Al-Watan (Saudi)

هل ترضى أن تتزوج امرأة

-

في الوقت الذي تتكرر فيه على مرأى ومسمع من الجميع وسوم في تويتر وفيس بوك مثل: "هل ترضى أن تتزوج طبيبة؟ هل ترضى أن تتزوج مدخنة؟ مطلقة؟ مبتعثة...الخ" بت أخاف أن نصل إلى مرحلة يسأل المجتمع فيها الرجل ما إذا كان يرضي بالزواج من امرأة؟ فهو دائماً يجعل من أي عمل تقوم به المرأة عادماً لأنوثتها وكينونتها. من خلال هذه النقاشات الافتراضية، تجد أن المرأة في نظر مجتمعنا هي المخطئة لأنها الطبيبة ولأنها المدخنة ولأنها المبتعثة ولأنها التي تتعامل مع سائقين ولأنها الموظفة ولأنها التي تكشف وجهها.... الخ، المرأة دائما مخطئة، ولكن في كل مرة السبب يختلف عن الذي قبله. يقول الفيلسوف البريطاني أرنولد توينبي في واحد من أشهر مؤلفاته عن المرأة "المرأة في عصور أخرى": "أتساءل متى كان أفضل وقت عاشت فيه المرأة؟ هل كان في مصر القديمة؟ اليونان القديمة؟ الغرب المعاصر؟ لأني في كل عصر أجد مشكلات وعيوبا". يضيف توينبي:"إذا كنا ساعين لمعرفة أفضل وقت ومكان عاشت به المرأة فلتكن لنا معايير نتفق عليها جميعا حول الجيد والسيئ فيما يخص نظرتنا للمرأة". يختم توينبي مقالته بتوصيات حول إعطاء المرأة كافة حقوقها المدنية وهي لها حرية الاختيار فيما يلي ذلك. يقول توينبي كلمات مثل "أعطوا المرأة كافة حقوقها، اجعلوها ندا ومنافسا ومنتخبا" ولكن، هل سيكون طريق المرأة ممهداً نحو كل ذلك وهي تتعرض لنوع من التحطيم والإجحاف الافتراضي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بشكل قاس ومتكرر؟ إن المجتمع الذي يسيء نصفه للنصف الآخر يستحيل أن يتقدم ويلحق بركب الأمم، لأنه يتمزق من الداخل. إن الحديث المتكرر عن المرأة في تويتر ومقاطع إنستجرام الساخرة التي تجعل من المرأة مجرد أضحوكة أو موضع عرض جمالي لا أكثر يسهم في تشكيل عقلنا اللا واعي وبالتالي الطريقة التي ننظر بها للمرأة. لا أعرف ما هي الإجابة على سؤال توينبي حول أفضل عصر عاشت به المرأة، لكنني متأكدة من أنه لم يكن عصر مواقع التواصل الاجتماعي الذي مثّل المرأة بشكل سيئ على الأقل في هذا الإقليم الشرقي.

للتواصل أرسل SMS إلى: 815139 جوال 615665 موبايلي – 716262 زين بها رقم 470 ثم مسافة ثم رسالتك

abo0or.3@alwatan.com.sa

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia