العرسان السعوديون الغلابة

المطربة ذات الشهرة المتوسطة يتطلب حضورها 18 ألف في المتوسط، وقاعة الحفل لن تقل عن 70 ألف ريال والبوفيه 30 ألف ريال، وهناك الكوشة التي تصل إلى ثلاثين ألفا ولا تبقى سوى ليلة واحدة، وفرقة تقدم زفة شوكولاته وزفة قهوة وزفة سامبوسه لن يقل المبلغ عن عشرة آلاف، أضف أن هناك زاوية تسمى زاوية أم العريس وزاوية تسمى زاوية أم العروس تتنافسان في ملئهما بكل ما لذ وطاب، وغالباً تقوم العاملات في الصالة بسرقة كل ما عليها أثناء انشغال الأمهات بالرقص، ثم إن العروس لن تطل على الناس قبل الثالثة فجراً تظهر وهي تسحب خلفها شابا دفع كل تلك الفواتير من قروض البنوك وتجار التقسيط وزملاء العمل. في تلك الليلة تجد على ملامحه فرحة مغموسة بالقلق تستطيع أن تتبينها في وجهه وهو يسير مغلوبا على أمره، مرة يطلبون منه أن يقفز ليفجر بالونا ضخما معبأ بالزهور تدور في وسطها عروسه، ومرة يطالبونه بقطع شريط صورة لعروسه والتي قررت أن تكون ساندريلا الحفل بقلب خال من المعاناة التي يخبئها عريسها، ولا أحد يعلم عنها شيئا. في السعودية حضرت مناسبات زواج عديدة في الفترة الأخيرة، وليست مبالغة مني إذا قلت كلها بلا استثناء انتهت بالطلاق لأسباب متعددة. في الحقيقة أن الشاب العريس يكون تحت ضغط هائل من نساء عائلته المستعدات بجوالاتهن وبرامج سناب شات للتفاخر على حساب طاقته وقدرته، فلا تهتم إحداهن كم قرض قد استدان بما أن الأمر سيتعلق "بمهايطها" تلك الليلة. الذي يثير دهشتنا مسارعة هؤلاء الشباب إلى الطلاق بمجرد أدنى صدام مع عروسه في الوقت الذي لا نفكر فيه بالوضع الذي جرهم له محاولتهم لإنشاء أسرة وعائلة وسط عاصفة من المهايط، والتكاثر على حساب راتبه المحدود وقدرته على مجاهدة الديون التي لا تجعله يهنأ مع عروسه والتي يكون وجهها كافيا لتذكيره بمعاناته سبباً ونتيجة. إن ما يحدث في مجتمعنا يستحق الوقوف وقفة حازمة، فثمة اختلال في قيمة الشيء لدى الأفراد، فليلة تفاخر لديهم تستحق معاناة سنين، وهذا غير مقبول عقلاً ولا شرعاً.

للتواصل أرسل SMS إلى: 815139 جوال 615665 موبايلي – 716262 زين بها رقم 130 ثم مسافة ثم رسالتك

azza@alwatan.com.sa