Al-Watan (Saudi)

أول مكتب صيني للهجرة والجنسية في تاريخها

-

تستعد الصين، في الوقت الراهن، لافتتاح أول مكتب للهجرة والجنسية في تاريخها، بهدف اجتذاب الأجانب من ذوي المهارات الرفيعة لمساعدة الصين على التحول لمركز ابتكار عالمي، بعد أن كانت تحمي نفسها بأسوارها لصد الغرباء.

لم تكن واضحة حتى الآن التفاصيل المتعلقة بالأشخاص الذين يمكن لهم التأهل للحصول على الجنسية الصينية، والأعداد المستهدفة، وما هو مطلوب خلال فترة إتمام إجراءات الهجرة.

لكن، ما هو واضح تماما، أن أكبر دولة في العالم من حيث تعداد السكان، تحتاج إلى مزيد من البشر، وهو ما يُعزى إلى حقيقة أن أعداد الصينيين في سن العمل بدأت في التقلص منذ عام 2012 .

وعلى الرغم من سنوات من التحذيرات، والجهود الرسمية للحد من هذا الاتجاه، فإنه ما زال يتعيَّن على الصين إيجاد طريقة للتنافس على اجتذاب أفضل الكفاءات في العالم، على أن يشمل ذلك أيضا أبناءها الموجودين في الخارج.

وفيما يتعلق بالعمالة الماهرة على وجه الخصوص، تواجه الصين تحديا إضافيا، يتمثل في أن كثيرا من مواطنيها الأكثر تأهيلا، يغادرونها متى ما أتيحت لهم الفرصة، بحثا عن فرص أفضل، وذلك بمعدل يفوق معدل هجرة العمالة غير الماهرة بخمس مرات، وهذه الفجوة آخذة في الاتساع بشكل مطرد.

وهذا الخروج الجماعي مدفوع بطائفة من العوامل تشمل: التلوث والمدن المكتظة بالسكان التي ترتفع فيها تكاليف المعيشة والبيروقرا­طية وتباطؤ الاقتصاد والإحباط الناتج عن تفشي الفساد.

وفي إطار محاولتها اجتذاب أبنائها المهاجرين إلى الوطن مرة أخرى، تقدم الصين مجموعة من المزايا الاقتصادية والوظيفية لجذبهم، مقابل التزامهم بالعمل في إحدى الجامعات الصينية، أو غيرها من معاهد البحوث والدراسات لعدة سنوات. ولكن تلك البرامج لم تحقق سوى نجاح محدود، إذ يحجم الأكاديميو­ن الصينيون المتعلمون في بلاد أجنبية عن التخلي عن وظائفهم في الخارج.

ومن بين الحلول التي يمكن بواسطتها تغيير بعض العقول، الحل الخاص بالسماح بنظام حقيقي لازدواج الجنسية، إذ ينص قانون الجنسية الصيني الحالي، على أن أي صيني يحصل على جنسية أجنبية يفقد جنسيته الصينية تلقائيا، وأن أي أجنبي يحصل على الجنسية الصينية تصبح جنسيته الأصلية غير معترف بها في الصين.

وفي إطار جهودها في هذا الشأن، يجب على الصين أيضا التفكير في الكيفية الفاعلة التي يمكن بها اجتذاب الأجانب أصحاب المهارات العالية. وهو أمر لن يكون ميسورا بأي حال من الأحوال.

وإذا ما أرادت الصين أن تصبح مركزا للابتكار العالمي، فإنه يتعيَّن عليها إظهار أنها يمكن أن تصبح موطنا لمواطنين عالميين، وليس وطنا يقتصر على الصينيين فحسب. *صحفي أميركي متخصص في الشؤون الآسيوية - (الواشنطن بوست) - الأميركية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia