Al-Watan (Saudi)

الأمير رضا بهلوي: ولاية الفقيه نظام شغل الناس بالشعارات وإصلاحه مستحيل (1(

خامنئي يسكب الماء البارد على الرؤوس وينفي وجود المحافظين ثورة الخميني أطلقت الحركات الإرهابية وأشعلت المواجهات المذهبية النظام الإيراني يهتم بالانتخابا­ت ليس حرصا على الديمقراطي­ة وإنما لاكتساب الشرعية طهران تحتاج بشدة إلى خلق الأزمات للتدخل في شؤون الآخرين

-

كشــف الأمير رضا محمد رضا بهلوي، نجل الشــاه الإيراني الراحل، أن نظام ولاية الفقيه دأب عــلى خداع الإيرانيين بلعبة الإصلاحات التي يدعيها، مشيراً إلى أن أي تغيير أو إصلاح في ظل هذا النظام يبدو مستحيلا. وأوضــح بهلــوي أن نظــام طهران الحــالي يبقى نظــام شــعارات، وأن الفساد يســتشري فيه، وتسيطر مافيا الاستخبارا­ت على جميع مفاصله، وقد هنــاك مصطلحان يتم تداولهما في إيران ويطرقان مســامعنا باســتمرار، وهما "الإصلاحيون" و"المحافظون"، برأيكم هل كلاهما واحد أم أن هناك فروقات بينهما؟ مؤخراً ســكب خامنئي ماء بارداً على رؤوس الجميع عندما صرح أن جميع أبناء النظام هم إصلاحيون، وأنه لا يوجد هناك محافظون، وأنهم جميعاً حزب الله، لكنه ذكر في النهاية أن كل فرد يدخل دائرة النظام لا يمكن له فعل أي شيء باســتثناء بذل الجهد من أجل حفظه، ســواء كان هذا الفرد يســمى روحاني أو خاتمي أو أحمدي نجاد أو أياً كان، الجميع يتعهدون حماية النظام، والنظام بدوره لا يتحمل أي شخص يحاول اتخاذ موقف غير ذلك، هكذا يتعامل النظام مع أبنائه فكيف به إذا كان معارضاً للنظام، وهي الفئة التي تشكل بالطبع غالبية الشعب. قبــل ظهور هذا النظــام، لم نكن من قبل قــد رأينا مثل هذه الحــركات الإرهابية، حتــى عام 1979 لم نشــاهد مثل هذه الظواهر من قبل إطلاقاً؟ حتى عام 1979 لم تكن قضية المذهــب مطروحة فيما يخص علاقات إيران بدول المنطقة، ســواء السنية منها أو الشــيعية، ولم يكن هناك اختلاف بين القوميات، سواء الكردية منها أو البلوشية أو العربية. عندما شكلنا مع تركيا والباكستان "حلف الـسنتو" كانت علاقاتنا معهم حسنة، بينما صرحت باكســتان قبل عدة أشهر مخاطبة إيران بأنها إن أرادت تأجيج الصراع في المنطقة، وإن أرادت استفزاز السعودية وغيرها من الدول فســتقف في وجهها، فما الذي تغيّر في هذه الأثناء، هل الشعب هو من تغير؟ أم أن النظام هو الذي ســبب هذه الأزمات؟ للأسف، لقد وصل الأمر إلى مرحلة نشاهد فيها مواجهات بين السنة والشيعة، وهو أمر كان من المستحيل حدوثه في الماضي، وما كان يجب أن يحدث من الأساس، إن الأوضاع ستصلح بعد زوال هذا النظام. بُني على فكرة إيجاد ســيطرة إقليمية تحت رايــة خليفة "عصريّ"، يتخذ من الحكومــة الدينية حجــة للوصول إلى هدفه. وكشــف بهلوي عن معانــاة الإيرانيين مالياً، وعن مشاكل اقتصادية تجاوزت الحدود، من الفقر والفاحشة والانتحار، وهجرة العقول إلى جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أطفال يموتون بالتحسس من التلوّث، وسرطان الدماغ بســبب أمواج بداية دعنــا نتحدث عن أوضاع إيران الداخليــة، ثمّ ننتقل للحديث عنكم، وعــن علاقاتكم بمجتمع الإيرانيين المقيمين في أميركا، والمهاجرين الإيرانيين في الدول الغربية بشــكل عام، ثمّ نعرّج على علاقات إيران بدول العالم، كيف ترون أوضاع إيران السياسية خاصة في عهد روحاني؟

تعاملنــا نحن الذيــن نقف في جبهة نظام علماني يريد الوصول إلى الديمقراطي­ة، ويُعد فصل الدين عن السياسة عاملا رئيسا فيه، مع النظام الإيراني الديني الأيديولوج­ي، يتم منــذ البداية على أســاس أن هذا الأخــير لا يمكن إصلاحه، وأنه نظام دأب على خداع الشعب بلعبة الإصلاحات.

الشعب يســعى للحصول على حقوقه المشروعــة تدريجياً، ومنذ اليــوم الأول اتّضــح أن النظــام ودســتوره، أي نظام ولاية الفقيه ودوائــره المختلفة، ليــس منتخباً من الشــعب، ويمكنه تجاهل كل القوانين في أي لحظة، وفي ظله تبدو أي عملية تغيير وإصلاح مستحيلة، فنحن هنا نواجه نظام شــعارات أكثر منه نظام فعــل وعمل.. لقد شــغلوا الناس لعشرين عاماً بهذه القضية، ابتداء مــن عهد خاتمي وانتهاء بروحاني، إن أمعنتم النظر ستجدون أن الاختلاف بين الأفراد ليس كبــيراً، وأن طبيعة النظام لا تســمح لأحد بإحــداث أي تغيير، فضلاً عن أنّ جميع من يمرون عبر هذه "المصفاة" هم فقط من لديهم الأهلية في نظر النظام.

على أي حــال، لا يمكن القول إن النظام الإيراني يمتلــك أدنى بُعد شــعبي وديمقراطــ­ي، أضف إلى ذلك الفساد المستشري فيه، ومافيا الاســتخبا­رات التي تســيطر على جميع مفاصله، ولا تســمح بتأمين أجواء سياسية واقتصادية صحية، وهي بشكل عملي تحكم قبضتها على النظام برمّته، وهو للأسف يسعى لحماية مصالحــه وليس المصلحة العامة، من أجل إطالة عمره، ومن أجل تحقيق هذا الغرض يقوم بقمع الشعب من جهة، ومن جهة أخرى يضغط على المنطقة بأكملها بفكرة تصدير الثورة، وأنتم تشــاهدون الآن ما يحــدث في اليمن، والعراق، ولبنان، وسورية.

