تركيا تتأهب لمحاكمة المتورطين في الانقلاب الفاشل
مستقبل غامض
فيمــا تتجه الحكومة التركية حســب المعلومات نحو إقرار محاكمة الانقلابيين عن طريق محكمة خاصة، وذلك استنادا إلى أن الحكومة تســير البــلاد حاليا في ظل "أجــواء حرب"، كشــفت مصادر استخباراتية تركية أن هناك قائمة بأسماء 40 ألف شــخص كان ســيتم اعتقالهم حال نجاح انقــلاب 15 يوليو الجاري، بالإضافة إلى مخطــط لإثارة الفوضى من خلال اختطاف وإعدام زعيم حزب العمال الكردســتاني المحظور في تركيا عبدالله أوجلان، والمسجون حاليا في جزيرة إيمرالي ببحر مرمرة.
وبحسب المصادر فإن الرسائل المتبادلة بين أعضاء الكيــان المــوازي والموالين لجماعة فتــح الله غولــن، تؤكد أن على رأس الـ40 ألفا رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، وطاقم العمل في الرئاسة، ورئيس الحكومة بن علي يلدرم، وأعضاء الحكومة والمقربين منها، وأعضاء البرلمان من حزبي العدالة والتنمية، والشــعوب الديمقراطي، بالإضافة لبعض الإعلاميين، وعددا من رجال الدولة.
وفي سياق متصل أشارت المصادر ذاتها إلى أن الانقلابيين خططوا لخطف أوجلان وإعدامه، ومــن ثم إثارة غضب المواطنين في المناطق الجنوبية الشرقية ذات الأغلبية الكردية وخلق حالة فوضى، تســاعد على إتمام مهامهم الانقلابية.
وكان أوجلان قد اعتُقــل عام 1999 في كينيــا، ونُقل إلى تركيــا، وحُكم عليه بالإعدام، لكن لم يتم تنفيذ الحكم بسبب إلغاء تركيا عقوبة الإعدام ســعيا لتوفيق القوانين التركية مع الاتحاد الأوروبي. أوضح المراقبون أنه إلى جانب إعلان الطوارئ ومحاكمــة المتورطين في الانقــلاب في محكمــة خاصة، فإن الإجراءات التــي اتخذتها الحكومة التركية خــلال الأيام القليلة الماضية بما فيها اعتقال واســتبعاد عدد من المسؤولين تجعل من مستقبل تركيا غامضا مع استمرار الخطر، كما أن محاولة الانقلاب ســتعزز مخاوف أردوغان القديمة مــن التآمر عليه ويجعله يتصرف في المســتقبل وفقا لهذه المخاوف، كذلــك فإن تطهير الجيش لن يمر دون تأثير خاصة وأنه يعتبر نفسه أقوى المؤسسات بالبلاد وأنه الحامي الوحيد لدستورها.