا منذ الـــســـابـــع مــــن أكـــتـــوبـــر املــــاضــــي. كـــــان الـــقـــرار بالتنسيق مع املجلس النرويجي لاجئني، الفـتـًا إلــى أن ظـــروف العمل فـي مخيم جنني كانت غاية في الصعوبة، على الرغم من أن طواقم «األنوف الحمراء» في فلسطني عملت في املخيم منذ اجتياح يوليو/تموز ،2023 حـيـث حــوصــر الــعــديــد مــن مــهــرجــي األنـــوف الحمراء الطبيني في اجتياحات عدة، وكانوا في دائرة الخطر الحقيقي على حيواتهم، كما أبـنـاء املـخـيـم، عـــاوة على صـعـوبـات التنقل مـن وإلـــى املـخـيـم، وإن كـانـت إدارة املؤسسة تتجه نحو الفنانني املقيمني في مدن وبلدات قريبة، أي في شمال الضفة الغربية. وبلدات قريبة، أي في شمال الضفة الغربية.