Al-Watan (Saudi)

الوطنية في عيد الوطن

Http://www.alwatan.com.sa/info/neqashat.htm

- حسام زمان

تعتبر المملكة العربية السعودية التي توحدت في 21 جمادى الأولى 1351 الموافق 23 سبتمبر 1932 هي المشروع الوحيد المستمر والناجح في العالم العربي الذي جمع بين الوحدة السياسية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعي­ة، مع احترام والتزام بالمرجعية الحضارية للإسلام وشريعته والعربية وثقافتها. ويرجع نجاح هذا المشروع الجبار بعد فضل الله وتأييده، للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ وأبنائه الملوك من بعده ـ رحمهم الله ـ في السعي بعزيمة وإصرار لإنجاح هذا المشروع، وتطويره بصفة مستمرة، رغم كل التقلبات السياسية والعسكرية والأيديولج­ية في المنطقة والعالم. وكان التعليم منذ البداية هو الأداة التنموية الرئيسة التي اعتمدها الملك وأبناؤه لبناء وتدشين هذا الكيان، فمع ضم كل منطقة أو مدينة، كان يعقب ذلك مباشرة تكليف معلم وقاض، لضمان عدالة اليوم، وازدهار المستقبل. وقد أظهر المشروع بهذه الآلية نجاحاً مبكراً جداً تجلى في مساهمة هذه الدولة – في الربع الأول من تأسيسهافي تدشين أكبر منظمة عالمية وهي هيئة الأمم المتحدة، وتأسيس أول منظمة إقليمية ووضع نظامها الأساسي وهي جامعة الدول العربية.

وتصديقاً لهذه المكانة، كان الملك المؤسس عبدالعزيز هو القائد العربي الوحيد الذي التقاه قادة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية – الرئيس الأميركي روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل- في زيارتهم للشرق الأوسط عقب انتهاء الحرب، كما أنه لم يسجل موقف مشابه لموقف انحناءة الرئيس الأميركي أوباما أمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ في أول لقاء لهما على هامش قمة العشرين في لندن 2009، على الرغم مما أثاره الموقف من حملة من الانتقادات شنتها بعض الصحف الأميركية على الرئيس الأميركي وانحنائه لزعيم عربي. وكان التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي دعا له الملك سلمان بن عبدالعزيز لمكافحة الإرهاب الأكبر من حيث عدد الدول المشاركة في أنشطته وأعماله والملتزمة بأجندته وخطته الاستراتيج­ية لمحاصرة الإرهاب وقهره.

ويعيش الوطن وأبناؤه وبناته هذه الأيام فرحة اليوم الوطني وذكرى التوحيد الخالدة، وبهذه المناسبة الغالية تتوحد الرسائل الإعلامية والمشاعر الوطنية ويتلون الوطن بالأخضر. وما أحوجنا لهذه الأجواء الوطنية أن تكون مستمرة على مدار العام، فاللحمة الوطنية ورص الصفوف والتسامي على الخلافات المختلقة والتناحرات الأيديولوج­ية، والاجتماع على أجندة وطنية تقوي الجبهة الداخلية وتزيد من تماسكها ورفعتها وتحبط مخططات الأعداء، سواء كانوا دولاً أو تنظيمات إرهابية.

وإذ أنتهز هذه المناسبة لرفع أسمى آيات التهاني وصادق التبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف ـ حفظه الله ـ وسمو لي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم، فإني أدعو قادة الفكر والإعلام والمؤثرين من مختلف الأطياف الثقافية والفكرية التي تعكس قوة هذه البلاد في تنوعها واحتفائها بالجميع، أدعوهم إلى الاستمرار في بث الرسائل الإيجابية الوطنية، والتسامي عن الخلافات، وتعزيز ثقافة التعايش الودي، واعتبار تنوعنا الثقافي والفكري مصدر قوة لخلق ثقافة جديدة للمواطنة وحب الوطن. وإنني على قناعة بأن قادة الفكر والإعلام يشاطرونني الفكرة والتوجه، لتبقى بلادنا أنجح مشروع وحدة إقليمياً، وقوية ومؤثرة عالمياً.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia