عين

فراولة مصر

حرب الفراولة المصرية المجمدة لم تنته بعد بين أوساط المجتمعات، على الرغم من أن الجهات الصحية العليا في معظم الدول العربية أكدت سلامتها. بدأت قصة الفراولة المجمدة، عندما صدر تقرير من هيئة الغذاء والدواء الأميركية بشأن إصابة أكثر من 100 مواطن أميركي بالتهاب الكبد الوبائي "أ"، وكوّنت فريق رصد وبائيا لتقصي انتشار هذه الحالات. وأفاد التقرير بأن معظم الحالات المصابة تناولت مثلجات تدخل في تحضيرها الفراولة المصرية المجمدة، فبالتالي أصدرت تحذيرات لكل المحلات التي تقدم المثلجات بشأن المحافظة على سلامة أغذيتها، والتقرير لم يشير إلى أن الفراولة المصرية المجمدة هي سبب التهاب الكبد الوبائي "أ"، ولكن سرعان ما انتشر الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه، وبدأت الإشاعات بأن الفراولة هي سبب التهاب الكبدي الوبائي "أ". هيئة الغذاء والدواء السعودية تفاعلت بشكل سريع مع انتشار هذه الإشاعة، واستطاعت دحضها خلال إجراء اختبارات على عينات مستوردة من الفراولة المصرية المجمدة، وكانت النتائج تبرئ الفراولة من حملها أي فيروس، وكذلك أعلنت قطر براءة الفراولة المجمدة من الفيروس، ثم الإمارات، وكذلك أعلنت الأردن خلو جميع الفواكه المستوردة من مصر من أي وباء، كل هذه البيانات كانت من جهات صحية ورسمية عليا في الدول، لا أدري لماذا انتشار الأخبار المغلوطة والإشاعات التي لا أصل لها؟ هل يعتقد الصحفيون أن السبق في الخبر أن يكون دون حقائق، وعلى حساب صحة المجتمعات؟! يجب علينا أن نشارك ونسهم في التوعية الصحية الصحيحة، ونثق في مصادرنا الصحية. التفاعل السريع من هيئة الغذاء والدواء كان مهما جدا وقياسيا كذلك، ويجب عليها ألا تخضع لتجار الاستيراد بشكل عام في مطالباتهم بشأن العقوبات.