وأعتقــد أن أصدقاءنا في المنطقة يعلمون هذا بشــكل كامــل، لذا القضية التــي نواجهها هي نفس النظام الإيراني يتدخل اليوم في الشــؤون الداخلية لدول الجوار، والدول الأجنبية الأخرى، هل يتبع النظام نفس الهدف الذي أشرتم إليه سابقاً؟ النظام يتبع عدة أهداف، أحدها تصدير الأيديولوج­ية كي يستطيع البقاء، مثل هذا النظام يحتاج بشدة إلى خلق الأزمات كل لحظة، أي أنه لا يستطيع استغلال الفرص من أجل النفوذ الإقليمي والتدخل في شــؤون الآخرين إلا في أجواء متأزمة وغير مستقرة. إنّ فكرتــه مبنية على إيجاد ســيطرة إقليمية تحت راية خليفة عصريّ، على ســبيل المثال خليفة شيعي، وهو يتخذ من الحكومة الدينيــة حجة للوصول إلى ذلك، وســعيه للحصول على السلاح النووي لا يعني بالضرورة أنه ينوي مهاجمــة إسرائيل، وإنما لكي يقول البعض إن النظام الإيراني نفســه يريد الهروب من الداخل إلى الخارج، أي أنه يعلم أن هناك مشكلة تواجهه في الداخل، لذلك يتحدث دائماً عن وجود عدوّ خارجي، وأنه يجب عليه الحرب خارج حدوده حتى يُبقي العدوّ بعيداً عنه، على ســبيل المثال قال ولايتي إنهم إن لم يحاربوا في ســورية فسيصل الإرهابيون إلى "كرمانشاه"، أي أن النظام الإيراني كان يؤكد دائما على هذه الفكرة طيلة 37 عاماً، وأنه طالما هناك عدوّ فعلى الجميع الصمت، الأولوية للخارج، والشــعب لا يمكنه التفوه بأي كلمة، ما رأيكم بذلك؟ على مرّ التاريخ ســعت الأنظمة الشــمولية للتمدد خارج حدودها، بحيث يكون لها مواقع "طلائعية" من خلال إقامة علاقات إقليمية، فعلى ســبيل المثال كان للاتحاد الســوفييت­ي تأثير على كثير من الدول، ومنها على سبيل المثال دول المعسكر الشرقي، وهي دول تبعد عن حدوده كثيراً. إن الموقف الذي تتخذه إيران الآن بتواجدها في سورية ولبنان يبعد عن حدودنا كثيراً، والســبب هو أنهم يحاولون من جهة صرف الأنظار قدر استطاعتهم إلى مــكان آخر، وعــدم جذب انتبــاه الآخرين إلى ضع نفسك مكان أحد أساتذة الجامعات، أو أحد العمال، أو مهندس عــاديّ ممن تتراوح رواتبهــم الشــهرية الآن بين 300 إلى 400 دولار، في حــين أن حدّ الفقــر الذي أعلن عنه رسمياً هو 500 دولار، لذا من جهة نشاهد أن الناس يعانون الجوع، ومن جهة أخرى يقدم النظام الوعود للناس بأن من يحارب في لبنــان أو يقتل في هجوم على المصالح الإسرائيلي­ة، فإنهم ســيقومون بتعويض عائلته بمبلغ 7 آلاف دولار، أو إن تمّ تخريب بيته فسيقومون بتعويضــه بمبلــغ 30 ألف دولار، أي مــا يعادل أجر أحد المعلمين لمدة 7 أو 8 ســنوات، إذن أين أولويتكم؟ إن المشاكل الاقتصادية في إيران تجاوزت التشويش على القنوات الفضائية. الأمير رضــا يتحــدث إلى "الوطن" عن أوضــاع الإيرانيــ­ين في الخــارج، وعن المعارضة الإيرانية وتطلعاتها، مســلطاً الضوء على كثير من الألاعيب والتدخلات التي يمارسها نظام ولاية الفقيه محاولاً تصدير مشــاكله إلى الخارج هروباً من الأزمات التي تعصف به في الداخل. الأمير رضا يكشف عبر عدة حلقات كثيراً من الأسرار التي تستحق التأمل. يتمكن من خلال التهديد النــووي من إيجاد جبهة عســكرية تقليدية (حســب مفهــوم الجيوش غير النووية) لا يمكن لأحد أن يواجهها. لقد كان النظام يضع هذه السياسة نصب عينيه دائماً، سواء كانت تجاه دول المنطقة أو الجيران أو ما وراء ذلك، لقد كانت هذه الأزمــات المختلقة وهذا الإرهاب المتطرف البداية التي أدت بعد كل تلك الســنوات إلى ظهور حركة مثل الدولة الإســلامي­ة، أساس القضية منذ اليوم الأول هــو عندما زرع النظام الإيراني هذه البذرة وأصبح عرّابها. الداخل، ومن جهة أخرى هــذا يوفّر لهم حالة من الحماية، لأن أي صراع في هذه الحالة سيحدث بعيداً عن حدودهم.. قبل بضعة أشهر أعلن أحد مسؤولي النظام قائلاً: نحن نفضّل أن تكون ســورية تحت سيطرتنا على أن تكون خوزستان (عربستان). جميع حساباتهم الإســترات­يجية مبنية على كيفية اســتمراره­م في هــذا التعدّي والتجــاوز، وكيفية ممارســة الضغط على الآخرين، وإشغال البعض بأمور أخرى، وفي هذه الأثناء يحاولون إيجاد موطئ قدم لأنفسهم. الحــدود، الفقر، الفاحشــة، الانتحار، هجــرة العقول إلى جميع أنحــاء العالم، فضلاً عن الأطفال الذيــن يموتون في الأحواز بســبب التحسس من التلــوّث، والذين يموتون بسرطان الدمــاغ في طهران بســبب أمواج التشويش على القنوات الفضائية، لأن النظام يريد منع اســتخدام الأطباق اللاقطة، إلى غير ذلك. يمكنني أن أعرض عليك قائمة طويلة جدا بمصائب الناس في إيران، كل ذلك في حين تمتلئ جيوب رجــال الدين هناك أو "الأســياد" على حدّ تعبيرهم بموارد الدولة، وتسيطر فيها مافيــا الحــرس الثوري على جميع النواحــي الاقتصادية للدولة، ولو أراد تاجر عاديّ، القضيــة التي تتكرر باســتمرار، بالأمس القريــب أجريت انتخابات البرلمان، ورأينا أن نســبة مشاركة الناس فيهــا كانــت الأدنى على الإطلاق، وهو أمر كان لي فيه تأثير بالطبع، فقــد طلبت من الناس أن يدركوا ويعوا أن التصويت لمثل هذا النظام ليس له أي ميزات ســوى إضفاء الشرعية على نظام يريد أن يقول للعالــم: لأن الناس يصوتون فنحن شرعيون، في حين أنّ تصويت النــاس لا يلعــب دوراً في تحديد مصيرهم.

من هذا المنطلق، الكثيرون أبدوا تفاعلهم مع هذا التجمع ولم يذهبوا ولم يصوتوا، البعض منهم صوتوا بطبيعــة الحال، وأكثرهــم كانوا مجبورين على ذلك، فهم موظفون حكوميون، وإن لم يصوتوا ســيتم طردهم مــن وظائفهم، حتى أنهم أجبروا السجناء على التصويت هذه المرة، إذن هــذه مسرحية روتينية يجريها النظام، ولحســن الحظ لم تعد تخدع أحداً. بعد فــك الحصار، أن يتعامل مع شركة أجنبية، فسيجبرونه عــلى أن يذهــب إلى صــلاة الجمعة ويطلق الشــعارات، وإلا سيمنعونه من أي نوع من التجارة. في مثل هذه الأجــواء يحاول الناس أن يستمروا في حياتهم، لا يملكون قــوت يومهم، ولا يتقاضون الأجــور في الوقت المحدد، ووضــع العمال منهم سيئ جداً، إذن المشاكل ليست واحدة أو اثنتين، فمثلا وضع المدارس في كردستان كارثيّ، والأمر كذلك في بلوشســتان، إنّ عنصرية النظام في التعامل مع الأقليات سواء كانت قومية أو مذهبية أو دينية من شأنه أن يمهد الطريق إلى تقســيم الدولة.

 ??  ?? • أشكركم لإتاحة الفرصة لي للقاء بكم وإجراء هذا الحوار..
• أشكركم لإتاحة الفرصة لي للقاء بكم وإجراء هذا الحوار..
 ??  ?? حاوره: محمد السلمي رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية كاتب في "الوطن"
حاوره: محمد السلمي رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية كاتب في "الوطن"
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia